الطفيات في الشعر العربي

Similar documents
Book2dic

<4D F736F F D20E620DBE4F820DAE4CFE1EDC820C7E1C8E5C7C1>

{ي ا ا ي ه ا ال ناس ات ق وا ر ب ك م ال ذ ي خ ل ق ك م م ن ن ف س و اح د ة و خ ل ق م ن ه ا ز و ج ه ا و ب ث م ن ه م ا ر ج الا ك ث يرا و ن س اء و ات ق وا ا

<4D F736F F D20DDCAC7E6EC20D4D1DAEDC920DDED20C8DAD620E4E6C7D2E120C7E1E3D3E1E3EDE420C7E1CCCFCF20E4D3CEC920E3DACFE1C9>

完成正副朝的形式

Voc Mowashahat

@fiî ñ Ïv ä a 1 = ( sr ) h s حيث (۱ قيمة الثابت h)

گزارش گمان شکن

清洁

final report 93 - Copy

DecouvrezLaFranceEnArabeVocabulaire

نسخة معدلة ومراجعة من فضل اتباع السنة.DOC

穆斯林每天的赞主词

جامعت اصلاح المسلمین

هندسة الحضارة تجليات العمران في فكر فتح االله كولن

Microsoft Word - ÃÍãÏ ÇáãÒÌÇÌí_3333.doc

朝觐——الحج

Microsoft Word - معادلــة مستقيــم

Microsoft Word - Bac SM Juin 2008ىثئ

.....pdf

إ ن لل ت ع ال ى ق د ن س خ ب ال س ل م م ا ق ب ل ه م ن الش ر ائ ع و خت م ب ن ب ي نا م ح م د صل ى لل عل يه وسل م م ن ق ب ل ه م ن ال ن ب ياء و الر سل و أ

Microsoft Word - cexajuil08.doc

ب م ك ار م الا خ لا ق و م ح اس ن ال ق ي م, و س ل م ت س ل يما ك ث يرا م ا ت ر دد ف ي ح ي ن س م و خ ط ب ن ان ب ق ل م. ما ب ع د : ا ف ا وص يك م ع ب اد ال

ف ر ق عد : أما ب عباد هللا أ و ي ك ف ونف سي ب تقوى هللا حق تقواه واس تعد وا بال عما ل الصال حة لي وم ل قياه فط وبى لمن خاف من ا ل جلي ل وعمل بال ت نزي

伊斯兰关于真主的概念

拜功

(4) 按语法理解规范朗读基础考察 即给段落文字打符号, 占比 25/240 主要考察考生对句中单词根据其语法地位的尾符变化情况, 工具词导致的动词 名词尾符变化情况, 单词词型的规范读音等方面的掌握情况 是很具有阿拉伯语言特色的经典考察方式 (5) 汉阿互译能力考察, 属于主观题, 占比 50/2


大小净与礼拜

ال م ضوا بعث بال ب نور ا لم ض ديا وا ل م ال م ي ديا علو حين فت ن من ال ب س لا و ر وس من ال ب سب لا ف مغ ب الط ب غ يان ا وأظ ب ال يمان ا ورفع ين ع لو س

刑事犯罪与法度

Microsoft Word - Question Classical Poetry

自愿的施舍

穆罕默德(愿主赐福之,并使其平安)的指导

د- د- د- د- A-PDF MERGER DEMO الرقم التسلسلي:... مذآرة تخصص:أدب عربي مقدمة لنيل شهادة الماجيستير فرع:أدب عربي قديم إعداد الطالبة: حياة بوعافية إشراف ا

Cos I II Sin Sin - ENS - I IV 2 Cos 2017

穆斯林每天的赞主词

أ ما ب ع د: فأوصيك م إ خوة ال يم ان و ن ف س ب تقوى ال ملك الديان ف تقواه س ب ح ان ه سبب الرحمة وال غفر ان و ط ر يق محبة الرح م ن و ن يل ال جن ان ي ق و

认主独一的种类

الوالدان في ضوء القرا ن الكريم الا ستاذ المشارك وري يس قسم القرآن وعلومه

宣礼词与成拜词

哈里发与政权

عاشوراء بين هدي الإسلام وهدي الجهلاء

الإقتصاد خلال أسبوع

捐助与施济

先知(愿主赐福之,并使其平安)的礼拜方式

S arabi 10

复生日

伊斯兰的人权思想

婚姻

正朝的意义、断法与贵重

Microsoft Word - A_Diyaab5555.doc

كيف نستثمر أوقاتنا؟

Questo libretto fa parte di Bimborsina, il kit di benvenuto per i nuovi nati della Città di Brescia, realizzato dal progetto Brescia Città del Noi (ID

朝觐后的十个嘱托

حسن السمت في الصمت

天课

Microsoft PowerPoint - paper15 [Compatibility Mode]

شماره 27.pdf

杀人应付的血金

阿拉伯語字母

بسم الله الرحمن الرحيم

James Rosenau James Rosenau, The Scientific Study of Foreign Policy, London: Frances Printer, 1980, p

Green pit viper antivenom from Thailand and Agkistrodon halys antivenom from China compared in treating Cryptelytrops albolabris envenomation of mice

诵读《古兰经》的礼节

Cancellation of elective operations on the day of intended surgery in a Hong Kong hospital: point prevalence and reasons


In-house human immunodeficiency virus-1 genotype resistance testing to determine highly active antiretroviral therapy resistance mutations in Hong Kong

Microsoft PowerPoint - Lecture4.ppt

Alex Marshall 745 King Street West End, Wellington 0680 Alex Marshall 国王大街 745 号西区, 惠灵顿 0680 Nieuw-Zeelandse adressering: naam geadresseerde, huisnumm

Microsoft Word

11/08 رقم القانون خلال منننن السرية الهجرة محاربة / - مقدمة تعتبر الجراي ر دولة هجرة بامتياز بحكم كو ا دولة انطلاق (Pays d émigration) وذلك منذ العهد

0000Book_D10YB.indb

通奸的法度

伊斯兰的基础和原则

١ اختبارات الفروض حول الفرق بين متوسطي مجتمعين أولا: إذا آانت العينتان مستقلتان بافتراض أن آل مجتمع من المجتمعين له توزيع طبيعي خصاي ص آل منهما آمايلي

% %, 82

认主独一和信仰

诵读《古兰经》的种类之二

受戒

1436 马举阿訇解答 能否跟随两圣地的伊玛目礼拜 < اللغة الصينية > 来源于网络 مصدر من االنرتنت 伊斯兰之家中文小组 校对 مراجعة : فريق اللغة الصينية بموقع دار اإلسالم

000Book_CE16SA.indb

Microsoft PowerPoint خط تاثير [Compatibility Mode]

正确的信仰与违背伊斯兰的事项

العدد / 19 جانفي 2014 א א الحكاية الشعبية في منطقة ورقلة سي كبير ا حمد التجاني جامعة قاصدي مرباح بورقلة ) الجزاي ر ( The popular tale(story) in Ouargl

人们在斋月里的种类

3 سلامات

, 史密斯亲爱的约翰 عزيزي السيد مجدي ا حمد Minder formeel, men heeft reeds zaken met de geadresseerde gedaan, 亲爱的约翰 عزيزي مجدي Informeel, men is bevriend met d

Microsoft Word 斋月前的准备.docx

著名的白德尔战役·

Analgesic effects of preoperative gabapentin after tongue reconstruction with the anterolateral thigh flap

有关敬爱的先知四十讲座

ßá ÔÆ Úä æä

伊斯兰的基础和原则

Microsoft Word - Question Bank-BA Arabic I Sem. Complementary Course. Indian Writings in Arabic

جامعة الجزاي ر كلي ة الحقوق -Ι- حماية الحريات ودولة القانون أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام إعداد الطالب : إشراف الا ستاذ الدكتور : صالح

后世才是真正的生活


坏斋的事项

(Microsoft Word - \325\335\315\345 \310\344\317\ )

Transcription:

c Ó

:. ] [ ] / :. =. : -.( ) ( ).[. PJA / ( )... - :................... ()... PJA /.... -.. تمت الفهرسة قبل النشر في مكتبة العتبة الحسينية المقدسة

Ó

١٤٣٣ ه - ٢٠١٢ م العراق: كربلاء المقدسة - العتبة الحسينية المقدسة قسم الشو ون الفكرية والثقافية - هاتف: ٣٢٦٤٩٩ الموقع الالكتروني: imamhussain-lib.com البريد الالكتروني: info@imamhussain-lib.com

مقدمة اللجنة العلمية ا ذا ا ردنا ا ن نقرا الواقعة العاشوراي ية على ا ساس القضية التاريخية فا ن ثمة وقاي ع تتوالى على المخيلة البحثية فتحيل الصورة ا لى مشهد تصويري تتداعى فيه المواقف بين مشاهدات تراجيدية تدفع بالهاجس الذاتي ا لى شعور استلاب القدرة على التحكم بالعواطف فتنهمر المشاعر ا لى ا حالات تعجيزية تقهر الا رادة على التماسك والصمود... وهذا نوع ا بداع يدفع بالواقعة الطفية ا لى تصد ر الجهود البحثية التي راودت الجميع فبين مبدع فطري وبين مخفق يندرج في سلك الاخفاق السياسي ا و الوهم الفكري المتعثر ولم يقتصر هذا الا بداع البحثي على الواقعة التاريخية حتى ا تبعه الا بداع الا دبي المنطلق من وجدانيات تعايش الحدث الكربلاي ي لتتكلل با بداعات القصيدة الطفية ولعل تراكم الوجدانيات الطفية للشاعر الحسيني تنامى حسا ا دبيا جديدا يتعايش مع الا نساق الوجدانية الممتلي ة بالعاطفة لتحدث الصورة المخيلة النسق الوحدة الانبعاث الرغبة ومن ثم الانطلاق ا لى» لون ا دبي تجسيدي» يحتفر الحادثة ليخرجها قصيدة وتتصاعد امكانية الا ديب ا لى ا مكانيات ا بداعية تولد القصيدة التي ا طلق عليها الا ستاذ الباحث «الطفيات» ولعل اختيار المصطلح ينطلق من ا بداع ا خر استثمره الباحث لتتولد فنية الطفيات. فالطفيات غرض كربلاي ي يوظفه الشاعر 7 ٥ 6

7...الطفيات ٦ 6 المقولة والا جراء النقدي لدراساته والذي تكفله كتاب «الطفيات المقولة والا جراء» للدكتور علي كاظم المصلاوي الذي استعرض هذا اللون الا دبي لشعراء ثلاثة الشريف الرضي والشيخ محسن ابو الحب والشيخ صالح الكواز فالا ول من رواد الشعر للقرن الثالث للهجرة والثاني من رواده للقرن الثاني عشر للهجرة والثالث من رواد الشعر للقرن الثالث عشر مما يعني ا ن الباحث حاول ا ن يجمع في مطاوي بحثه عينات طفية متباعدة بعضها ومتقاربة ا خرى... وقد ا بدع الباحث في ا ثارة مثل هذه الا ثارات الا دبية التي كانت تستقر في حافظة الرواة ا كثر من كو ا تشك ل بحوثا ا دبية بكر ا تضيف للذاكرة الا دبية نسقا ا دبيا ا خر وللخزين الا دبي ثروة ا دبية جديرة بالبحث كما هي جديرة بالتقدير. السيد محمد علي الحلو النجف الا شرف

ا ن العقلية التنظيرية تقديم الكتاب ا ي القا در ة على صنا عة مقولة ا و ن ظرية جديد ة لا تتمكنها جميع الذوات بل تتفرد بعضها بحياز ا ذلك ا ا تحتاج ا لى جملة ا مور ا همها مقدرة التا مل الفاعل والنظر ا لى المعلومة من زوايا لا يلتفت ا ليها الا خرون ولاسيما تلك التي توصف بالنضج ا و الاكتمال. وفي ظل معاناة المثقف العراقي تزداد مسافة التوتر بين قطبي الثبات على المعلومة المتوافرة والحفر عن معلومة جديدة والمفترض ا ن القحط الذي نثرته الظروف على قبعتنا الوطنية تجعل من القطب الا ول (التقليدي) هو المتفشي في ا نساقنا الثقافية لكننا نفاجا بوفرة المركوزين في القطب الثاني (غير التقليدي) ولعل المعلل الري يس المقنع لهذه الحالة الشاذة (المبدعة) هو المعلل الا ناسي الذي يقول: ا ن العمق الحضاري لذوات المعاصرة يو ثر في ا مكانات التفكير ومعطيات التعامل الثقافي على مسيرة حيا ا عبر الا جيال فالعمق السومري والاكدي لا محالة يلقي بظلاله على الذات العراقية طيلة تناسلها السابق والا ني والا تي. ولو رجعنا ا لى مسوغ ا خر مفاده ا فرازات المعاناة لوجدنا داعم ا ا خر لانفلات المثقف العراقي من ا زمة الثبات التي يحتمها الظرف فالراسخ في عقيدة الثقافة ) نا الا بداع ابن المعاناة) ويجمع الدعامتين السابقتين نصل ا لى قناعة ولو ا ولية لبروز 7 ٧ 6

7...الطفيات ٨ 6 المقولة والا جراء النقدي عقليات عراقية تنظيرية في ظل مرحلة لم يرد لها ا ن تعطي هذه النتاي ج. الا مثلة في الواقع كثيرة وسنقف عندها في فرص قابلة ا ن ا تيحت لكنني ا ردت الوقوف عند ا طروحة مصطلحية عراقية ذات ب عد مفاهيمي ا ن طلق م ن سياق التقليد فالراسخ في عقيدة الثقافة العربية والعراقية منها على وجه الخصوص ا ن (الطف) تلك الواقعة التاريخية تستبطن الع برة والع برة بفتح العين مرة وكسرها ا خرى. لكننا لم نجد منذ مدة مديدة طرح مصطلحات جديدة ولاسيما في منظومة النقد الا دبي تنبثق من خصوصية هذه الواقعة ربما لغلبة الع برة بفتح العين. لكننا قرا نا قبل مدة ا طروحة (الطف ي ات) للا ستاذ المساعد الدكتور علي المصلاوي التي جعلت من دخول ا دب هذه الواقعة في النقد الا دبي الحديث دخو لا مرحب ا به بعيد ا عن القالبية الجاهزة لتصنيف فريقها. فالمهم هو تفريغ النص من حمولاته السياقية ا لا الرابط التاريخي وشحنه بحمولات نصي ة يقدمها ما قيل من ا دب ا نذاك. فالطفيات مصطلح جديد يعنى بدراسة ا دب واقعة الطف وفق ا لبعدي المتن الري يس (كل ما قيل في الطف ) والملازمات ا و المصاحبات (ا ي ما يصاحبها من متون مجاورة تعمل على كشف الدلالة القديمة ا و استضافتها لتوليد دلالة جديدة). هذا المصطلح ا راه نقلة نوعية للسماح بتداول (ا دب الطف ) بعيدا عن الحسا سيات ال عقاي دية ال تي تتولد عند الا خر لا نه يعنى بالجماليات وعناصر الا بداع الا دبي وهي مستويات نقدية يشترك فيها الجميع. بقلم الدكتور مشتاق عباس معن

المقدمة لم يزل الشعر المتعلق بواقعة الطف يحتفظ بحرارة في قلوب مستمعيه كلما تجددت ذكرى هذه الما ساة في كل عام وهذا دليل على انه شعر مليء بالمشاعر والا حاسيس فضلا عن الا فكار والا هداف السامية التي يدعو لها ويريد ان يثبتها في قلوب مستمعيه وعقولهم. وما ترجو من شعر اخلص صاحبه في ا نتاجه وتسامى هدفه في نظمه وحشد كل طاقاته في سبيل ا خراجه با ى حلة ليكون سببا عن طريقه ينال الشفاعة في الدار الا خرة ممن كانوا له عونا وسندا في حياته وملهما لقصيده وا شعاره: محمد صلى االله عليه وا له وسلم وا هل بيته عليهم السلام وبا م الواسعة الحسين سيد الشهداء عليه السلام. فارتفع هذا الشعر عن حضيض الماديات والنفعيات ا لى مرتبة الا خلاص والصدق في التعبير عن قضيته لذا كان جديرا ان يدرس وان يتمعن في استكناه خصاي صه الا سلوبية والجمالية لان صاحبه يحاول الخروج به من حيز التقليدية ا لى حيز الا بداع والتفنن والتفرد فهو ليس ا مام سلطة ما بقدر ماهو ا مام حالة من التا مل والتفاعل والاستشعار بقضيته والتعبير عنها باللغة. هذه المسالة ا حسها الا عداء ووعوا عليها فحاولوا لسنين متطاولة ان يغمطوا حق هذا الشعر بالظهور والسطوع فنعتوه با وصاف دل ت على استحقاره والتهوين من شا نه والمفارقة ا لمحز نة ا م سمحوا لا نفسهم د و ن غ يرهم بدرا سة هذا الش عر و ا صدار 7 ٩ 6

7 ١٠ 6...الطفيات المقولة والا جراء النقدي الا حكام والمفتريات الكثيرة في حقه و لم يست طع احد ا لى وقت قريب ا ن ينت صرلهذا الشعر ا و ينتصف له ا و يا تي ببراهين تفند ما ذهبوا ا ليه والى غير ذلك.. من هنا تو لدت عندي قضية ا عادة النظر في هذا الشعر والتعامل معه على ا سس منهجية بعيدا عن الاطروحات التي مسته ا و حاولت المساس به متخذا مدخلا جديدا اشتققته من المصدر الري يس له وهو واقعة الطف فا سميته (الطفيات) ليسلط الضوء على الش عر الذي خص في هذ ه الواق عة و ا ب عا دها وما عرضته م ن صور الب طولة والفدا ء والتضحية. ومشروع (الطفيات) هذا كان على شكل خطى وي يدة وكلما مشيت خطوة فيه فتح لي الباب واسعا ا مام الخطوة الثانية والى الا ن.. وهذا الكتاب حصيلة تلك الخطى وثمرة ا ولى في هذا المشروع الضخم الذي ا دعو من خلاله جميع الباحثين والمهتمين ليثو روه بمختلف الاتجاهات والرو ى فلم يزل كثير من الدواوين لشعراء كان لهم الا ثر الكبير في مسيرة هذا الشعر لم تحقق والتي حققت ا و جمعت لم تدرس والتي درست لم تستكمل جوانب الدراسة فيه وغير ذلك فضلا عن ظواهر عدة تتعلق ب(الطفيات) وما يتفرع منها جديرة بالدرس والبحث لم يسلط الضوء عليها ا لى الا ن وبخلدي ان ادرسها ا و تكون مشاريع لطلبتنا في الماجستير ا و الدكتوراه ان شاء االله تعالى. و الجدير بالذكر انه من خلال طرحي لمقولة (الطفيات) والا جراء عليها ا ردت تثبيت وتوجيه النظر ا لى جملة من الا مور ا همها: ا ولا: ا ن قصيدة الحسين عليه السلام التي نعتها ب(الطفية) قصيدة لها بناو ها الفني الخاص الذي اكتسبته من خلال موضوعها المتعلق بواقعة الطف. والطفية ا فراز من قصيدة ا وسع تعلقت با هل البيت عليهم السلام فالم عر وف في ت طور هذا اللو ن م ن الشعر انه نشا نتف ا و مق ط عات ثم ا ندم ج في القصاي د التي خص ت ا هل البيت عليهم

المقدمة... 6 7 ١١ السلام ثم بدا ينفر د بق صاي د كالذي وجد نا ه في ش عر الشري ف الرضي وهو ما حمله الا جراء الا ول. ثانيا: حاولت من خلال مقولة الطفيات والا جراء عليها ان ا دلل على ان مدرسة شعراء الشيعة كان لها ا صول ينطلقون منها وكان ا عظم وا قوى ا صل هو قضية الطف ا ذ كانت محورا يلتقي عنده وفيه شعراء الشيعة ويتنافسون ويتبارون مهما تباعد الزمن بينهم لينظموا ا فضل ما تجود به قريحتهم من ا بداع فالتفنن في ا نتاج القصيدة الطفية عندهم جعلهم يصلون ا لى نمط من الا داء لم يكن معروفا عند غيرهم من الشعراء. ثالثا: ا ر دت من خلال اختياري شاعرين من حقبة القرن التاسع عشر ان ا برهن على ان ا دب تلك الحقبة عند شعراء الشيعة وا دباي هم ومثقفيهم لم تكن بالحقبة المظلمة كما نعتها بعضهم بل هي حقبة مضيي ة يمكننا ان نفخر ا ونعتز لا ان ندير وجوهنا عنها ضاربين ا عرض الحاي ط دون ان نكون علميين موضوعيين ممسكين بقلم الذوق والخبرة في سبيل الكشف الجمالي في تلك النصوص التي لم تر الضوء منذ عشرات السنين. اما مصطلح (الحقبة المظلمة) فهو مصطلح ظالم ا و غير دقيق للنصوص الا دبية الشيعية على وجه الخصوص. رابعا: مثلت (القرا نية) في (الطفيات) ا حدى الظواهر البارزة عند الشيخ صالح الكواز الحلي ومن خلالها استشفينا طبيعة تعامل الشاعر مع القران وتوظيفه في بناء (الطفيات) وكان ذلك البناء مثير للدهشة والاستغراب فضلا عن الانبهار والتعجب من هذا الا داء الغريب على الشعر العربي بشكل عام والذي انعكس على بناء القصيدة بشكل كلي. خامسا: ومن خلال الا جراء الا خير على ديوان الشيخ محسن (ا بو الحب) الكبير

7 ١٢ 6...الطفيات المقولة والا جراء النقدي فتح الباب ا مام توسيع مقولة (الطفيات) نتيجة لامعان الشاعر بقضية الطف ورجالاته وتفصيلات الا حداث التي وقعت فتعدى الشاعر مرحلة نظم الطفيات العامة التي خصت الحسين عليه السلام ومن استشهد معه في واقعة الطف وما جرى بعدها من ا حداث ا لى طفيات خاصة برجالات الطف ك: العباس عليه السلام وعلي الا كبر عليه السلام والحر الرياحي عليه السلام والشهداء عموما عليهم السلام... ونعتها ب(المصاحبة للطفيات) وخصوصيتها متا تية من ا عطاي ها ا بعادا جديدة في التعبير عن واقعة الطف وا لوانا زادت من وضوح ملامح الا حداث التي وقعت. سادسا: ومن خلال الا جراء الا خير ا يضا كشف البحث عن تطور جديد اتجهت ا ليه الطفية وهو ما وسمته ب(قصيدة الاستنهاض) التي نشا ت من رحم (الطفيات) ا ذ كان الاستنهاض بذكر الا مام المنتظر عجل االله تعالى فرجه الشريف من الا مور الموضوعية التي تذكر في الطفية ثم اخذ هذا الا مر بالتنامي والاستقلال على يد مجموعة من شعراء حقبة القرن التاسع عشر وما بعده حتى ا صبح ظاهرة ملفتة للنظر في دواوينهم. وتجدر الا شارة ا لى ان مادة الكتاب اشتملت على تمهيد اوضحت فيه جذور المصطلح (الطفيات) اللغوية وسبب تبنيه وفكرته وعلاقته بمجموعة من المصطلحات المقاربة له. وتبع التمهيد ا ربعة ا جراءات تمثل الا ول ب(طفيات الشريف الرضي دراسة في البنية الفنية) والثاني ب( طفيات الشيخ صالح الكواز الحلي دراسة موضوعية تحليلية) والثالث ب(القرا نية في طفيات الشيخ صالح الكواز الحلي) والرابع ب(ديوان الشيخ محسن ا بو الحب الكبير دراسة في الموضوع الشعري). وهذه الا جراءات عبارة عن بحوث منشورة في مجلات علمية محكمة لم ا غير ا شيي ا كثيرا ا لا ما اضطررت له لا سباب ا خراج الكتاب على هذا النحو لذا سيلحظ القاري الكريم ا عادة لتعريف مصطلح (الطفيات) في الا جراءات الا ربع وتعريف ا للشاعر

المقدمة... 6 7 ١٣ صالح الكواز الحلي في ا جراءين. وف ض لا ع ن ذل ك ف ا ني لم ا كتب خاتمة للكتاب لا ني اكتفيت بما طرحته في مقدمته وما حوته خواتيم الا جراءات المعمولة. وينبغي التنويه ا لى ا ن الا جراءين الثالث والرابع قد شاركني ما السيدة كريمة نوماس المدني الا ستاذ المساعد في كلية التربية جامعة كربلاء ا ذ ا عانتني على ا كمالهما وشاركتني ا فكاري وما توصلت ا ليه من نتاي ج فشكر ا جزيلا لها على ما بذلته من جهد وفقها االله تعالى لكل خير. بقي ا ن ا قو ل ا ن م ص طل ح (الطفيات) مشر ع ضخم يتمث ل في ا عا د ة الن ظر في الا دب الشيعي ورو يته من زاوية جديدة تليق به وتكشف النقاب عما خفي منه.وا ساس ذلك التعامل مع النصوص بصورة تحليلية مكتشفين ما ا من ا بعاد ا سلوبية وجمالية دون التركيز على خلفيات النص المذهبية والعقاي دية والسياسية ا لا بقدر تعلقها بالنص فهذه الا مور تبعدنا كثيرا عن استكشاف طريقة الشاعر في صياغة موضوعه باللغة وكيفية ا ثارة المتلقي وشحذ ذهنه بمختلف الا لوان والصور. وا خر دعوانا ا ن الحمد الله رب العالمين.

التمهيد (الطفيات) الجذور واـ قاربات الطفيات تنتمي ا لى الطف بالفتح والفاء المشددة وهو في اللغة ما ا شرف من ا رض العرب على ريف العراق والطف ساحل البحر وفناء الدار وقي ل ط ف الفرات ا ي الشاطي والطفوف: جمع طف وهو ساحل البحر وجانب البر. والطف: ا رض من ضاحية الكوفة في طريق البرية فيها مقتل الحسين بن علي عليه السلام وهي ا رض بادية قريبة من الريف فيها عدة عيون ماء جارية. ا ما الطفيات على صعيد الاصطلاح فهو مصطلح ا ثر الباحث نسبته ا لى القصاي د المتضمنة وصفا لواقعة الطف وما جرى فيها من فاجعة ح لت بالحسين عليه السلام وا هل بيته وا صحابه ولا ريب في ا ن هذا المصطلح يشمل جميع القصاي د ا و الا شعار التي بكت الحسين وتف ج عت بمقتله في تل ك الواق عة الا ليمة منذ حلولها سنة 7 ١٤ 6

التمهيد... 6 7 ١٥ ا حدى وستين للهجرة وا لى الا ن.. والذي ج ع ل الباح ث يست ا ثر ذا الم ص طل ح ا مور عد ة ا برزها ا ن واق عة ال ط ف شكلت منعطف ا تاريخيا مهم ا في حياة الشيعة بشكل خاص وحياة المسلمين بشكل عام فقد كان يوم الطف دلي لا دامغ ا على ظلم بني ا مي ة لا هل بيت النبوة وتوجوا ظلمهم بقتل الحسين عليه السلام ومن معه في واقعة الطف الشهيرة فكان هذا اليوم يوم ظلامة الشيعة الذين راحوا يستمدون قو م وصبرهم وتصديهم لا عداي هم من ذلك اليوم الرهيب مستلهمين فيه قوة الحسين عليه السلام وصبره وتصديه للظالمين. ا ما الا مر الثا ني الذي نرا ه هو ا نه ا ذا ذ كر الحسين عليه السلام ذكرت واقعة الطف وا ذا ذكر الطف ذكر الحسين عليه السلام شهيد ا وبط لا وقع على ا رضه ومن هنا كانت العلاقة جدلية بين الشخصية والمكان لا تفترق بينهما فلا يذكر احدهما ا لا ذكر الا خر. وحين ا ستقرا الباح ث عد دا م ن الد وا وي ن الش عرية ال تي اهتم ش عراو ها بواق عة الطف وكان لها الرصيد الا وفر من قصاي دهم وا شعارهم من ا مثال السيد حيدر الحلي والسيد جعفر الحلي وابن كمونة وجواد بدقت الا سدي والشيخ محسن ا بو الحب الكبير وغيرهم وجدنا ثلاثة ا مور تخص تلك الا شعار والقصاي د وهي: ا و لا: ر ت بت هذ ه الق صاي د في عد دا منها - ا ي الدواوين - من لدن محققيها على ا ساس القافية. ثاني ا: ا درجت هذه القصاي د في باب الرثاء وهذا الا مر لا يتنافى مع واقع الطفيات من حيث كو ا ا شعار ا رثاي ية مخصصة في استشهاد الحسين عليه السلام ونفر من ا هل بيته وا صحابه في واقعة الطف ولكن ا دراجها مع قصاي د الرثاء الا خرى لا

7 ١٦ 6...الطفيات المقولة والا جراء النقدي يعطيها ذلك التخصص والا همية التي يجب ا ن تا خذها بوصفها قصاي د لها امتيازات فنية وموضوعية معينة لا تمتلكها في كثير من الا حيان قصاي د الرثاء الا خرى على الرغم من اشتراكها بالتفجع والرثاء على الشخص المرثي. وهذا الا مر يصدق ا يض ا على الا مر الا ول ا ي ترتيب تلك القصاي د على ا ساس القافية فهو لا يعطيها تلك الا همية ولا ذاك التخصص والامتياز على الرغم من ا نه سمت علمي ومعمول به ا كاديمي ا. ثالث ا: عنونة هذه القصاي د ب(العلويات) وواضح ا ن هذا العنوان لا يتوافق مع ما اندرج تحته فالذي يتبادر ا لى الذهن فور سماع هذا العنوان هو ا نه ستكون تحته الا شعار ا و القصاي د التي قالها الشاعر في حب الا مام علي بن ا بي طالب عليه السلام والمتضمنة وصف ا لما ثره وبطولاته التي حفل ا سجله التاريخي كما هو الحال في (القصاي د العلويات) لابن ا بي الحديد المعتزلي (ت ٦٥٦ ه). ولكن جامع ديوان الشيخ صالح الكواز الحلي ا شفع العنوان بتعريف له بقوله: "وهي قصاي ده في رثاء الحسين بن علي وبقية الشهداء (عليهم السلام)...". ولنا هنا ان نتساءل عن سبب وضع هذا العنوان لهذه القصاي د ا لم يشعر جامع الديوان ذه المفارقة ا ما كان الا وفق لو وسمها ب(الحسينيات) نسبة ا لى الحسين عليه السلام وهذا ما له دلالة بينة على محتواه بدءا نقول ا ن جامع الديوان هو الا ديب الشيخ محمد علي اليعقوبي الذي جمع وحقق كثير ا من دواوين حقبة القرن الثامن عشر والتاسع عشر قد ا فرد هذه القصاي د اعتزاز ا منه ا وتقدير ا فني ا لها فعزلها عن مراثي الشاعر الا خرى ومن ثم لم تكن

التمهيد... 6 7 ١٧ عنونته لها من دون قصد مسبق وشعوره بالمفارقة وراء نسبة الحسين عليه السلام ا لى ا بيه الا مام علي بن ا بي طالب عليه السلام في تعريفه (العلويات). ا ما مصطلح العلويات فيرجع ا لى لفظة (علوي) الذي يطلق على الشخص المخلص في حبه وانتماي ه ا لى الا مام علي ولفاطمة الزهراء(عليهما السلام) ا و المنتسب ا ليهما وما الحسين عليه السلام ا لا ممثل عنهما وامتداد حقيقي لهما لذا كانت تسمية اليعقوبي لهذه القصاي د ب(العلويات) م ن هذا المن طلق لكن ه ا ح س بالمفارقة ال تي تحدث في نفس القاري فوضع تعريف ا لها كي يذهب الالتباس عنه. وهذا الافتراض مقبول لو لم يقم الشاعر نفسه ا و ا قرانه من شعراء ا و ا دباء في تلك الحقبة با طلاق هذا المصطلح على هذه القصاي د ووصوله ا لى جامع الديوان ومع ذلك فا ن الافتراضين يعودان ا لى منطلق واحد كما ا وضحنا. ا ما مصطلح (الحسينيات) فا نه مصطلح معروف متداول ولك ن لا على ا مور الشعر وا نما على الا ماكن الخاصة التي يقام فيها مجالس العزاء على ا بي عبد االله عليه السلام ويقدم فيها الا كل والشرب والضيافة للزاي رين فضلا عن كو ا جوامع تقام فيها الصلاة ولتعانق هذا المصطلح مع هذه الا مور يصعب ا ن تنتقل دلالته ا لى ا مر ا خر هو الشعر وعلى الرغم من استقطاب بعض هذه الحسينيات للمهرجانات الشعرية التي كانت تقام في المناسبات الدينية الخاصة في عاشوراء وغيرها. وتجدر الا شارة ا لى ا طلاق الشيخ محسن (ا بو الحب) الكبير (ت ١٣٠٥ ه) وهو ا حد شعراء كربلاء وخطباي ها البارزين في حقبته على ديوان شعره تسمية (الحاي ريات) "يكاد يكون كله في رثاء الحسين وا ل الحسين عليهم السلام". والحاي ريات هو المكان

7 ١٨ 6...الطفيات المقولة والا جراء النقدي الذي حار فيه الماء ا ي توقف وتجمع عندما فتح لا غراق قبر الحسين عليه السلام في زمن المتوكل العباسي بالحاي ري وهكذا نعت بيت (ا بو الحب) وا صبح كل من يترل قرب مرقد الحسين عليه السلام ينعت بالحاي ري. ومهما يكن من ا مر فا ن واقعة الطف كانت المحرك الا ساسي والباعث الري يس في ا ثارة الشعراء منذ حلولها ا لى الا ن ومن ثم لو وصفنا ما قيل من قصاي د وا شعار في هذه الواقعة ب(الطفيات) لكا ن ا علق بالموضو ع و ا كثر ار تباط ا به م ن غ ير ه م ن الم ص طلحات ا و المسميات. ولا ريب ا ن مصطلح (شعراء الطف) ا و (ا دب الطف) وما جاء على شاكلتها كلها مو دية للغرض المرجو ولكن هذا المصطلح الذي ا ثرناه ذا الوزن له جذوره ومقارباته فقد جاء على نسق من (هاشميات) الكميت و(خمريات) ا بي نواس و(زهديات) ا بي العتاهية و(سيفيات) المتنبي و(كافورياته) و(روميات) ا بي فراس و(حجازيات) الشريف الرضي و(لزوميات) ا بي العلاء المعري وغيرها مما تحفظه الذاكرة الا دبية. بقي ا ن نعرج على مسا لتين مهمتين الاولى: هي ا ن هنا ك م ن ذهب ا لى وص ف تل ك الق صاي د ا و الا ش عار با نتسا ا ا لى الا ما م الحسين عليه السلام ولكنه يضطر ا لى تا نيث اسم الحسين للنسبة فنجد: (القصاي د الحسينية) ا و (القصيدة الحسينية) ا و (المراثي الحسينية) ونعت بعضهم قصاي د الشاعر الحسيني الشعبي كاظم منظور الكربلاي ي ب(المنظورات الحسينية) وهذه المسميات كسابقتها ذات دلالة وافية ولكنها تحمل الا شكالات السابقة التي ا وضحناها.

التمهيد... 6 7 ١٩ اما المسالة الثانية ان هناك من ا درج هذه القصاي د تحت مصطلح (المداي ح النبوية) ولم يذكر مطلق المصطلح وهو الدكتور زكي مبارك طبيعة العلاقة بين المداي ح النبوية التي خصت الرسول صلى ا الله عليه و ا له و سلم وبين قصاي د الشريف الرضي في صريع كربلاء كما نعتها هو بل لم يذكر طبيعة العلاقة بين المداي ح النبوية وبين القصاي د التي خصت ا هل البيت عليهم السلام ك(هاشميات) الكميت وتاي ية دعبل الخزاعي او تلك التي خصت احد رجالات ا هل البيت وهو زين العابدين عليه الس لا م في قصيدة الفرزدق الشهيرة. فكان مصطلحه عام ادخل فيه ما يتعلق بالرسول صلى االله عليه وا له وسلم وا هل بيته عليهم السلام ولعله انطلق من فكرة ان ا ي ا دب تعلق با هل البيت بالضرورة يتعلق بالرسول الكريم. القصاي د معللا: ولكن التناقض حاصل بين ما اشترطه الدكتور زكي مبارك وبين هذه فهو قد حدد طبيعة قصيدة المدح النبوي وميزها من الرثاء بقوله "لان الرثاء يقصد به ا علان التحزن النبوية الا التقرب ا لى االله بنشر محاسن الدين والتفجع على حين لا يراد بالمداي ح والثناء على شماي ل الرسول. صلى االله عليه وا له وسلم" وهذا الا مر يتناقض مع القصاي د التي اختارها كتاي ية دعبل الخزاعي في رثاء ا هل البيت التي قال عنها الدكتور مبارك ترجع ا لى ما فيها من التحزن والتفجع "وا همية هذه القصيدة وهي لذلك خير ما قيل في الانتصار لا هل البيت.." وقال في الشريف الرضي انه "لم يظهر توجع الشريف على ا هل البيت ظهورا قويا الا في قصاي ده التي بكى ا الحسين.." وقال في موضع

7 ٢٠ 6...الطفيات المقولة والا جراء النقدي ا خر مشيرا ا لى حرص "الشريف على ا حياء يوم عاشوراء من كل عام بقصيدة يبكي فيها الحسين". ا ذا هي قصاي د رثاء وفيها توجع وتحزن وبكاء بشهادته هو فكيف تكون في الوقت نفسه مداي ح نبوية فالذي يقرا هذا المصطلح لا يتبادر ا لى ذهنه انه سيجد قصاي د رثاي ية في ا هل البيت وانما يجد قصاي د في حب الرسول ورجاء شفاعته وما تحلى به من ا خلاق وما قام به م ن ا عما ل وما ا شتم ل عليه م ن حس ن الس ير ة و ا ء ال طل عة وغير ذلك مما تعلق بشخصية الرسول وسيرته العطرة التي حفلت ا المداي ح النبوية وسجلها الباحثون تحت هذه التسمية. لذا فان من يقرا بتمعن كتاب المداي ح النبوية للدكتور زكي مبارك سيجد ان هذه القصاي د المتعلقة با هل البيت مقحمة في هذا المصطلح وطاري ة عليه فليس لها علاقة من حيث الموضوع بالمداي ح النبوية المعروفة في الا دب العربي وان تلمس الدكتور زكي مبارك هذه العلاقة وجعلها في الصدق والوفاء والتصوف. ويمكن تعليل ما ذهب ا ليه الدكتور با مرين محتملين الا ول: انه ا راد من القاري ان يطلع على نمط من القصاي د لم يتح له الا طلاع عليها لسبب او لا خر فا راد ان يجلب النظر ا ليها بتسليط الضوء عليها ولم يجد طريقة ا فضل من نعتها ب(المداي ح النبوية) فهذا الم ص طل ح يج علها في غ طا ء يمر ر على القاري ال عا دي والا فهي عند الناقد المتخ صص قصاي د رثاء وشعراو ها معروفون بوجهة انتماي هم اما الثاني: هو ان المصريين كانوا

التمهيد... 6 7 ٢١ يحتفلون من كل عام بيوم عاشوراء لذا لم يجد الدكتور مبارك ا مرا مستغربا لو نعت هذه القصاي د بالمداي ح على طريقة ا هل مصر والا فهو احتفال تا بين بلا شك. وا خيرا تبقى مسا لة ا طلاق المصطلح وتحديده مسا لة مهمة ولكن الا هم منها هو ا ن يا خذ هذا المصطلح ا ع ني (الطفيات) مجرا ه في حقله حتى ي صب ح ظاهر ة لا يمك ن تجاوزها وذلك يتم باستعمال عدد من الباحثين والا دباء هذا المصطلح وتركيزه في الذاكرة الا دبية حتى لا ينسى ا و يهمل هذا طبعا ا ذا استسيغ وتقبل بقبول حسن وا لا فباب المترادفات لا يغلق.

ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﻃﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺮﺿﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﰲ ﺍﻟﺒ ﻨﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴ ﺔ

مقدمة الاجراء الط في ات مصطلح ا ثر الباحث نسبته للقصاي د المتضم نة وصفا لواقعة الطف وما جرى فيها من فاجعة ح لت بالا مام الحسين عليه السلام وا هل بيته وا صحابه. ولا ريب في ا ن هذا المصطلح يشمل جميع القصاي د التي بكت الحسين عليه السلام وتفج عت بمقتله في تلك الواقعة الا ليمة منذ حلولها سنة ا حدى وستين للهجرة وا لى الا ن. وقد اقتصر الباحث على طفيات الشريف الرضي لتكون بادرة ا ولى لدراسة! 7 ٢٥ 6

7 ٢٦ 6...الا جراء الا ول: طفيات الشريف الرضي دراسة في البنية الفنية شعر الشعراء الذين نالهم حب الحسين فرثوه با حسن ما استطاعوا قولا وما دب جوه من بيان. وقد كان الشريف الرضي هو الموحي للباحث ذا المصطلح ا ذ جاء على شاكلة حجازياته الشهيرة والتي سارت "على نسق مع هاشميات الكميت وخمريات ا بي نو اس وزهديات ا بي العتاهية" والحجازيات كما هو معروف عنها "المقطعات الشعرية التي لها وجه اتصال بالحجاز مباشرة ا و بالتا دية ا ليه". " ويمك ن ا ن ا ضي ف سبب ا ا خر لدرا سة ال ط في ات عند الشري ف الرضي وهو نسبه الشري ف المت ص ل بالحسين عليه الس لا م مما ي ضفي وق ع ا خاص ا لبنية الق صيد ة مما لو لم ينتسب حقيقة له.وفوق هذا وذاك فا ن الشري ف الرضي شا عر ممس ك با حكام ا دواته الشعرية فهو كما قال الثعالبي فيه: "ا نه ا شعر الطالبيين. ولو قلت ا نه ا شعر قريش لم ا ب عد ع ن ال صدق " وقال في مراثيه "ولست ا دري في شعراء العصر ا حسن تصرفا في المراثي منه" وقال فيه الدكتور زكي مبارك: "الشريف الرضي ا فحل شاعر عرفته اللغة العربية وا عظم شاعر تنس م هواء العراق" وقال فيه الدكتور البصير: "انه

مقدمة الاجراء... 6 7 ٢٧ في طليعة شعراء اللغة العربية وفارس حلبتي الرثاء والفخر وا مام الغزل العذري" وقيل فيه: " ا ذا قصد المراثي جاء سابق ا والشعراء منقطعة الا نفاس " دلالة على عظم باعه ومقدرته وطول نفسه في هذا المضمار. وقد ن ع ت ه الا دباء لرقة شعوره وكثرة مراثيه ب(الناي حة الثكلى) فقد امتاز الشريف "برثاي ه البليغ المفعم صفاء ومود ة ووفاء وا خلاصا ". والطفيات - بعد ذلك - قصاي د رثاي ية مخصصة في استشهاد الحسين عليه السلام ونفر من ا هل بيته وا صحابه في واقعة الطف. وحين تصفح الباحث ديوان الشريف الرضي بطبعة دار صادر المتكونة من جزا ين - وهي المعتمدة في البحث - وجد خمس قصاي د في رثاء الحسين عليه السلام كانت موضوع الصفحات القادمة من البحث. فدرس الباحث الب نى الهيكلية والموضوعية والداخلية (اللغة الشعرية) معطي ا لكل بنية منها مبحثا وقد تقدمها مدخل للدراسة. واتبع ذلك خاتمة ضم ت ا هم النتاي ج التي توصل لها البحث تبعها ثبت المصادر والمراجع. وابتعد الباحث ما ا مكنه عن التاريخيات ومتعلقا ا السياسية والمذهبية ليقترب من استكشاف طريقة صياغة الشاعر لموضوعه وكيفية تشكيله شعريا.

مدخل الا جراء ا البنية الهيكلية ا ذا كان قوام الشعر العربي هو القصيدة فا ن الحديث عن بناء القصيدة ومراحل تكوينها لا ينصرف ا لا ا لى القصاي د الطوال التي تتعدد فيها الموضوعات وتسير على نظام معين ونسق موروث سن ه القدماء منذ عهد متقدم في الجاهلية وتبعه المتا خرون في صدر الا سلام وسار على جهم كثير من شعراء العصر الا موي والعباسي ( ٢ ) على تفاوت في مقدار التبعية والالتزام. وحسبنا ا ن نقول ان هذا النظام لم يكن عشواي ي ا وا نما كان منظم ا ومرتب ا ومراعي ا في ذلك المستمع ا و المتلقي. وهذه الا جزاء التي يتا لف منها بناء القصيدة الهيكلي والتي سنعرض لها بشكل موجز هي: لقد اهتم النقاد القدامى بالمطلع فهو ا لى جانب تمثله الناحية الموسيقية المتا تية من "تصيير مقطع (ا خر) (٣) المصراع الا ول في البيت الا ول من القصيدة مثل قافيتها" فا م يعدونه ضرورة لازمة في بناء القصيدة لا نه مذهب الشعراء المطبوعين ا ددين وكانوا 7 ٢٨ 6

مدخل الا جراء... 6 7 ٢٩ يعدون الشعر قفلا (١) "ا وله مفتاحه" و"عولوا على ا هميته في مطلع القصيدة لا نه يمي ز بين الابتداء وغيره ويفهم منه قبل تمام البيت روي القصيدة وقافيتها. " كما اشترطوا ا ن فالم طلع يقع في السمع م ن القصيدة والدال على ما يكو ن حلو ا سه لا وفخم ا جز لا بعده المتترل من القصيدة مترلة الوجه والغرة. فا نما كان بارعا وحسن ا بديع ا ومليح ا رشيقا وصدر بما يكون فيه من تنبيه وا يقاظ لنفس السامع ا و ا شرب بما يو ثر فيها انفعا لا ويثير لها حا لا من تعجيب ا و ويل ا و تشويق كان داعيا ا لى الا صغاء والاستماع ا لى ما بعده. وكذلك لاحظوا مناسبة المطلع لموضوع القصيدة فا ذا كان المقام مقام حزن كان الا ولى بالمطلع ا ن ينبي بذلك من ا ول بيت وا ذا كان المقام مقام ني ة ا و مديح كرهوا الابتداء بما يتشاءم به ا ي تطبيق القاعدة البلاغية مراعاة الكلام لمقتضى الحال. ا ما المطلع غير المصرع فقد سماه حازم القرطاجني ب(التجميع) ا ذ يخلف ظن النفس في القافية وع د ا كثر عيب ا من الا كفاء والسناد في القوافي. وقد يلجا الشاعر ا لى التصريع الداخلي وهو ا ن يصرع ا كثر من موطن في القصيدة الواحدة واصطلح عليه الدكتور يوسف حسين بكار ب(تجديد المطلع) وهو "دلي ل عل قوة الطبع وكثرة المادة ا لا ا نه ا ذا كثر في القصيدة د ل على تكلف "

7 ٣٠ 6...الا جراء الا ول: طفيات الشريف الرضي دراسة في البنية الفنية ولوحظ اهتمام الشريف الرضي بالتصريع والتصريع الداخلي في شعره عامة وهذا ينبي عن تمسك الرضي واعتزازه با صالة القصيدة العربية واحترام خصوصيا ا ونزوعه نحو عفوية الا داء الشعري الذي تخلقه لحظة الا لهام الشعري الحرة. وا ذا ما انتقلنا ا لى ما بعد المطلع المصرع ا و غير المصرع نجد الشاعر يتسلسل ا لى موضوعه في مقدمة تمهيدية لموضوعه الري يس وغالب ا ما تبدا بالديار والوقوف على الا طلال وبكاي ها والتا مل فيها وهذا هو الا سلوب العام في ابتداء المطولات في الشعر الجاهلي. وقد ا خذ النقاد في العصر العباسي ينظرون من خلال تركيب بناء القصيدة الجاهلية ولا يتعدونه و كا ن على ر ا س ه و لا ء ا ب ن قتيبة الذي ر ا ى "ا ن لا مندوحة من المقدمة التي تتا لف من الوقوف على الا طلال والغزل ووصف الرحلة. هذا الشرط القسري يو كده ابن رشيق حين يعيب الشعراء الذين يهجمون على الغرض مكافحة ويتناولونه مصافحة ولا يجعلون لكلامهم بسط ا من النسيب ويسمي قصاي دهم في هذه الحال بتراء كالخطبة البتراء". ويعلل ابن قتيبة سبب الابتداء بالمقدمة الطللية والغزلية فالا طلال لذكر ا هلها الظاعنين والغزل لاستمالة القلوب واستدعاء الا سماع وتابعه ابن رشيق في هذا المنحى.

مدخل الا جراء... 6 7 ٣١ ا ن الالتزام الشكلي يعد قيد ا على الشاعر المحدث وقد لا يتنا سب مع ك ل الموضوعات والظروف التي تتهيا القصيدة من خلالها ليو طرها الشاعر بالا طار الذي يتناسب وتلك الظروف وهذا ما ذهب ا ليه ابن الا ثير الذي تململ من ا سر القصيدة (١) القديمة وترك الحرية للشعراء في ا بتداءا م. (٢) ويسمى براعة التخلص وحسن التخلص الذي يو ل ف معالم الارتباط الموضوعي والزمني بين ا غراض القصيدة الانتقال (٣) الواحدة والشاعر ا يد هو الذي يحسن في غا در موضو عه الا و ل ا لى الذي يليه د و ن خل ل ا و ا نق طا ع ويجعل معانيه تنساب ا لى الموضوع الا خر انسيابا بحيث لا يشعر قاري ه بالنقلة بل يجد نفسه في موضوع جديد هو استمرار للا ول وامتداد له وبين الموضوعين تمازج والتي ام وانسجام. والتخلص بعد ذلك يدل على حذق الشاعر وقوة تصرفه وقدرته وطول باعه ولم يكن القدماء يعنون به عناية الشعراء المحدثين بل يذهب ابن طباطبا ا لى ا ن حسن التخلص من مبتدعات المحدثين " لا ن مذهب الا واي ل في ذلك واحد وهو قولهم عند وصف الفيافي وقطعها بسير النوق وحكاية ما عانوا في ا سفارهم: انا تجشمنا ذلك ا لى فلان يعنون الممدوح كقول الا عشى: ا لى هوذة الوه اب ا ز ج ي م ط ي تي ا ر ج ي ع طاء صال حا م ن ن وال ك ا

7 ٣٢ 6...الا جراء الا ول: طفيات الشريف الرضي دراسة في البنية الفنية وكانوا يقولون عند الانتقال: "دع ذا" و"عد عن ذا" ا ما ذا لم يوفق الشاعر في تخلصه وجاء على غير ما وصفه النقاد فهو اقتضاب ا و الطفر ا و الانقطاع ا ذ يقطع الشاعر كلامه ويستا نف كلاما غيره من مدح ا و هجاء ولا يكون للثاني علقة بالا ول. وقد ذهبوا ا لى ا ن هذا هو مذهب الشعراء المتقدمين من مثل امري القيس والنابغة الذبياني وطرفة ومن تلاهم من طبقات الشعراء ا ما المحدثون من مثل ا بي ( ٢ ) تمام والمتنبي فقد تصرفوا في المخالص وا بدعوا فيها ولا شك ا ن الشريف الرضي هو واحد من ا ولي ك المحدثين الذين تميزوا بحسن تخلصهم والا جادة فيه وهذا ما ستخبرنا عنه طفياته. مثلما اهتم القدماء بالمطالع اهتموا ا يض ا بالمقاطع ا و خواتم القصاي د ونظروا ا ليه من الزاوية نفسها التي نظروا ا ليها للمطالع من حيث الاهتمام بالسامع ا و المخاطب لا ن ختام القصيدة في عرفهم يمثل "قاعدة القصيدة وا خر ما يبقى منها في الا سماع وسبيله ا ن يكون محكما : لا تمكن الزيادة عليه ولا يا تي بعده ا حسن منه وا ذا كان ا ول الشعر (٣) مفتاح ا له وجب ا ن يكو ن الا خر قف لا عليه." وذهب حازم القرطاجني ا لى وجوب "ا ن يكون ما وقع فيها من الكلام كا حسن ما اندرج في حشو القصيدة وان يتحر ز فيها من قطع الكلام على لفظ كريه ا و معنى من فر للنفس عم ا قصدت ا مالتها ا ليه وا نما وجب الاعتناء ذا الموضع لا نه منقطع الكلام وخاتمته. فالا ساءة فيه معفية على كثير من تا ثير الا حسان المتقدم عليه في النفس. ولا شي ء ا قب ح م ن كدر ب عد صفو "

مدخل الا جراء... 6 7 ٣٣ ولذلك اشترط فيه ا ن يكون الاختتام في كل غرض بما يناسبه فيكون بمعان سارة فيما قصد بة التهاني والمديح وبمعان مو سية فيما قصد به التعازي والرثاء كذلك ا وجب ا ن يكون اللفظ فيه مستعذبا والتا ليف جزلا متناسبا. واشترط ا بو هلال العسكري في الخواتيم ا ن يكون ا جود بيت في القصيدة و ا دخ ل في الم ع نى الذي ق صد له الشا عر في ن ظمها ا و ا ن يتضمن حكمة ا و مث لا ساي را ا و تشبيها حسنا. وتجدر الا شارة ا لى ا ن ه ن ا ك ا ي ا ت ت ش ع ر ا ن ا لم ع نى م ا ز ا ل م س ت م ر ا ا ذ ي ن ه ي الشاعر قصيدته فجا ة وعلى غير ختام ويبقى المعنى بحاجة ا لى تكملة واستمرار. ولعل ذلك عاي د ا لى توقف الانثيال الشعري عند الشاعر لا ي سبب كان ا و نفاذه. مم ا ي و د ي ا لى ا س ت ش ع ا ر ا ل ق ا ر ي ا ن ل ل ك لا م ب ق ي ة لم ت ت م ا ذ لم ينسجم مع الذي قبله. وهذا الا مر حاصل ا ذا علمنا يقينا ا ن القصيدة قد جاءت كاملة ولم يحذف ا و يفتقد منها شيء. و م ه م ا ي ك ن م ن ا م ر ف ا ن ا ل ب ا ح ث ع م د ا لى ج ع ل ه ذ ه ا لم ر ت ك ز ا ت (المطلع التخلص الخاتمة) ضمن البنية الهيكلية ا و الخارجية للقصيدة وراح يتلمس هيكلة الشريف الر ض ي ل ط ف ي ا ت ه م ن ا لم ط ل ع و ح تى ا لخ ا تم ة و ك ي ف ا ن ت ق ل م ن م و ض و ع ه ا لا و ل ا لى موضوعه الثاني وهل هناك وحدة ربط بين الموضوعين ا م ا ن الشريف لم يكن في ذهنه ا لا ا ن يجاري النمط القديم من البناء ا م ا نه تلم س البناء القديم ليدخل في بنيته شيي ا جديدا مضافا ابتدعه هو. وهذا ما سيعرضه الباحث في موضعه من البحث.

7 ٣٤ 6...الا جراء الا ول: طفيات الشريف الرضي دراسة في البنية الفنية ب البنية اـ وضوعية لا ش ك في ا ن الق صيد ة مهما كا ن نو ع ا بتدا ءا ا ف ا ن لها موضو ع ا ري يس ا تتمحور عليه بل ا ن الابتداء يتطوع لهذا الغرض كيما يناسبه ويتسلسل به حتى النهاية التي تا تي مكملة للموضوع لذا كانت بنية الموضوع ملخصة لفحوى الابتداء والانتهاء. ولكل موضوع محاوره التي يدور حولها الشاعر نافثا ا حاسيسه ومشاعره وا فكاره وهمومه ومن فس ا عن انفعالاته طارح ا تا ملاته في الكون والحياة الا شياء. ولا ريب في "ا ن القوة التي تصهر الا جزاء بعضها ببعض وتخلق التوازن بين الصفات المتضادة هي الخيال: القوة التي بواسطتها تستطيع صورة معينة ا و ا حساس واحد ا ن يهيمن على عدة صور ا و ا حاسيس في القصيدة فيحقق الوحدة فيما بينها بطريقة ا شبه بالصهر. ولعل معالجة ا فكار الموضوع ا و مضامينه ا ذا اقتربت من التجريد كانت عقيمة ا و غير ذات جدوى مما لو تعرضت للتصوير ا ازي وكان ذلك بطريق الموضوعية الا دبية. ج البنية الداخلية (اللغة الشعرية) تعد اللغة الشعرية ا هم المرتكزات في البناء الفني للقصيدة وا ذا ما اشترك الشاعر مع غيره في البناء الخارجي فا نه يفترق في طبيعة صياغة البناء الداخلي ا ذ ا ن اللغة الشعرية تمثل قدرة ومهارة متفردة في صياغة التجارب الشعورية كما ا ا تعكس ثقافة الشاعر ومشاعره وا فكاره تجاه الكون والا شياء وبتحليل تلك اللغة يتم الكشف عن مواطن الجمال والا بداع في العمل الا دبي وقيمه الفنية. "واللغة ظاهرة فنية تا ثرت بدورها بحركات التطور والتجديد التي طرا ت على الشكل الفني العام للقصيدة العربية القديمة وهي تنتقل من مرحلة حضارية فنية ا لى

مدخل الا جراء... 6 7 ٣٥ ا خرى (١) من العصر الجاهلي فالعصر الا سلامي فالا موي فالعباسي" ورا ى نقادنا القدامى ا ن سلامة اللغة من شروط جمالية القصيدة كما كانوا يو منون با ن لغة ا ي قصيدة يجب ا ن تتناسب مع موضوعها. ويجب ا ن تكون متجانسة وتكمن ا همية اللغة من ا ن من خلالها تنبعث الا فكار والصور وم ن نو ع واحد. والموسيقى ولا تعرف هذه العناصر ا لا من خلال تركيبات اللغة التي ندرسها في القصيدة. واللغة الشعرية بعد ذلك "تنظيم متناسق مقصود للكلمات يعبر عن انفعال نفسي حاول الشاعر استجلاءه ذا التنظيم مما حملها بطاقات ا يحاي ية انبجست من تزاوج علاقة الحقيقة با از من جهة والبناء بالا يقاع من جهة ا خرى وا دت التا ثير المطلوب في المتلقي." ومن خلال هذا التعريف نتبين ثلاثة مستويات في تشكيل لغة شعر ا ي شاعر وهذه هي الا لفاظ والصياغة والا يقاع. وتجدر الا شارة ا لى ا ن هذه المستويات متواشجة منصهرة فيما بينها ت ت ذ ب ذ ب ق و ة ت ا ث ير ك ل م ن ه ا في ا لا خ ر. وما الفصل الذي اصطنعناه بينها ا لا لا غراض الدرس الذي تستدعيه العملية النقدية التحليلية للنص الشعري. و تجدر الا شارة ايضا ا لى ان مكونات القصيدة (البنية الخارجية والموضوعية والداخلية) هي متلاحمة ومتا صرة فيما بينها متبادلة التا ثير بنسبة متفاوتة. ولم يكن الفصل الذي اصطنعناه ا لا فص لا منهجي ا لا غراض الدرس فحسب.

المبحث الا و ل البنية الهيكلية للطف ي ات لقد امتازت الطفيات المستقرا ة من ديوان الشريف الرضي بالطول فانتظمت مكونات بناي ها بصور كلية فقد بلغت ا قصر قصيدة منها ستة وعشرين بيت ا وا طولها اثنين وستين بيتا مما يشير ا لى طول نفس الشريف الرضي في التعبير عن ا حاسيسه ومشاعره تجاه موضوع التجربة الشعرية. كما تشير ا لى مسك الشاعر ا دواته الشعرية بحيث لا يضيع على المتلقي نشو ته بالتحا م الق صيد ة و وحد ة مشا عرها م ن بدي ها حتى ايتها و ك ا ا ب لا اية وهذا الا مر لم يكن متعلقا بالطفيات فحسب وا نما با غلب شعره. وا ذا كان الخط العام في مقدمات المرثية عموما عند الشريف الرضي وهو ا ما ا ن "تبدو ذات مقدمة حماسية ا و فخر ذاتي وخيبة ا مل وشكوى من الزمان مع احتفاظها بوحد ا المضمونية الراي عة ا وقد تكون مرثاة بلا ا ية مقدمة ا و تكون مرثاة مدينة متميزة بمضمو ا وا بعادها السياسية والا خلاقية" فا ن الطفيات لم تبتعد عن هذا التقسيم 7 ٣٦ 6

المبحث الا ول: البنية الهيكلية ل ل ط ف ي ا ت...6 7 ٣٧ كثيرا فقد وردت ا ولى طفيات الشاعر والتي نظمها سنة ( ٣٧٧ ه) ا ي عندما كان في الثامنة عشرة من عمره بلغ طولها الا ربعين بيتا استهلها بمقدمة يفتخر ا بنفسه ويشكو من ظرف ا لم به: صاحت بذ و دي بغداد فا نس ني وكل ما ه ج ه ج ت بي ع ن مناز ل ها ا ط غى على قاطن يها غير م ك ت ر ث تق لبي في ظهور الخيل والع ير عار ض ت ها بج ن ا ن غير م ذع و ر وا فعل الف ع ل فيها غير ما م ور خ طب ي ه د د ني بالب عد عن و طني وم ا خ ل ق ت لغ ي ر الس ر ج والك ور ا ن ي وا ن سام ني ما لا ا قاو م ه عج لان ا لب س وجهي كل داج ي ة فقد نج و ت و ق د حي غ ي ر م ق مور والبر ع ري ان م ن ظبي ويعفو ر وقاري هذه الا بيات يحس بعمق غضب الشاعر على الا وضاع التي يواجهها كما يحس بعمق معاناته وحزنه الشديد من خلال افتخاره بنفسه ومبالغته فيه كرد فعل عكسي لما يصيبه ويواجهه. وا ذا رجعنا ا لى هذه الحقبة من حياته نجدها "مرحلة عناء وشقاء ا ذ صرف ا بوه من النقابة ثم اعتقل بعد سنتين اعتقله عضد الدولة وسجنه في قلعة بفارس من سنة ٢٧٠ ه ا لى سنة ٣٧٨ ه قضى الرضي مع ا خيه وا مه ثمانية ا عوام عجاف بالبو س وعيش الكفاف بما تبيعه ا مه من ا ملاكها وحليها " ومن الطبيعي ا ن تا تي قصاي ده متمثلة مشاعره ا كمل تمثل ولعل تمرده على الوضع الذي هو فيه كان وراء تخليه عن مرتكزين مهمين في بناء القصيدة وهو عدم تصريعه مطلع القصيدة وتخليه عن المقدمة الطللية وهذا مصداق على فكرة "ا ن الشكل الفني للقصيدة مرتبط بالنظام السياسي والفكري لعصر الشاعر فا ن التمرد والخروج عليه يعني تمردا وخروج ا سياسيا وثقافيا

ج 7 ٣٨ 6...الا جراء الا ول: طفيات الشريف الرضي دراسة في البنية الفنية على ذلك العصر ". ومهما يكن من ا مر فا ن الشاعر بعد هذه الا بيات الغاضبة يجر د من نفسه شخصية القاي لة التي راحت تصب ره على ا حزانه : ورب قاي لة والهم ي ت حفني خ فض عليك فللا حزان ا و ن ة بناظر من ن طاف الدمع ممطو ر وما الم قيم على ح ز ن بم ع ذو ر فيجيبها بحزم وقوة : فق ل ت : ه ي هات فات الس م ع لاي م ه لا ي فه م ا لحز ن ا لا يوم عاشو ر ولا ش ك ا ن المر ا ة ا قدر على امت صاص حز ن الشا عر و ا لمه وا قدر على ا ثارته بشتى الانفعالات والا حاسيس. كما ا ن هذا الا سلوب (حوار العاذلة ا و القاي لة) كان متبعا عند بعض شعراء الجاهلية. هذا من ناحية ومن ناحية ا خرى ربط الشاعر بحسن تخلصه موضوع حزنه وما ا لم به من مكاره وصعاب بموضوع واقعة الطف وما حدث في يوم عاشوراء وكا ن الا حزان التي مر ت وتمر به ليست حزنا قياسا بما حدث يوم عاشوراء ب ل ا ن الحز ن لا يفهم ولي س له م ع نى ا لا في ذل ك اليو م ال ع صيب فا جا ا بقوله: ف قل ت : ه ي هات فات الس م ع لاي م ه لا ي فه م ا لحز ن ا لا يوم عاشو ر ا ن انتقالة الشاعر جاءت موفقة كل التوفيق وطبيعية منسابة بين مقدمة القصيدة وغرضها وكذا خاتمتها التي ا اها الشاعر ا مخاطب ا نفسه محرضا ا ياها على ا د والرفعة وعدم التهاون ولكنه حزين يلقى الزمان بجرح غير مندمل وبقلب غيرمسرور:

جج ج جج المبحث الا ول: البنية الهيكلية ل ل ط ف ي ا ت...6 7 ٣٩ ما لي ت ع ج ب ت من هم ي ونف ر ت ه با ي طر ف ا رى العلياء ا ن ن ض ب ت ا ل قى الزمان بك لم غير مندمل والحزن جرح بقلبي غير مس بو ر ع ي ني ول ج ل جت ع ن ها بالمعاذ ير ع م ر الزمان وقل ب غير م س ر ور ثم يخاطب جد ه الحسين عليه السلام بنداء مفجع: يا جد لا زا ل لي هم يحر ض ني على الد م وع ووج د غير مق هور والدمع تحفز ه عي ن م و ر ق ة ا ن السلو لمحظور على كب د ي ح ف ز الحني ة عن ن ز ع وتو تير وما السلو على قلب بم ح ظ ور وهذه النهاية جاءت استكما لا للحلقة التي بدا ها الشاعر في مطلع قصيدته متخذ ا من يوم الطف وواقعته نبراس تا س بالحسين وا هل بيته وا صحابه عليهم السلام. ليكون دافع ا قوي ا لاستكمال نضاله وتصبره على ظروفه القاسية وصولا ا لى مجده التليد. ا ما طفيته الا خرى فقد نظمها سنة ٢٨٧ ه ا ي لما كان عمره الثامنة والعشرين وقد بلغ طولها اثنين وخمسين بيت ا وقد استهلها بمقدمة حكمية مصر عة المطلع بلغ طولها اثني عشر بيت ا ثم جاء البيت الذي تخلص به ا لى غرضه. وقد تعرض في مقدمته لحتمية الفناء للا نسان وكل الا شياء وا ن الدنيا غدارة با هلها مع طول الا مل والفناء فيها والا زهار ذابلة لا محالة واليا س قاتل والا مل مقتول وقد جرد من نفسه شخصية وراح يخاطبها بقوله: راحل ا نت والليالي ن زو ل ومضر ب ك الب قاء الطوي ل لا ش جاع ي ب قى فيعتنق البي غاية الناس في الز مان فناء ا ن ما المر ء للمني ة مخبو من مقيل بين الضلوع ا لى طو ض ولا ا م ل ولا ما م ول وكذا غاي ة الغ ص ون الذ ب ول ء وللطع ن ت س ت ج م ا لخيول ل ع ناء وفي الت راب مقي ل

جججججج 7 ٤٠ 6...الا جراء الا ول: طفيات الشريف الرضي دراسة في البنية الفنية فهو كالغي م ا ل قت ه ج نوب عاد ة للزمان في كل ي و م فاليالي عو ن عليك مع البي ربما وافق الفتى م ن زمان هي د نيا ا ن واصل ت ذا ج فت ه كل باك ي ب كى عليه وا ن طا والا ماني حس ر ة وع ناء يوم دج ن ومز قته قبو ل يتناء ى خ ل وتبكي طل و ل ن كما ساع د الزواب ل طول فر ح غير ه به مت بو ل ذا م لا لا كا ا ع طبول ل ب قا ء والثاكل ا لمثكول للذي ظن ا ن ها ت ع ل ي ل في هذه المقدمة نلحظ ا ن الشاعر فيها كان ا كثر اتزانا كابحا انفعالات الشباب الجامحة وقورا ينظر ا لى الدنيا غير ما ينظر ا ليها المغتر ا كما جاء تصريعه المطلع مناسب ا لطبيعة الشعور الذي طغى عليه شعور المترف ع العارف بدايات الا مور و ايا ا. ولا ريب بعد ذلك ا ن تجيء مقدمة الشريف نابضة بالصدق وحسن التصوير لانفعالاته تجاه موضو عه ا ذ عرفنا ال ظر وف القاهر ة والحوا دث المتقلبة ال تي مر ا الشري ف وا سرته وخرج منها قويا متماسكا ينظر لها بعين الحكيم العارف كنهها وا سرارها. ومن خاطر الحكيم ا ن يستعبر بغيره وما ا حسن الاستعبار والتا سي بما ا صاب ابن فاطم كناية عن الحسين عليه السلام من حوادث ا ليمة قاسية: ما ي بالي الح م ام ا ين تر قى بعدما غالت ابن فاطم غول فجاء تخلصه هذا مستحكما استحكام الموت وقضاي ه الذي لا مهرب منه ولامر د له فخل ف ا وقع الا ثر في نفس المتلقي وا رهبه من هذه العاقبة الا ليمة. وبعد ا ن يعرض لما ح ل بالحسين عليه السلام مظهر ا تفجعه وحزنه عليه طالبا بالثا ر ممن قتله عارض ا قوته وشجاعته شاهرا سيفه ورافعا سنانه في سبيل النيل من الطغاة الذين يتحكمون بالفضلاء من الناس وهم ا وضع الخلق وا حقرهم ليتسلسل ا لى

ج ججج المبحث الا ول: البنية الهيكلية ل ل ط ف ي ا ت...6 7 ٤١ خاتمة القصيدة بشكل طبيعي وهي فخره بانتسابه ا لى ا هل البيت وحب ه لهم: ل ل ب وشيبي لولا الر دى لا ي ح و ص ب غ القلب ح ب كم صبغة الشي وال دي حي د ر و ا م ي الب ت و ا نا مولا كم وا ن كنت منكم وا ذا الناس ا در كوا غاية الفخ ر شا هم م ن قال جد ي الرسول ثم يوصل هذا بافتخاره بنفسه وبشعره وحبه لمعالي الا مور: يفرح الناس بي لا ني فض ل والا نام الذي ا راه فضو ل فهم بي ن م ن ش د ما ا قفي ليت شعري من لا ي مي في م قا ل ا ترك الشيء عاذري فيه ك ل ال هو سو لي ا ن ا س عد االله جد ي ه سرورا وسامع ما ا ق ول ترتضيه خواطر وعقو ل ناس من ا ج ل ا ن لحاني ع ذول ومعالي الا مور لل ذمر س و ل والشريف الرضي بفخره هذا يحس بعلوه ومكانته المرموقة في مجتمعه فكيف وجده الرسول ووالده حيدر كناية عن علي بن ا بي طالب وا مه البتول كناية عن فاطمة بنت الرسول عليهم السلام ا ا رموز مقدسة ينحدر منها الشاعر وتمثل قيم ا ا خلاقية ومعاني ا نسانية نبيلة. ا ما الطفية الثالثة والتي نضمها سنة ٢٩١ ه والتي بلغ عدد ا بيا ا الثماني ة والخمسين بيتا استهلها بمقدمة طللية مصر عة المطلع بلغت خمسة عشر بيتا تضمنت مناداة المنازل وسكب الدموع فيها وتبع ذلك تذكر منازل الا حبة وا ماكن تواجدهم ومرابط خيلهم وا ثار الرماد.: واسك ب س خي الع ي ن ب ع د ج ماد ها هذي الم ناز ل بالغ ميم فناد ها ا و م ه ج ة ع ن د الط ل ول ففاد ها ا ن كان د ي ن للم عال م فاقض ه

جججج ج ق 7 ٤٢ 6...الا جراء الا ول: طفيات الشريف الرضي دراسة في البنية الفنية يا ه ل ت ب ل م ن الغ ل ي ل ا ل ي ه م ن و ي كم ن ع ط ف الح ني ة د ون ه وم ناط ا ط ناب و م ق ع د ف ت ي ة وم ج ر ا ر سان الج ياد لغ لم ة ا ش راف ة للر ك ب ف و ق ن جاد ها س ح م الخ دود لهن ا ر ث رماد ها ت خ ب و ز ناد الح ي غ ي ر ز ناد ها س ج فوا الب ي وت بش قر ها وو ر اد ها ثم يذكر حبسه لعصابة كانت متلهف ة لتلك الديار وهي على هذه الحالة فلم يست طي عوا ا ن ي غا در وها حتى ك ا ن قواي م م طي هم متر كز ة في الا رض كالا و تا د ولكنهم برغم ذلك انثنوا عنها وكان سلوهم البكاء والشجن. ثم يخبرنا الشاعر ا ن هذه العصابة متقلدة لحماي ل سيوفها وا ن دمعها عزيز عليها لا يتر ل ا لا لا سباب عظيمة: ول قد ح ب س ت على الد يار ع صاب ة ح س ر ى ت جاو ب بالب كاء ع ي ون ها وق فوا ا حت ى كا ن مط ي ه م ثم انثن ت والد مع ماء م ز اد ها م ن ك ل م ش ت م ل ح ماي ل ر ن ة م ض موم ة الا يدي ا لى ا ك باد ها وت ع ط بالز ف ر ات في ا ب راد ها كانت قواي م ه ن م ن ا و تاد ها ولواع ج الا ش جان م ن ا ز وادها طر ا لمدام ع م ن ح لي ن جاد ها ثم يدعو الشاعر بتحية للطلل وصاحبه من ديمة تشفي السقيم ا ذا هطل ت: حي تك ب ل ح ي ت ط ل ولك ديمة يشفي س ق يم الربع نفث عهادها وغدت عليك من الخماي ل ي من ة تستام ناف ق ة على ر و اد ها ثم يتساءل الشاعر مستنكرا عن ماذا تطلبون من النواظر غير العبرات والسهاد على ما ح ل بتلك الديار ثم ينفي وجود الدمع ونزوله ا ن العين جامدة وجافلة على ما ح ل بكم: هل تطلب و ن م ن النو اظ ر بعد كم شيي ا س وى عبرات ها وس هاد ها

ج المبحث الا ول: البنية الهيكلية ل ل ط ف ي ا ت...6 7 ٤٣ لم ي ب ق ذ خ ر للمدام ع عنك م كلا ولا ع ي ن ج رى لر قاد ها ثم يجي ي بيت التخلص متنا سق ا مع ما ا بتد ا به الشا عر و وص ل ا ليه فيخبر فيه ا ن الدموع متشاغلة با مر ا كبر من بكاء الديار ا ا مشغولة لبكاء فاطمة على ا ولادها: ش غ ل الد م وع عن الد يار بكاو نا ل ب كاء فاطمة على ا ولاد ها وهنا يربط الشاعر بين موضوع متصور على وجه الحقيقة وهو بكاء فاطمة على ا ولادها الذين سقطوا في معركة الطف وح ل ما ح ل ببنا ا م ن ب عد ذل ك وبين بكاء الديار وا طلالها. ا ن الشا عر عندما يق ف على الا ط لا ل وهو في قمة الح ضار ة ال عر بية في ال ع صر العباسي نقول ا نه يستوحي النمط القديم من القصيدة ويتمثله ويوظفه في قصيدته وكا نما هو فع لا قد وقف على الطلل وحينما يتخيل الشاعر ا ن فاطمة عليها السلام تبكي على ا ولادها ا نما هو ا يض ا يستوحي الحالة التي عليها فيما لو كانت موجودة على قيد الحياة. ا ن هذا الاستحضار يوقع في قلب المتلقي ويثير عواطفه ويحرك دموعه ولعل الشاعر بفعله هذا يواسي فاطمة عليها السلام بكاءها ونحيبها على ا ولادها ا ملا بشفاعتها يوم القيامة. وا ذا كان الشريف الرضي متميز ا على را ي ا حد الباحثين "بنظرته الجديدة المتميزة ا لى الطلل فهو بيت مهجور ا و زمن متصرم ا و امرا ة معرضة ا و شباب مول ا و ا مل ضاي ع" فا ننا نضيف ا لى ذلك ا رض ا مقدسة وقف ا الرضي وا ناخ ا وتذكر ما جرى عليها وبكى على من سقطوا ا وتحس ر على مجده المضاع فيها.

7 ٤٤ 6...الا جراء الا ول: طفيات الشريف الرضي دراسة في البنية الفنية ومهما يكن من ا مر فالباحث يرى ا ن وقفة الشريف الطللية لتوحي ببعد ما خاصة وا نه قد ربطها بواقعة الطف فالشاعر كان منطلق ا من بدء القصيدة من ا ن ا رض الطف هي الطلل الذي ناداه وما المناز ل ال تي استحضرها ا لا منازل الحسين وا هل بيته في ا رض الطف وما العصابة التي راح يتكلم عنها ا لا ا نصار الحسين وشيعة ا بيه الطالبين بثا ره ا ن هذا الا مر يعضده ما جاء قبيل اية القصيدة نفسها التي عاد الشاعر فيها ا لى الوقوف بالطلل من جديد وحدده بالطف: ق ف بي ولو ل و ث الا زا ر فا ن ما بال طف حي ث غدا م راق دماي ها القفر م ن ا و راق ها والطي ر من تجري لها ح ب ب الد م وع وا ن ما يا ي و م عاش وراء ك م لك ل و ع ة ما ع د ت ا لا عاد ق لبي غ ل ة مث ل الس ليم م ضيض ة ا ناو ه هي مهج ة ع ل ق الجوى بفو اد ها وم ناخ ا ينقها ليوم جلاد ها ط ر اق ها والوحش م ن ع و اد ها ح ب الق ل وب يكن من ا م داد ها تت ر قص الا ح شاء م ن ا يقاد ها حر ى ول و بال غ ت في ا ب راد ها خ ز ر العيون ت ع ود ه ب ع داد ها لقد طو ع الشاعر المورو ث الش عري القديم لي صو غ بنية جديد ة وطل لا جديد ا هو ا سمى وا عمق من طلل الجاهلي الذي وقف وبكى واستبكى وسا ل الطلل ولم يجبه. فطلل الشرف الرضي طلل الروح السامية ا لى خالقها والمترفعة عن مباهج الدنيا الفانية وهو بعد ذلك ينطلق من تجربة شعورية صادقة نابضة بالحياة مفعمة بالحب المثالي كما هو متجل في طفياته. ثم يتسلسل الشاعر ا لى ختام قصيدته وذلك بنداء جد ه الحسين عليه السلام كما فعل في طفيته (صاحت بذودي بغداد) ا لا ا نه يسترسل في وصفه لا هل البيت عليهم السلام موضحا ا ن نظمه هو ثناء لا يبلغ درجتهم السامية ولكنه برغم ذلك يختمها بقوله:

ج ج ج المبحث الا ول: البنية الهيكلية ل ل ط ف ي ا ت...6 7 ٤٥ ا غنى ط لوع الشم س عن ا و صاف ها بجلالها وض ياي ها وب ع اد ها فقد وجد في الشمس ضالته في مبلغ وصفه لا هل البيت دون ا شياء ا خرى عر ج في وصفها قبل ايته هذه. ا ما الطفية الرابعة والتي نظمها سنة ٣٩٥ ه وقد بل غت ست ة و عشري ن بيت ا بدا ها بمقدمة ذاتية حزينة وقد جر د من نفسه شخصية مهمومة شاكية تقلبها بالرمل ا يدي ا حبتها وقد راح يرعى نجوم الليل وطرفه موزع بين النجم والدمع وما تغمض ا لا ليعاودها خيال ا حبتها البعداء وكانت ا يض ا مصرعة المطلع: وراء ك ع ن شاك قليل الع واي د ي راعي ن ج وم اللي ل واله م ك ل ما ت ق ل ب ه بالر م ل ا يدي الا باع د مض ى صاد ر عن ي با خ ر و ار د تو ز ع ب ي ن الن ج م والد م ع ط ر ف ه ب م ط رو فة ا ن سان ها غير راق د وم ا ي طبيها الغ م ض ا لا لا نه ط ريق ا لى ط ي ف الخ يال الم عاو د ثم يذكر الشاعر ا حبته وا ن ذكره لهم ذكر الصبا بعد عهده وا نه متعلق بالمنى والمواعيد ثم ي ص ف ن ظر ته ا لى دارهم وقد ح لت ا كثبا ن الرم ل المت طا ولة و يخبر نا ا ن شوقه القديم لم ينقص لها وا ن دمعه عليها ليس يجمد وهو ا لى جانب ذلك له كبد مقروحة مسقومة: ذكر ت ك م ذ ك ر الص با بعد عه د ه ا ذا جان ب وني جانب ا م ن و صال ه م فيا ن ظر ة لا تن ظر ا لع ي ن ا خ ت ها هي الد ار لا ش و قي الق دي م ب ناق ص و لي ك ب د م ق روح ة ل و ا ضاع ها ق ضى و ط را من ي و ل يس ب عاي د ع ل قت ب ا طراف ا لمنى وا لمو اع د ا لى الد ار م ن ر م ل الل وى الم ت قاو د ا ل ي ها ولا د م عي عليها بجام د م ن الس قم غيري ما ب غاها بناش د

7 ٤٦ 6...الا جراء الا ول: طفيات الشريف الرضي دراسة في البنية الفنية ثم يتساءل مستنكرا بقوله: ا ما فارق الا ح باب قب ل ي م فار ق ولا ش ي ع الا ض عا ن م ثلي بواج د ولك ن دا ء الهم قد عا و د ه و لم يز ل بقلبه حتى عا د منه عاي ذ فمهد بذل ك للتخلص لموضوعه الري يس : تا وب ني داء م ن الهم لم ي ز ل ب ق ل بي حتى عاد ني من ه عاي د ي تذك ر ت يوم الس ب ط م ن ا ل هاش م وما ي و م نا م ن ا ل ح ر ب ب واح د والم لاحظ على هذ ه المقدمة ا ن الشا عر قد سي طر عليه ش عور ب عد م الار تياح ولعله كان مرهقا بسبب مسو ولياته الكثيرة في نقابة الطالبيين فانعكس ذلك على بنية القصيدة بانتقال الضمير من المخاطب الغاي ب ا لى المتكلم الحاضر ثم العودة ا لى الغاي ب ثم العودة ا لى المتكلم الحاضر ثم هذا التنقل في الموضوعات وكا ا متفرقة غير متلاحمة على عكس ما وجدناه في مقدمات الطفيات المتقدمة. ثم ا ن ختا م هذ ه ال طفية جا ء غ ير مريح للمتلقي وكا ن الشاعر ا راد ا ن يتخلص منها وقد نفد انثياله الشعري على غير عادته فكان قصير ا مقارن ة بقصاي ده الطفية الا خرى. ثم ا ن معالجة الموضوع لم تكن كما في طفياته الا خرى فقد اقتصر الشاعر على ثلاثة ا بيات من ضمنها بيت التخلص ثم ا خذ يندد بظلم الا مويين والعباسيين لا هل البيت ا لى ا ن يختمها بقوله: كذبت ك ا ن ناز ع ت ني الحق ظالم ا ا ذا قلت يو ما ا نني غير واج د ولعل هذا التنقل متا ت من تا ثره بالا سلوب القرا ني الذي تشيع فيه هذه الظاهرة لذا احتفظ الشريف الرضي بمقومات البناء الفني لهذه الطفية من مقدمة وحسن تخلص وخاتمة.

المبحث الا ول: البنية الهيكلية ل ل ط ف ي ا ت...6 7 ٤٧ ا ما الطفية الخامسة فقد نظمها في ا خريات حياته وهي ا شهر وا طول طفياته ا ذ بلغت اثنين وستين بيت ا جاء مطلعها مصر ع ا: كر بلا لا ز لت ك ر با وبلا كم لق ي عن د ك ا ل ا لمص طفى وكثيرا ما كان الشاعر يلجا ا لى التصريع الداخلي ا و ما يعرف ب(تجديد المطلع) فيها وذلك ليشد المستمع لما يطرحه ويزيد من انتباهه مع تمدد القصيدة بشكل واضح. وهو والحالة هذه ا شبه بمحطات استراحة ينطلق عقب كل محطة ا لى مسافة شعورية انفعالية جديدة. وهو ا لى جانب ذلك استعمل مختلف الا ساليب التركيبة والبيانية والا يقاعية مما يجعلها نشيدا مترددا على طول الدهر فلا زالت تقرا هذه القصيدة فتثير مشاعر الحزن وتستفز مكامن الدمع. وقد بدا ها الشاعر بنداء محذوف موجه ا لى كربلاء المكان الذي حدثت فيه واقعة الطف ثم يسترسل عبر هذه النافذة ليسرد ما وقع فيها من حوادث قتل وسبي وانتهاك حرمات الرسول صلى االله عليه وا له وسلم الذي لم يرعوا له رعي ا ولم يوفوا له عهد ا ويصوره الشاعر غاضب ا ا شد الغضب لفعلتهم النكراء شاكيا ا لى االله تعالى ما صنعوه با هل بيته الكرام. ثم يختمها بقوله على لسان الرسول صلى االله عليه وا له وسلم وهو يخاطب االله سبحانه وتعالى: رب ا ن ي الي و م خ ص م له م ج ي ت مظ ل وما وذا ي و م الق ضا ا ا خاتمة حزينة يسلم ا المحزون ا لمه وحزنه وشكواه ا لى رب العالمين ليخفف عنه ما ح ل به ويا خذ بيده وينتقم من ا عداي ه ويحاسبهم على ما فعلوه.

المبحث الثاني البنية الموضوعي ة للطف ي ات الموضوع بالنسبة للشاعر غير منفصل عن هيكله الخارجي ولاعن بناي ه الداخلي وهذا ا مر مفروغ منه وحين متابعة الموضوع في الطفيات نجده قد دار على ثلاثة محاور ري يسة فالا ول مث ل الحسين عليه السلام ومصرعه في ا رض الطف وما م ثل من قيم دينية وخلقية مقدسة وما ا ضفى عليه الشاعر من وصف لشجاعته وكرمه وظمي ه وهذا المحور في الغالب ما يبدا به الشاعر بعد بيت التخلص ا و به. لذا رصد الباحث خلال هذا المحور مداخل الشاعر لموضوعه وكيفية سلوكه به. وتفرعت من هذا المحور محاور فرعية متعلقة به ومستكملة وهي محور السبايا ورحلة الا سر ومحور الدعاء بالسقيا لا رض الحسين عليه السلام. ا ما المحور الري يس الثاني فقد تمث ل بق ت ل ة الحسين عليه السلام ا ذ عرض الشاعر لظلمهم لا هل البيت عليهم السلام ومجانبتهم وصايا الر سو ل صلى االله عليه وا له وسلم وقتلهم وسبيهم لا ولاده وبناته. وقد تفرع من هذا المحور محور مهم دار حول الرسول صلى االله عليه وا له وسلم بوصفه نبي هذه الا مة ورسوله ا المنتجب الذي اصفحوا عن وصاياه ونقضوا عهده 7 ٤٨ 6

المبحث الثاني: البنية الموضوعي ة ل ل ط ف ي ا ت...6 7 ٤٩ وقتلوا ابن بنته وسبوا بناته وعياله بصورة غير انسانية. ا ما المحور الري يس الثالث فقد مثل الشاعر بكل ا فراحه وا لامه وصبره وفخره وغضبه و ديده بالثا ر من قتلة الحسين عليه السلام وكان هذا المحور متواشج ا كلي ا مع المحورين السابقين فلم يفر د ه الباح ث ب ل عمد على مجارا ة الشا عر في ا نف عاله بحسب المواقف التي طرحها المحوران السابقان. فعلى صعيد المحور الا ول قد اتخذ الشريف الرضي طرق ا للدخول ا لى موضوع طفياته ا همها التذكير بيوم استشهاد الحسين عليه السلام وهو يوم عاشوراء ثم يا خذ بالتحدث عما جرى فيه فكا ن ذكر اليوم هو الشرارة التي توقض ا و تشغل انفعالات الشاعر ومشاعره لتكون مدخ لا ا و نافذة للتنفيس عن ا لمه وحزنه فتراه يقول: فق ل ت : ه ي هات فات الس م ع لاي م ه ي و م ح دا الظ ع ن فيه لابن فاط م ة و خ ر للم و ت لا ك ف ت ق ل ب ه لا ي ف ه م الح ز ن ا ل ا يوم عاشور س نان م ط ر د الك ع ب ي ن م ط رور ا لا ب و ط ء م ن الج ر د الم حاض ير ظم ا ن س لى نجيع ال طعن غ لت ه ع ن بارد من ع باب الماء م ق رور كا ن بيض ا لمواض ي و هي تن ه ب ه! الله م ل قى على الر م ضاء عض ب ه ت ح نو علي ه الر بى ظلا وت س ت ر ه نار ت ح ك م في ج س م م ن الن ور فم الر دى ب ي ن ا ق دام وت ش م ير ع ن الن واظ ر ا ذيال الا عاص ير ت هاب ه الو ح ش ا ن ت د ن وا لمص ر ع ه و ق د ا قام ثلاث ا غير م قب و ر لقد صور الشريف الرضي مصرع الحسين عليه السلام بصورة مباشرة تارك ا تفاصيل نزوله وظعنه وا صحابه ا رض كربلاء والقصة الطويلة للمعركة غير المتكافي ة بينه وبين ا عداي ه مهتما بلحظة وقوعه ووطء الخيول له وظمي ه الذي سلى غليله طعن المدى المتكاثف وهو والحالة هذ ه يشب ه ه الشا عر بجسم م ن النور تحكمت فيه النار