3 سلامات

Similar documents
<4D F736F F D20DDCAC7E6EC20D4D1DAEDC920DDED20C8DAD620E4E6C7D2E120C7E1E3D3E1E3EDE420C7E1CCCFCF20E4D3CEC920E3DACFE1C9>

{ي ا ا ي ه ا ال ناس ات ق وا ر ب ك م ال ذ ي خ ل ق ك م م ن ن ف س و اح د ة و خ ل ق م ن ه ا ز و ج ه ا و ب ث م ن ه م ا ر ج الا ك ث يرا و ن س اء و ات ق وا ا

Voc Mowashahat

Cos I II Sin Sin - ENS - I IV 2 Cos 2017

清洁

完成正副朝的形式

<4D F736F F D20E620DBE4F820DAE4CFE1EDC820C7E1C8E5C7C1>

@fiî ñ Ïv ä a 1 = ( sr ) h s حيث (۱ قيمة الثابت h)

Book2dic

Microsoft Word - Bac SM Juin 2008ىثئ

final report 93 - Copy

朝觐——الحج

گزارش گمان شکن

Microsoft Word - cexajuil08.doc

自愿的施舍

Alex Marshall 745 King Street West End, Wellington 0680 Alex Marshall 国王大街 745 号西区, 惠灵顿 0680 Nieuw-Zeelandse adressering: naam geadresseerde, huisnumm

(4) 按语法理解规范朗读基础考察 即给段落文字打符号, 占比 25/240 主要考察考生对句中单词根据其语法地位的尾符变化情况, 工具词导致的动词 名词尾符变化情况, 单词词型的规范读音等方面的掌握情况 是很具有阿拉伯语言特色的经典考察方式 (5) 汉阿互译能力考察, 属于主观题, 占比 50/2

هندسة الحضارة تجليات العمران في فكر فتح االله كولن

Microsoft Word - ÃÍãÏ ÇáãÒÌÇÌí_3333.doc

大小净与礼拜

.....pdf

Microsoft Word - معادلــة مستقيــم

穆斯林每天的赞主词

DecouvrezLaFranceEnArabeVocabulaire

0000Book_D10YB.indb

إ ن لل ت ع ال ى ق د ن س خ ب ال س ل م م ا ق ب ل ه م ن الش ر ائ ع و خت م ب ن ب ي نا م ح م د صل ى لل عل يه وسل م م ن ق ب ل ه م ن ال ن ب ياء و الر سل و أ

نسخة معدلة ومراجعة من فضل اتباع السنة.DOC

Microsoft Word - A_Diyaab5555.doc

الطفيات في الشعر العربي

أ ما ب ع د: فأوصيك م إ خوة ال يم ان و ن ف س ب تقوى ال ملك الديان ف تقواه س ب ح ان ه سبب الرحمة وال غفر ان و ط ر يق محبة الرح م ن و ن يل ال جن ان ي ق و

宣礼词与成拜词

جامعت اصلاح المسلمین

000Book_CE16SA.indb

, 史密斯亲爱的约翰 عزيزي السيد مجدي ا حمد Minder formeel, men heeft reeds zaken met de geadresseerde gedaan, 亲爱的约翰 عزيزي مجدي Informeel, men is bevriend met d

بسم الله الرحمن الرحيم

ف ر ق عد : أما ب عباد هللا أ و ي ك ف ونف سي ب تقوى هللا حق تقواه واس تعد وا بال عما ل الصال حة لي وم ل قياه فط وبى لمن خاف من ا ل جلي ل وعمل بال ت نزي

الإقتصاد خلال أسبوع

الوالدان في ضوء القرا ن الكريم الا ستاذ المشارك وري يس قسم القرآن وعلومه

婚姻

哈里发与政权

伊斯兰关于真主的概念

Microsoft PowerPoint - Stat 115 ch8_soh(2003) [Read-Only] [Compatibility Mode]

عاشوراء بين هدي الإسلام وهدي الجهلاء

ب م ك ار م الا خ لا ق و م ح اس ن ال ق ي م, و س ل م ت س ل يما ك ث يرا م ا ت ر دد ف ي ح ي ن س م و خ ط ب ن ان ب ق ل م. ما ب ع د : ا ف ا وص يك م ع ب اد ال

د- د- د- د- A-PDF MERGER DEMO الرقم التسلسلي:... مذآرة تخصص:أدب عربي مقدمة لنيل شهادة الماجيستير فرع:أدب عربي قديم إعداد الطالبة: حياة بوعافية إشراف ا

刑事犯罪与法度


捐助与施济

朝觐后的十个嘱托

拜功

HADA4 01 March 2018

11/08 رقم القانون خلال منننن السرية الهجرة محاربة / - مقدمة تعتبر الجراي ر دولة هجرة بامتياز بحكم كو ا دولة انطلاق (Pays d émigration) وذلك منذ العهد

认主独一的种类

穆斯林每天的赞主词

杀人应付的血金

复生日

كيف نستثمر أوقاتنا؟

正朝的意义、断法与贵重

ßá ÔÆ Úä æä

James Rosenau James Rosenau, The Scientific Study of Foreign Policy, London: Frances Printer, 1980, p

伊斯兰的人权思想

ال م ضوا بعث بال ب نور ا لم ض ديا وا ل م ال م ي ديا علو حين فت ن من ال ب س لا و ر وس من ال ب سب لا ف مغ ب الط ب غ يان ا وأظ ب ال يمان ا ورفع ين ع لو س

先知(愿主赐福之,并使其平安)的礼拜方式

穆罕默德(愿主赐福之,并使其平安)的指导

Microsoft PowerPoint - Lecture4.ppt

Multiboot CD's & CD Shell

١ اختبارات الفروض حول الفرق بين متوسطي مجتمعين أولا: إذا آانت العينتان مستقلتان بافتراض أن آل مجتمع من المجتمعين له توزيع طبيعي خصاي ص آل منهما آمايلي

天课

Microsoft PowerPoint - paper15 [Compatibility Mode]

诵读《古兰经》的种类之二

Cancellation of elective operations on the day of intended surgery in a Hong Kong hospital: point prevalence and reasons

S arabi 10

1436 马举阿訇解答 能否跟随两圣地的伊玛目礼拜 < اللغة الصينية > 来源于网络 مصدر من االنرتنت 伊斯兰之家中文小组 校对 مراجعة : فريق اللغة الصينية بموقع دار اإلسالم

受戒

ISO 9000 for Quality Assurance - Dalaa Hospital Study - Presentation (in Arabic)

诵读《古兰经》的礼节

% %, 82

副功拜

العدد / 19 جانفي 2014 א א الحكاية الشعبية في منطقة ورقلة سي كبير ا حمد التجاني جامعة قاصدي مرباح بورقلة ) الجزاي ر ( The popular tale(story) in Ouargl

DL Human Element in UAE English V7

伊斯兰的基础和原则

阿拉伯語字母

In-house human immunodeficiency virus-1 genotype resistance testing to determine highly active antiretroviral therapy resistance mutations in Hong Kong

Microsoft PowerPoint خط تاثير [Compatibility Mode]

تقديم: ٣

Green pit viper antivenom from Thailand and Agkistrodon halys antivenom from China compared in treating Cryptelytrops albolabris envenomation of mice

Microsoft Word - Question Bank - Translation and Communication, Common Course for II Sem.BA Afzal-Ul-Ulama

C B X 7 4 3( 3 2) (2 3) A 9() X I II II S S III 0, A , A IV A 4

Microsoft Word - ÇáÑÓÇáÉ.doc


认主独一和信仰

<4D F736F F D20C2CBC7D120D4E5D120C7E1C7DDE1C7D320DAE1EC20CDDEE6DE20C7E1CFC7C6E4EDE42E646F63>

鲁迅和塔哈. 侯赛因小说中的借喻 亚斯敏 开罗大学文学院中文系, 埃及开罗 摘要 : 本论文对鲁迅和塔哈. 侯赛因两个小说集中的借喻进行分析与 对比, 试图探讨两位作家在借喻的结构 意义功能和感情色彩上的异同 关键词 : 鲁迅 ; 塔哈. 侯赛因 ; 借喻 鲁迅的作品是中国现代小说的开山与典范, 其

From 9 th of March until 21 st of March 2016 من ٩ مارس إلى ٢١ مارس ٢٠١٦ 2 العروض سارية حتى نفاذ الكمية Pcs ٤٧ ٥٠ ٤٢ ٠٠ مقاس ٢٨ مقاس ٢٤ EGP 42.00


四级词汇表

حسن السمت في الصمت

坏斋的事项

著名的白德尔战役·

在伊斯兰中制造异端及庆祝封印先知的诞辰

Transcription:

3 سلامات

ا لى قاسم ا مين.. ا لى جمعيات حقوق المرا ة.. ا لى راي دات البحث عن حقوق المرا ة وتحريرها.. من هدى شعراوى ا لى.. سوزان مبارك. كيف نحمى المرا ة من نفسها.

قال تعالى: "الر ج ال قو ام ون ع لى ال نس اء ب م ا فض ل ال ل ه ب ع ض ه م ع لى ب ع ض و ب م ا ا ن ف قوا " سورة النساء الا ية (٣٤) فا ذا كانت القوامة مرتبطة ارتبا طا شر طا بالا نفاق فا ن الا نفاق له شقان.. الشق الا ول مادى.. والثانى معنوى ولا ينفصل ا حدهما عن الا خر. والمادى هو الكفالة وله حد.. وهو الاكتفاء.. قال تعالى: " ل ي نف ق ذو س ع ة م ن س ع ت ه و م ن قد ر ع لي ه ر ز قه فل ي نف ق م م ا ا تاه ال له لا ي ك ل ف ال له نف س ا ا لا م ا ا تاه ا س ي ج ع ل ال له ب ع د ع س ر ي س ر ا " سورة الطلاق الا ية (٧).. ولكن فى المقابل ا ن يكون الطرف المكفول.. ذا قناعة وهى لا تا تى ا لا بالتربية والا يمان بالقناعة شريطة ا لا يبرر الكفيل بخله ا و حرصه الزاي د. ا ما الشق المعنوى فحدث.. ولا حرج.. فهو يبدا بتوفير الحماية.. والا مان وعزة النفس.. وعفه اللسان.. وعدم الاستغلال ولا للتفريط فى مقومات الرجولة من ا جل تحقيق ا ى غرض.. وعدم تقديمهن فى حل المشكلات وهى كثيرة منها الظاهر والباطن وا تباع ما ا مر به االله فى النزاعات ا و المشاكل التى تنشا لسبب ما فيما بينهما وقد حدث تراجع فى هذه القوامة فى عصرنا عند البعض من الرجال.. وبدا ت بعض النساء توفير هذه القوامة ذاتيا لا نفسهن.. ا ن من توفر لنفسها هذه الذاتية ليس شرطا ا ن

تكون هى التى صادفت هذا الا مر من فقدان القوامة.. ولكن قد تكون عايشتها وشاهدتها فى ا خريات من بنات جنسها. وعندما تكثر هذه المشاهد.. فا ن ا ثبات الذات لضمان الا مان تصبح ظاهرة يخاف منها على المجتمع ككل. لكن الا صل فى صلاح المجتمع.. ا ن المرا ة مدرسة ا ن ا عددتها ا عددت شعبا طيب الا عراق. والخوف.. كل الخوف.. من البحث عن الا مان.. فى ظل عدم القناعة. ا حمد رجاي ى عطية القاهرة فى ٢٠١٠/١/١

السلام الا ول هل الجذور.. هى التى تصنع الا نسان ا م الثقافة.. التى تغذى بها هى التى تصنعه

كانت (نبوية) تسكن ا حدى البلاد الريفية بالشرقية.. على ا طراف مدينة منيا القمح وكان منزلها يقع فى طرف البلدة حيث كان ملاصق للا راضى الزراعية الممتدة فى كل مكان والتى يتخللها النخيل وبعض الا شجار العتيقة مثل الجميز وا شجار التوت وكانت هذه الا شجار داي ما ما تظلل على منزل ريفى عتيق ا و ساقية كبيرة بمنظرها الذى يدعو داي ما ا لى الخير.. وبخاصة ا ذا كانت هذه الساقية تعمل من خلال المنظر التقليدى لجاموسة وهى تدور فيها. لقد كانت سكنتها فى البلدة لا تجذبها بقدر حبها للطبيعة التى تعيش حولها من خضرة وا شجار والترعة التى كانت تشق الا رض الخضراء.. وعلى جانبيها ا شجار الصفصاف.. وخاصة ا ن هذه الا راضى الخضراء هى ملك لعاي لتها الكبيرة.. عاي لة (السيد بك ا بو منصور) ورغم ا نها لا تملك منها شيي ا.. ا لا ا نها كانت تتنشق ع ر ق ا جدادها الذى ينبعث من هذه الا رض. فقد كان والدها (عبد المجيد) ا فندى من ا عرق العاي لات بهذه الناحية.. ولكنه لا يملك قيراط من هذه الا راضى.. فقد تقلصت ا ملاكه بعد ا ن باعها وا نفق ثمنها على زيجاته المتكررة.. وحبه للسفر ا لى الخارج حيث كان يركب القطار من مدينة الزقازيق والمتجه ا لى فلسطين ثم ا لى لبنان ا لى ميناء اللاذقية ليعبر من هناك ا لى تركيا.. حيث يركب قطار الشرق السريع ا لى باقى البلدان الا وربية.

كما ا نه كان مقامر ا فى كل شىء ولا يترك سباق خيل فى القاهرة ا و الا سكندرية ا لا وكان ا ول المقامرين فيها.. وكذلك كان له باع فى لعب الورق على مواي د القمار.. والمضاربة فى البورصة.. مما ا فقده كل ا مواله. وكانت (نبوية) والتى ا نجبها وهو فى الستين من عمره بعد ا خر زيجة له وكان ا صغر ا خ لها يكبرها بحوالى سبعة عشر عام ا من زوجته السابقة. وتوفى والد (نبوية) وهى فى الثامنة من عمرها.. ووجدت (نبوية) نفسها فى فراغ كبير.. ا كبر وا وسع من الحقول التى تحيط بها وهى فى منزلها. وفى يوم وفاة والدها لاحظت وهى بين ا حد عشر ا خ وا خت.. وكان كل منهم يسكن مع والدته فى بيت منفصل. وهم جميع ا بلا مشاعر ا و الانفعالات التى كانت تشاهدها عند وفاة ا حد من جيرانهم.. ا ن هو لاء الا بناء من عدة ا مهات معظمهن قد تم طلاقهن من (عبد المجيد) ا فندى.. وا ن ا بناءه الذين لم يشعروا با ى ا بوة مارسها (عبد المجيد) ا فندى معهم.. مما ا فقدهم مشاعر فقدان العزيز لم يشعر ا ى.. من ا بناء (عبد المجيد) ا فندى با ى مشاعر ا بوة.. وكان كل ا بناي ه قد تربوا فى كنف زوج الا م.. ومنهن من ترملت وعاشت على ا بناي ها وتفرغت لتربيتهم. كما ا ن فقدانه للا رض الشاسعة التى كان يملكها.. جعل ا بناءه.. يشعرون بغصة.. حيث كان ا بناء عمومتهم يعيشون فى بحبوحة من العيش بخلاف

المعاناة.. التى كان ا ولاد ا فندى يعيشونها. (نبوية) عاشت لهما (عبد المجيد) مظاهر العز والا صالة الكراسى تحتاج لتنجيد وبنات (عبد المجيد) مع والدتها فى المنزل الكبير الذى تركه ا فندى والذى كانت مفروشاته تنم عن.... مكسورة.. والسجاد الغالى تعلوه البقع تجمدت على الوضع التى هى فيه ولكن كان كل شىء فيه مهمل وزجاج السفرة والبوفيهات.... المال الكثير لكى تعود الا شياء ا لى ا صلها والستاي ر قد فقد كان ينقصها.. (نبوية) الا م وابنتها.. فى حالة من الضنك معونة قد تصل ا ليهما من الا قرباء. وبعد ا ن ضاقت المعيشة بالا م الشابة.... وقد عاشت وعلى ا ى رجعت للعمل مرة ا خرى فى المصنع والذى كانت تعمل به قبل زواجها من.. ا فندى (عبد المجيد) فقد كان ا هل الا م من العاي لات البسيطة التى تسكن القرى القريبة من البلدة. مرت السنون و(نبوية) تدرس بالمدرسة الحكومية الوحيدة بالبلدة وهى تنتقل من سنة دراسية ا لى ا خرى بالكاد وغالبا ما يتم النجاح فى الدور الثانى للسنة الدراسية ا لى ا ن حصلت على الابتداي ية ودخلت المدرسة الا عدادى وقد ا تمت الثالثة عشرة من عمرها.. وقد ظهرت عليها الا نوثة المبكرة وكانت تتمتع بقدر كبير من الجمال. وكانت داي مة المرور على والدتها بالمصنع فى ساعة مغادرة المصنع للذهاب معها ا لى المنزل.. وقد لاحظت

اهتمام صاحب المصنع بها.. وكان داي ما يداعبها بقوله ا نه سوف يخطبها لا بنه.. وقد كانت تا خذ هذا الموضوع على سبيل المزاح منه حيث ا ن نجله لم يستمر فى تعليمة منذ الصغر وقد جاوز العشرين من عمره ا لا ا نه عندما ا تمت الرابعة عشر.. فاتح الا م فى الموضوع بشكل جدى.. وطلب منها ا ن يتم خطوبة (نبوية) لنجله. لم تتخيل ا بد ا (نبوية) ا ن تكون زوجة فى هذا السن.. ومع شخص مثل ذلك الابن والمعروف عنه ا ن به شىء فى السذاجة والعبط.. ومع سكوت ا مها والتى حاولت ا قناعها بالزواج منه لا سباب منها ا نه سوف ينشلهم من حياة البو س التى يعيشونها.. قررت (نبوية) ا ن تلجا لا قاربها.. ففكرت فى ابن عمها وهو ا كثر الا قارب سو ا لا عنهما والذى يقطن القاهرة وله ا ولاد وبنات فى مثل عمرها.. ووجدت نفسها تركب القطار المتجه ا لى القاهرة بعد ا ن حصلت على العنوان من ا قاربها الموجودين معها بالبلدة.. وما ا ن وصلت محطة القطار بالقاهرة.. لتركب الترمواى المتجه ا لى ميدان السكاكينى بالضاهر حيث يسكن ابن عمها. كان انتقال (نبوية) فى منتصف العام الدراسى.. وقد ضاع عليها العام وانتقلت عاي لة الا ستاذ (محمد) ابن عم (نبوية) با سرته المكونة من زوجته وا ربعة من الا بناء.. ولدان.. وبنتان ا لى مدينة نصر وكان الا ستاذ (محمد) يعمل فى ا حد البنوك الاستثمارية.. وقد كانوا يعيشون فى

حال ميسور.. لقد كان ا يراده من الا رض التى ورثها هو وا خوته.. تكفيه للمعيشة بالمستوى اللاي ق من البحبوحة.. فقد كان الا ولاد يتعلمون فى مدارس لغات وا عضاء فى نادى هليوبوليس. وقد عاشت (نبوية) بينهم كا خت خامسة لهم ولم يفرق الا ستاذ (محمد) فيما بينهم.. وذلك بعد ا ن ا قنع الا م بذلك وكان الا ستاذ (محمد) من النوع المضياف وكان يفتح بيته للقريب والبعيد من ا هل بلدته وكان من المترددين على منزل الا ستاذ (محمد) شاب يدعى (طه السيد).. وهو ابن خالتها وقد حصل على دبلوم فنى مولدات كهرباي ية وقد ساعده الا ستاذ (محمد) فى تعيينه با حد مصانع الا نتاج الحربى بطريق السويس وهذا المصنع يقع على بعد كيلو مترات من القاهرة.. وزاد من تردده وجود ابنة خالته (نبوية) والذى طلب يدها من الا ستاذ (محمد) وتزوجها.. وسكنا فى منطقة ا لماظة.. وهى ا حدى الا حياء المتواضعة بمصر الجديدة ويسكنها معظم العاملين بمترو مصر الجديدة. لقد عاش (طه) و (نبوية) فى سعادة فى السنوات الا ولى للزواج وقد ا نجبا طفلين هما (سميه) و(سعد) وعاشت (نبوية) فترتين فى حياتها.. كانت الفترة الا ولى مع ا مها.. المرا ة البسيطة ومع ا خوالها وخالاتها وا زواجهن.. وكان غالبيتهم من الفلاحين البسطاء.. ا و من التجار الذين يسعون فى الا سواق على رزق يومهم.. وكان ا خواتها من الا ب لسن ا فضل حالا منها.. فقد كان (عبد المجيد)

ا فندى فى زيجاته المتعددة لا يسعى ا لى حسب ا و نسب.. فرغم ا نه من عاي لة كبيرة لها مكانتها واسمها.. ا لا ا ن العاي لات الكبيرة كانت تتجنب مناسبته فى ا ى زيجة.. لما عرف عنه من استهتار فى حياته الخاصة والعامة.. وكان بدون عمل.. بل كان يستهلك را س ماله فى معيشته. ومع هذا كانت (نبوية) تعيش على سماع ا خبار ا هل والدها وعن سطوتهم فى البلدة.. فقد كان جدها عمدة البلدة وقد حصل على البكوية من الملك (فو اد) لمجهوداته فى البلدة وسمعته الطيبة.. وكان ا ذا سار فى ا ى شارع من شوارع البلدة.. فا نه ينتاب هذا الشارع حالة من الاستنفار.. حيث يقف كل من هو جالس احتراما لمروره.. ويتوقف البيع عند ا ى محل ليستدار الجميع ا ليه حتى يمر ويلقى عليهم السلام والتحية المتعالية والمقتضبة من السيد بك (ا بو منصور). وا ذا سار فى طريق زراعى فا ن من يقابله من الرجال ويركب دابة فا نه ينزل عن دابته.. ويستدير هو والدابة للجهة الا خرى.. ا ما السيدات فا نهم ينزلن ا سفل الطريق وتخلع مداسها وتضعه على را سها.. لقد كانت هذه هى التقاليد فى ذلك الزمن.. وكان ا ولاد عمها منهم من يدرس فى مدارس ا جنبية بالقاهرة ا و الا سكندرية.. ومنهم من ا كمل دراسته بالخارج.

لقد عاشت (نبوية) تسمع عن ذلك بعد وفاة جدها كما كانت ترى ا بناء عمومتها ا ثناء نزولهم ا لى البلدة فى الا جازات.. ومالهم من هيبة واحترام. وكانت كثيرا ما تندب حظها على ا نها ابنة (عبد المجيد) ا فندى الذى تنازل بسهولة عن معيشته فى سبيل ملذاته.. حتى ا نها تعتبر ميلادها فى حد ذاته.. ما هى ا لا نزوة من نزوات والدها.. وذلك بزواجه فى مثل هذا السن.. ومن مثل هذه الفتاة التى تصغره بما يقرب من ا ربعين عام ا. ولكن ما ا ن انتقلت ا لى القاهرة مع ابن عمها وفى وسط عاي لته والتى عمرها من عمر ا بناي ه شعرت ا نها انتقلت حيث كان يجب ا ن تكون عليه ولكن الظروف التى مرت بها بعدم استكمال تعليمها.. جعلها تتا رجح بين المستويين وهو ما كانت عليه وما هى فيه الا ن. وقد قبلت هذه الزيجة لا نه فى اعتقادها.. ا نه ليس فى الا مكان ا فضل مما كان.. وكان فى داخلها ا نه عليها ا ن تكرس حياتها لتغذية ا ولادها بالدم الحقيقى لعاي لتها وتنميتها لهم على ا ن يعوضوا ما كانت يجب ا ن تكون عليه. وفع لا لقد ا رست فى ا بناي ها (سمية) و (سعد) مبادي العزة والكرامة والاعتزاز با هلهم وببلدتهم ونشا ة العاي لة فيها رغم بساطة المعيشة ولكن الا قدار كانت تخبي لها ما لم يكن فى الحسبان.. فرغم ا ن معيشتها مع زوجها كانت حياة متواضعة وذلك لقلة دخل (طه).. حيث ا نه لا يملك

غير مرتبه المتواضع ولكنها كانت بحكمتها توفق بين دخلها ومصروف البيت.. كما كانت تحتفظ ببيت نظيف ومرتب با قل الا مكانات.. ا لا ا نها فى يوم من الا يام فوجي ت ب (طه) يقول لها ا نه سوف يعار للعمل بالسعودية.. وقد مناها بتغيير وضعهما بعد سفره وا ن الحال سيتغير ا لى الا فضل مما جعلها تتخيل هى الا خرى ا ن ذلك سيحقق لها ولا بناي ها المستوى اللاي ق لطموحاتها وخاصة فى التعليم. لقد كانت (نبوية) ترى ا ن التعليم لا بناي ها هو المفتاح والعتبة التى ستعوض ا بناءها وتجعلهم يعيشون بمستوى يليق باسم عاي لتها مما يجعلها سواء ومتساوين مع ا قاربهم. كان (طه) يرسل النقود شهريا.. وشعرت (نبوية) وا بناو ها باختلاف فى المعيشة.. حيث كان يتحصل على راتب مجز.. وكان مواظب على ا جازاته السنوية.. وا حيانا كان يرسل لهم للا قامة معه فى فترة ا جازة العام الدراسى وقد ا دت (نبوية) الحج والعمرة.. وكانت دعواتها داي ما تنصب على ا ن يبارك االله فى ا بناي ها. كما كان ا بناو ها (سمية) و(سعد) مفخرة فى وسط العاي لة.. كمثال للا دب والذكاء.. وكانا داي مى التفوق فى الدراسة.. وتتمتع (سمية) فى اشتراكها بكافة الا نشطة المدرسية والرحلات.. وكانت المدرسة تعتمد عليها فى حفلة ا خر العام الدراسى ما بين التمثيل والفقرات الاستعراضية.

ظل (طه) مواظب ا على ا رسال النقود شهريا.. ا لا ا نه بدا يقلل من النقود التى يرسلها.. وبدا ت مكالماته التليفونية تنعدم تقريبا.. وا صبحت (نبوية) فى حيرة من هذا الا مر.. وا صبحت تذهب ا لى البنك ا كثر من مرة للسو ال عن التحويلات النقدية التى يرسلها زوجها.. وفوجي ت فى ا حدى المرات ا ن قال لها موظف البنك.. ا ن التحويل لم يا ت حتى الا ن من ا مريكا.. فقالت له ا ن التحويل يتم من السعودية.. ولكنه ا خبرها ا ن ذلك حتى شهرين سابقين.. ولكنه الا ن يتم من ا مريكا لقد حاولت جاهدة الاتصال بزوجها ولكنها فشلت.. وقد علمت عن طريق ا حد زملاي ه بالسعودية والذى كان بينهم اتصال عاي لى با سرته.. ا ن (طه) قد سافر ا لى ا مريكا للعمل هناك.. وعلمت ا خيرا ا نه تزوج بسيدة ا مريكية. لقد كانت صدمة لها.. وحاولت داي ما ا خفاء ذلك عن ا ولادها.. وخاصة باقى ا فراد ا سرتها.. وكانت تحدث نفسها وتقول ا نها ا زمة ا و زوبعة وسوف تمر.. ولكن مع مرور الا شهر والتى وصلت لا كثر من سنة تا كدت ا ن ذلك ليس بالشىء العابر.. بل ا نه واقع يجب ا ن تعيشه.. وخاصة ا نه قد مرت عدة ا شهر ولم يرسل فيها (طه) ا ى نقود.. وا صبحت فى ا زمة مالية.. مما اضطرها لبيع بعض الا شياء الثمينة ووصل الا مر ا لى بيع ا جزاء من ا ثاث المنزل.. كل هذا وهى تخفى هذه الا مور عن باقى ا فراد العاي لة ا لا ا ن ابن عمها الا ستاذ (محمد) بدا يشعر

بذلك.. وا ن لم تصارحه صراحة بذلك وبدا يساعدها باليسير من المال.. حسب ا مكاناته. لقد بدا ت تعيش شبح العوز والفقر عندما فقدت والدها بوفاته.. ولكن فى هذه المرة فا ن عاي لها يعيش ولكنها غير قادرة على العثور عليه.. ولا تجد تفسير ا لتصرف (طه) بهذا الشكل.. ولا تستوعب هذه الا نانية والجحود الذى بدر من (طه) ق بلها و قبل ا ولاده. عجزت (نبوية) عن سداد ا يجار المنزل لعدة ا شهر فقررت ا ن تنتقل ا لى بيتها فى قريتها بالريف. لقد را ت (نبوية) ا ن ذلك قد يوفر القيمة الا يجارية والالتزامات الا خرى التى تستوجب الا قامة فى المدينة. دخلت المنزل والذى هجرته والدتها لزواجها وانتقالها مع زوجها الجديد ا لى السويس والتى لا تعلم عنها شيي ا.. لقد شعرت (نبوية) بالوحدة بعد ا ن فقدت والدها وحنان ا مها ورعاية زوجها.. رجعت ا لى البيت الريفى ومعها ا ولادها لتوفير قيمة الا يجار.. وحيث المعيشة فى الريف بدون متطلبات كثيرة كما كان الحال فى القاهرة. وكان التراب يعلو كل شىء بالمنزل.. بل ا ن خيوط العنكبوت قد ملا ت ا ركان البيت.. وكان حال الا ثاث يرثى له.. وانتاب الا ولاد حالة من الاستغراب لما يحدث ولا يجدون لذلك تفسير ا وبدا ت (نبوية) و(سمية) تنظيف المنزل وتحضيره للا قامة.. وكان واضح ا على (سمية) التحدى فى ا ن يكون المنزل يليق بالاسم العريق لعاي لتها..

وخاصة ا ن مكونات المنزل من ا ثاث.. يساعد على ترتيبه بشكل حضارى كما كانت تشاهد ذلك فى منزل عمها ا و ا قاربها بالقاهرة.. وقد استعانت با شياء بسيطة فى الديكور مثل (الزلعة) البلاص و(المشنة) ومن جريد النخيل.. وخلافه.. وذلك لتجميل المنزل. وقد ضاقت الحياة بهذه الا سرة الصغيرة فى هذه الظروف ووجدت (نبوية) نفسها ا نها لا تتمكن ا ن تقوم با ى عمل بسبب تعليمها البسيط لقد شعرت (سمية) بذلك وبدا ت تفكر فى ا ن تضحى هى بنفسها فى سبيل ا ن يكمل (سعد) دراسته.. ا نها لا تتخيل ا لا يكمل (سعد) دراسته الجامعية وا لا يلتحق بكلية من كليات القمة.. حتى يحمل لقب الدكتور (سعد) ا و كلية الهندسة ليكون المهندس (سعد). بعد ا ن انتقلت الا سرة الصغيرة ا لى البلدة وقد عاشت على الا عانات التى تصلهما من الا ستاذ (محمد) من القاهرة.. ا و بعض ا شقاي ها وا قاربها الموجودين بالبلدة وكان حسن تدبير (نبوية) لهذه الدخول البسيطة ا ن تساير بها الحياة على الكفاف.. وقد جاءت ا يام.. قد عز عليهم وجبة العشاء.. وكانت الوجبة المستديمة لهذه الا سرة هى البطاطس المسلوقة بعد ا ن تغمس فى الملح. ولم تظهر (نبوية) ا ى امتعاض من المعيشة.. ولم تتنازل عن كبرياي ها لحظة.. كما ا نها لم تذم فى زوجها (طه) ا مام ا ولادها ا بدا.. بل كانت تظهر ا نها داي مة القلق عليه من ا ى مكروه وا نه فى عمل جديد ويلزمه بعض الوقت

حتى يرجع ا ليهم.. فقد كانت حريصة على ا لا تهتز صورته ا مام ا ولاده. بل كانت ا حيانا عندما يكون معها مبلغ من النقود.. تظهر لا ولادها ا ن هذه النقود من عند والدهم.. ف.. كما كانت تزرع فيهم الاعتزاز بالنفس فا نها حريصة على ا ن هذا لا يا تى ا لا بالاعتزاز بالجذور.. ووالدهم هو ا صلهم الذى ينتمون ا ليه. ا ن (سمية) بذكاي ها المفرط وحسها المتيقظ داي ما.. كانت تعلم وتشعر بكل شىء دون ا ن تفاتح ا مها فى شىء.. وتشفق على ا مها مما تعانيه وهى تكتم كل ذلك بين ضلوعها.. تقدر مشاعرها فى ا نها تظهر غير ما تبطن واستا ذنت (سمية) والدتها فى ا ن تعمل بعد الظهر.. وبحجة ا نها تمل الوحدة.. وخاصة ا نها كانت لا تصادق ا لا القليل جد ا ومعظمهم من الا قارب من ا هلها لجدها وقد ساعدها ذكاو ها ولباقتها.. وتكوينها الجسمانى والذى كان ساب قا لسنها ا ن تجد عملا. وعملت فى المرة الا ولى كباي عة فى محل للملابس الحريمى.. ولكن بعد عدة ا شهر حاول صاحب المحل والذى كان فى مثل سن والدها ا ن يلاطفها فحاول ا غراءها بالمال ا و لا فلم يجد منها ا جابة فما كان منه ا لا ا ن حاول الاعتداء عليها بالقوة.. فما كان منها ا لا صفعته على وجهه.. وترك العمل.

ولكنها لم تيا س وعملت فى مكتب محاسبة.. وقد استقبلها المحاسب بالترحاب وخاصة ا ن والد المحاسب كان يعمل فى الفلاحة عند عاي لتها قبل ا ن يتوفى.. وقد ضايقه الكبرياء التى تعيش فيه (سمية) مما جعله داي م التفكير فى ا ذلالا لعقدة النقص المسيطرة عليه وفى ا حدى المرات وقبل ا ن تترك العمل فى المساء.. ا حضر لها جرد لا ومساحة وقال لها من بكرة عايز المكتب يبقى فى منتهى النظافة.. فلم تجد نفسها ا لا وهى تحمل الجردل وتضربه به على را سه. وفى يوم من الا يام مرضت والدتها.. فذهبا مع ا ا لى المستشفى العام بمدينة الزقازيق والتى كانت على مسافة قريبة من البلدة.. وكان (شادى) هو الطبيب الذى قام بالكشف على (نبوية).. قد ا عجب بذكاء (سمية) وهى تناقشه فى سبب المرض وا سي لتها فى الا دوية المكتوبة بالروشتة ومفعولها.. وعن ا ى تا ثير لهذه الا دوية وخاصة بالنسبة لمريض السكر.. والتى كانت (نبوية) تعانى منه.. فسا لها عن دراستها.. وا خبرته ا نها ستنهى هذا العام دراستها من الثانوية التجارية.. فقال لها ا كيد بتدرسى كمبيوتر فى المدرسة والا كيد ا نك لا تعلمين شيي ا فيه.. واقترح عليها ا ن تدرس الكمبيوتر فى معهد خاص وسوف

يقوم هو بدفع التكلفة على ا ن تعمل معه بمجرد التخرج والا لمام الجيد بالكمبيوتر. لكن كبرياء (سمية) جعلها ترفض ذلك العرض.. ولكنه ا خبرها ا ن هذا الشىء عادى جد ا فى الخارج لا ن المستفيد الا ول هو نفسه لا نه اختار من يعمل معه بطريقة عملية ويو هله كما يشاء وفى الحقيقة لقد شعر (شادى) با عجاب شديد بهذه الشخصية التى تتوقد حيوية.. وبجمالها.. خاصة ا ن هذا الجمال اختلط معه الذكاء واللباقة فى الحديث.. وا نها لا تستخدم عينيها فى الحديث كما تعود داي ما من ا ى فتاة ا و امرا ة تشعر بجمالها عندما تتحدث معه.. فرغم صغر سنها ا لا ا نه شعر بنفسه يتحدث ا مام امرا ة كاملة المعانى.. حرة.. ومن الصعب ا ن يلتقط ا ى متحدث ا مامها ا ى شاي بة قد تدفعه للاسترسال فى حديث جانبى.. ا و عن الذى تتحدث فيه.. حتى ا نها عندما اقتنعت بوجة نظره.. قالت له (سمية).. لقد ا قنعتنى يا دكتور وسوف ا بدا فى دراسة الكمبيوتر بمجرد الاتفاق مع ا ى معهد.. وفى نفس الوقت يمكننى ا ن ا عمل معك.. فا ن عملى معك سوف يكون مساء بالعيادة.. وهذا مناسب لوقتى ودراستى.

وكما بدا ت هى الحديث.. ا نهته ا يض ا.. وهذا ما ا ثار ا عجاب دكتور (شادى).. بل زاده شغ فا للتعرف على هذه الشخصية رغم صغر سنها. كان (شادى كمال) شاب ا فى منتصف العقد الثالث وهو ابن المرحوم الدكتور (كمال الشواف) الطبيب المشهور بمدينة الزقازيق وا ستاذ الجامعة وقد توفى ومازال (شادى) طالب ا بكلية الطب وكان يسكن مع والدته والتى كانت تقوم بكافة شي ونه لا نه ابنها الوحيد. وقد عزف دكتور (شادى) عن الجواز بعد قصة حب طويلة بينه وبين زميلة له وتواعد على الزواج بعد التخرج.. ولكنه فوجي بزواجها من ا ستاذهم المدرس بنفس الكلية.. مما جعله معقد من ناحية الزواج.. ووضع همه فى الحصول على الماجستير.. ا م لا فى استكمال الدكتوراه.. حيث ا ن ترتيبه لم يو هله للتدريس بالجامعة. لقد كانت والدته كل شىء فى حياته.. هى التى تختار له ملابسه وا يض ا تخطط له حياته.. وقد حافظت على عيادة والده حتى تخرج وبدا يستخدمها كعيادة له.. وقد حاول ا ن يغير منها.. لكن والدته ا حبت ا ن يبقى كل شىء على ما هو عليه.. كانت تحب ا ن تراه فى نفس المكان وبنفس الديكور كما كانت تشاهد والده الدكتور (كمال). لم يكن (شادى) يفكر بالزواج.. ولكن والدته لا تفوت

فرصه ا لا وتتقرب ا لى ا حدى العاي لات اللاى بها فتيات للزواج.. وما ا ن تتقدم حتى تتراجع بسرعة.. فقد كان تسترخصه فى ا ى واحده تقدم ا و تفكر فى خطبتها له. وبعد حوالى ا سبوع استطاعت (سمية) ا ن تنظم وقتها بين دراستها بالمدرسة التجارية ومعهد الكمبيوتر الذى التحقت به بمدينة الزقازيق وبين مواعيد العيادة. وقد سلمها (شادى) دفاتر تسجيل المرضى والا يصالات الخاصة بذلك وبعد شهر تقريبا من العمل معه طلبت منه ا ن يزود العيادة بجهاز كمبيوتر وطابعة خاصة بالجهاز.. ولم تمض فترة طويلة حتى وجد الدكتور (شادى) ا ن كل الملفات والا يصالات مبرمجة على الجهاز.. وا ن ا ى مريض يدخل ا ليه للكشف يكون معه تقرير كامل عن عدد المرات التى تردد بها على العيادة.. بل ا ضافت للتقرير بعض الا عمال التى كان يقوم به مثل درجة الحرارة وقياس الضغط. وعندما سا لها دكتور (شادى) عن ذلك كله.. قالت له (سمية) ا نها كانت تركز فى دراستها للكمبيوتر عما ستفعله فى العيادة وقد ساعدها المدرب على ذلك.. كما ا نها اتصلت با حد معارفها من خريجى مدارس التمريض وقرا ت معظم كتبه والتى تهمها فى علمها وطبقت ذلك فى العيادة.. وخاصة ا نها كانت تشاهد بعض هذه التصرفات فى الا فلام الا جنبية التى كانت تشاهدها فى التليفزيون.

لقد وجد دكتور (شادى) تغير ا كبير ا فى سير الا جراءات بالعيادة وخاصة نظافة العيادة والتى كانت (سمية) تشرف بنفسها على النظافة التى يقوم بها فراش العيادة.. كما ا نها كانت تحضر مبكر ا عن ميعاد العيادة لتقوم بنفسها على الا شراف بل كانت هناك بعض الا يام يحضر فيها دكتور (شادى) من المستشفى العام على عيادته مباشرة وذلك حين يكون لديه عمليات جراحية.. فكان لا يفوتها ا ن تطلب له وجبة خفيفة من ا حد المطاعم المجاورة.. وكانت تنوع فى ذلك. وفى ا حدى المرات طلبت منه ا ن تحضر معه العمليات البسيطة التى كان يقوم بها فى العيادة.. ولا عجب ا نه بعد فترة قصيرة وجد ا نها تجهز غرفة العمليات بالا دوات المناسبة لكل عملية بعد تعقيمها وكانت تمده بها ا ثناء العملية بمجرد الا شارة.. وبعد فترة بدا يترك لها عمليات الغيار على العملية تحت ا شرافه.. ودام هذا الحال حتى فوجي الدكتور (شادى) بزميل له يخبره ا نه تم اختياره ضمن بعثه طبية تابعة للوزارة. وقبل ا ن يسافر الدكتور (شادى) فى البعثة.. كانت (سمية) قد ا قنعته بشراء الشقة الكبيرة المجاورة للعيادة وقد ترك لها حساب ا مفتوح ا لثقته فيها وذلك لا جراء التعديلات المناسبة لضم الشقة الجديدة ا لى العيادة. وعند عودته.. من البعثة وذهابه ا لى عيادته فوجي بما حدث للعيادة.. دخلها ليجد ا حدث الديكورات والا رضية

الرخام والا ضاءات المتناسقة.. وفرش العيادة على ا حدث طراز وقد طليت كل الجدران باللون الا بيض والذى تداخل معه الخشب بديكورات جميلة.. ثم تجهيز غرفة مستقلة للعمليات بعد ا ن كانت تقام العمليات فى غرفة الكشف. كما ا ن ا جهزة التعقيم بدلت با جهزة حديثة ومتطورة.. حتى ا ن الفراش الخاص بالعيادة لم يتعرف عليه لا ول وهلة نظر ا لارتداي ه زي ا حضارى غير ما لوف لمثل هذه العيادات فى المناطق الريفية ا و حتى بالقاهرة. وجدت (سمية) نفسها فى هذا العمل وكا نها تعيد ا مجاد ا هلها وعاي لتها.. لقد تخيلت نفسها وكا نها تعد هذه العيادة لا خيها (سعد) عندما يتخرج ا و كا ن ا حد ا ولاد عمها يجهز لنفسه مكا نا لعمله وما يجب ا ن يكون عليه. ورغم ا ن (نبوية) كانت داي ما تحدث ابنتها عن عظمة عاي لتها ورغم زيارتها بيوت عاي لتها.. ا لا ا ن (نبوية) وجدت ا ن (سمية) قد سبقت هذه الا فكار ومزجتها بشخصيتها المبتكرة داي ما حيث كانت (سمية) تقص على والدتها كل شىء تقوم به.. وكم كانت (نبوية) فخورة بها ووجدت (سمية) نفسها فى هذا العمل وكا نها تحقق حلمها حتى ولو لم يكن يخصها ملكيتها له.. بل كانت تشعر وكا ن هذا المكان ملك لها وكا نها المسي ولة الوحيدة عن الدكتور (شادى). لقد صارت بين (شادى) و(سميه) ا لفة غريبة لم يحدد ا ى منهما ما هى.. كانت (سمية) تشعر ا ن الدكتور (شادى)

وكا نه ا خوها الا صغر منها رغم ا نه يكبرها با كثر من خمسة عشر عام ا لقد ا عطاها فرصة ا ن تظهر مواهبها فى الا دارة والتنظيم والابتكار.. وكان يعجبها الثقة الكبيرة التى كان يوليها ا ياها.. وقد تعلمت منه حب القراءة فكانت تقرا كل قصة ا و موضوع يهتم هو بقراءته.. كما شدها ا ليه حبه للموسيقى واختياره للا شرطة الذى كانت تذاع فى العيادة من خلال (السوند سيستم) التى ا عدت به العيادة ويذاع داي ما بصوت خافت داخل ساعات العمل بالعيادة.. وفو جي ت ا نه عازف ماهر لا لة البيانو والتى استمعت ا ليه عندما دعتها والدته ا حدى المرات على الغذاء.. وانبهرت بعزفه كما استمعت لوالدته فى العزف ا يضا.. وتمنت ا ن تكون هى الا خرى عازفة. ا ما دكتور (شادى).. فا نه وجد فيها ضالته التى تحقق ا حلامه والتى لا يقوى على تحقيقها لجمود والدته فى تداول حياته فقد غيرت فى نظام العيادة وا عادت ترتيبها بشكل حضارى.. حتى ملابسه كانت داي ما تبدى ملاحظاتها والتى كانت تروق له هذه الملاحظات.. بل ا نها دفعته فى ا ن يثقل هوايته فى العزف على البيانو با ن يشترك بالدراسة فى معهد الموسيقى العربية.. والتى وصلت كفاءته فى العزف بعد هذه الدارسة ا لى ا رقى المستويات.. لقد كانت علاقة غريبة وا صبح كل منهم لا يستغنى عن الا خر.. وا ن لم يفصح ا ى منهما عن ا ى مشاعر خاصة.. لقد كان ما بينهما ينم عن مشاعر الحب

الحقيقى بكامل ا ركانه.. ولكنهما لا يجدان ما يقولانه لقد كانت (سمية) عندما تشاهد ا فلام الا بيض والا سود كانت تعيش بداخلها كل الخلجات فى ا ى بطلة تشاهدها.. ولكن ا سلوب الحياة السريع والسعى الداي م وراء تحقيق الذات.. يلهى ويشغل ا ى منهما عن ا ى مشاعر.. وطالما شاهدت فيلم الوسادة الخالية وكانت تعجبها تلك المشاعر التى بينهما وكانت تحاول ا ن تعيش فى هذا الجو.. ولكنها عندما كان تخلد ا لى فراشها وتضع را سها على الوسادة.. فا نها لا تجدها خالية ا بد ا!!.. فا ن ما برا سها من ا عمال وواجبات عليها لتحقيق ذاتها.. كان تملا هذه الوسادة الخالية فى لحظات.. لتنام عليها. وكان الدكتور (شادى) هو الا خر يعيش نفس الشىء.. ولكنه يعيش بداخله دور الا م فى حياته.. ولكنه وجد هذا الدور فى (سمية) ولكن بشكل عصرى ويواكب ا حلامه.. وا ن كانت تصرفاتها فى حياته لا تسمح له با ى رومانسية ا و تقارب عاطفى.. ا لا ا نه تجرا فى ا حد الا يام وقال لها ا نا عارف ا ن فرق السن بيننا كبير.. ولكن هل تقبلى الارتباط بى وقد ا سعدها هذا الكلام كثير ا وقابلته وكا نها متا كدة من ا نه سيقوله فى يوم ما.. وكما كانت تتوقع.. كذلك كانت جاهزة بالرد حيث قالت له.. ده منايا يا شادى (ولا ول مرة تنطق باسمه مجرد ا).. بس ا نا لسه قدامى كتير فى حياتى لم ا حققه.. ما خبيش عليك.. ا نا من ساعة ما اشتغلت معاك.. وا نا با سمح لنفسى ا عيش

فى الحلم ده لكن يوقفنى عن ا حلامى.. حاجات كتيرة نفسى ا حققها لنفسى ارتبط بيه.. وعلشان ا بقى على قد اللى.. ح.. وهو ا نت.... صادق فى عرضه هذا على الرد لا ن شعوره داي ما با ن جهد لممارسة الرجولة عليها وبقدر ما (سمية).. (سمية) كان الدكتور (شادى) ا لا ا نه استراح بهذا.. حصان جامح.. يحتاج حيث شخصيتها الطموحة ا كثر من اللازم ولكن ا عجابه بها هو الذى دفعه لفتح مثل.. هذا الحديث وقرر بينه وبين نفسه ا نه قد يكون هناك وقت ا خر قد يفاتحها مرة ا خرى تحقق ذاتها فى حياتها الخاصة. نفسها (سمية) وجدت.. ا و قد يفاتحها بعد ا ن فى فراغ فى الفترة الصباحية.. وذلك بعد ا ن انتهت من الحصول على الثانوية التجارية.. فبدا ت تزور مكتب (عادل) ابن الا ستاذ (محمد) والذى قام برعاية والدتها فى الصغر حتى كبرت قبل زواجها من والدها (عادل) كان (طه). له مكتب متخصص فى الكمبيوتر وا نتاج البرامج فى ميدان رمسيس بعمارة (سمية) بذكاء (عادل) (ا فرست) وكان المكتب فى هذا وقد ا عجب الوقت يقوم بعمل برنامج للصيادلة فبدا يشركها معه فى العمل ا ثناء الفترة الصباحية وبدا يعطيها بعض المساي ل والمشاكل فى ا نتاج هذه البرامج.. وقد ا حبت هذا العمل لدرجة ا نها حصلت على دورة فى البرمجة فى ا حدى المراكز.. المتخصصة ولكنها كانت تحافظ على عملها مع الدكتور

(شادى) فى المساء.. ولم تتا خر يوم ا عن ميعادها.. ا نها كانت تشعر ا ن هذا المكان هو الذى قدم الارتقاء لها ولذاتها.. فهو عزيز عليها. لقد ا ظهرت تفوق ا ملفت للنظر فى عمل برنامج الصيدليات ا ثناء مشاركتها فى العمل مع (عادل).. وبدا يعتمد عليها ضمن طاقم ا نزال هذه البرامج فى الصيدليات.. ولا ول مرة تتحصل على ا لاف الجنيهات بعد ا ن كانت تتحصل على المي ات من الجنيهات من مرتبها مع دكتور (شادى).. وبدا ت التسلية فى البرنامج الذى تعمل به فى العيادة بحيث تقسم المرضى المسجلين على جهاز الكمبيوتر على مهن ومرة ا خرى ا لى ا عمار وثالث ا لى مناطق سكنية.. لقد ا حبت هذا العمل جد ا وتفوقت فيه.. وعرضت على ا حدى المدارس الخاصة با ن تقوم بعمل برامج لها فى مجال الا عمال الا دارية الخاصة بالمدرسة.. وتشجعت المدرسة عندما عرضت (سمية) هذه البرامج با ثمان قليلة.. حيث قامت بعمل برنامج لشي ون الطلبة وشي ون العاملين والحسابات والمرتبات وربط هذه البرامج ببعضها وعندما نجحت فى ذلك.. عرضت هذا الموضوع على قريبها (عادل).. والذى عرض عليها ا ن تقوم شركته بتسويقه بعد ا دخال بعض التعديلات. لقد بدا ت تشعر ا ن عملها مساء مع الدكتور (شادى) يعطلها عن عملها الجديد والذى ا صبح ري يسي ا فى حياتها

.. كما شعر الدكتور (شادى) با نها ا صبحت ا كبر من المكان التى تمارس فيه العمل معه.. وكم تغيرت وا صبحت شيي ا ا خر غير الفتاة البسيطة التى تعرف عليها ا ول مرة عندما حضرت مع والدتها (نبوية).. كما ا نه تعرف على شخصيتها ا ول مرة ووجد فيها شيي ا ا خر غير الفتيات اللاتى يقابلهن.. ولكنه كان لا يتوقع كل هذا!.. وا فهمها ا نه لا مانع من ا ن تتفرغ لعملها الجديد.. على ا ن تختار هى بنفسها من تقوم بالعمل معه وفعلا تم تعيين سكرتيرة جديدة وقامت بتدريبها لتحل محلها بالعيادة.. ا لا ا نها ظلت تتردد على العيادة من وقت لا خر وخاصة الا يام التى بها عمليات جراحية.. حيث كانت تحب ا ن تحضر هذه العمليات وتساعد الدكتور (شادى) فى التجهيز مع من يعملون مع الدكتور (شادى). ا ن ا حساسها بارتداء المريلة الخضراء مثل باقى الا طباء.. وهى تعمل فى وسطهم يعطيها الشعور بالثقة.. رغم ا نها لم تحصل حتى على ا ى دراسة فى التمريض قد يكون هذا هو السبب الذى يجعلها تواظب على الحضور من حين لا خر وكان الاطمي نان على الدكتور (شادى) شبه يومى وبعد ا ن قامت (سمية) بشراء سيارة جديدة صغيرة ا صبح عملها مركز بين القاهرة وبلدتها التى لا تبعد عن قريتها ا كثر من ٦٠ كليلو متر والتى لا تبعد عن مدينة مينا القمح كثير ا.. وفكرت كثير ا فى الانتقال للسكن بالقاهرة.. لولا ا ن ا خاها (سعد) والذى يدرس بكلية طب جامعة الزقازيق لم يتبق على تخرجه ا لا سنوات قليلة.

ا لا ا ن (عادل) وزوجته تمكنا من ا قناع (سمية) ووالدتها با ن تسكن فى شقة مجاورة لهما صغيرة.. وا نها سوف تكون تحت رعايتهما.. حيث ا نه غالبا ما يتا خر العمل بالشركة ليلا وخاصة عندما يكون العمل جماعي ا فى ا عمال البرمجة.. وا ن من الخطر السفر ليلا فى الطريق من القاهرة حتى منيا القمح. لا ول مرة تجد (سمية) نفسها فى وضع جديد من حياتها.. حيث تعيش وحيدة فى منزل منفصل عن باقى ا هلها.. وتجد نفسها هى المسي ولة عن نفسها فى كل فعل وكل حركة.. مما جعلها ا كثر صرامة مع نفسها سواء فى تحركاتها ا و ملابسها.. وبدا ت تجتمع مع ا فراد ا سرتها فى القاهرة فى مناسبات شتى وعرفت طرق ارتياد الفنادق الخمس نجوم والذهاب للنادى مع ا قاربها.. وا حبت هذا النوع من الحياة ولكن لفترات قصيرة.. فهى لا تحب ا ن تلغى عقلها فى التفكير لمدة طويلة وكثير ا ما كانت تفكر فى الحياة التى تحياها زوجة (عادل).. وبالدفء.. الذى يشمل حياتها مع زوجها وا ولادها.. وتمنت كثير ا ا ن تعيش هذه الحياة.. ولكنها كانت تتراجع بسرعة وتقول لنفسها ا ن زوجة (عادل) لا تملك قرار نفسها.. ولا ينفع ا ن يكون لها تفكير منفصل عن (عادل).. ولا تملك الحرية كما تملكها هى وتعذبت كثيرا بين ما تتمناه.. وبين ما تو من به وتعد نفسها لتكون شيي ا يضمن لنفسه الحياة والمعيشه فى ا مان.. فليس كل الرجال (عادل) وما شابهه.. فهناك (عبد المجيد) ا فندى.. و(طه) وما شابهم.

وفى المقابل كانت زوجة (عادل) تتمنى الحرية التى تتمتع بها (سمية) وعن الا نجازات التى تصنعها لنفسها كل يوم.. ولكنها كانت تبرر رضاها عن حياتها با ن تتطلع فى وجه ا ولادها الذين هم يساوون عندها الدنيا وما فيها. لقد ارتبطت كل من زوجة (عادل) و(سمية) ببعضهما.. وكا ن كل منهما يكمل الا خر.. ا حيانا كانت (سمية) تقبل بعض الدعوات من شباب العاي لة سواء لسهرة عشاء مع الموسيقى فى ا مكنة راقية ا و عشاء فى ا مكنة مفتوحة تحوطها الطبيعة والتى كانت تعشقها.. ولكنها كانت لا تكرر ا ى دعوة مع نفس الشخص بشكل منتظم.. ففى الوقت التى تشارك الشخص فى الحديث عن كلبه الذى يربيه ا و عن كليبات الا غانى.. تجد ا ن نفس الشخص لا يقدر ولا حتى يرغب فى الحديث عن ما تعرفه من معارف عن مهنتهما.. ا و عن دراستها.. ا نها لم تجد فى ا ى شخص الدكتور (شادى) با فكاره وثقافته وعنايته الروحية لها. وقد التحقت بالجامعة المفتوحة بجامعة القاهرة للحصول على بكالوريوس التجارة.. وا ن كانت تشعر ا ن هذه الشهادة لن تضيف لها شىء ا لا ا نها اعتبرتها واجهة اجتماعية يجب الحصول عليها.. بل قررت ا لا تقف عند الحصول على شهادة البكالوريوس.. بل ا نها قررت ا لا تقف فى الدارسة ا لا بعد الحصول على الماجستير والدكتوراه وكانت على اتصال داي م بالدكتور (شادى)

وطالما جلست معه ا و تحدثه فى التليفون وتقول له على المواد التى تدرسها فى كل ترم.. بل وا حيانا كانت تقوم بشرح الهدف من ا ى مادة تدرسها.. كا نها كانت تذاكر وتتذكر ا هم النقاط فى المادة.. وكان الدكتور (شادى) سعيد بذلك.. وقد وجدت (سمية) ملاذها فى ذلك.. لقد اعتبرته ا ستاذها وا باها وا خاها وذلك بعد ا ن ا صبح ملاز ما لها بفكره فى كل خطواتها.. وقد فرح كثير ا عندما ا خبرته بالحصول على البكالوريوس.. وطلب منها فى ا حد الا يام با ن تمر عليه فى العيادة وحدد معها التوقيت.. وعندما ذهبت ا ليه.. وجدت معه شخص غريب عنها قدمه لها على ا نه الدكتور (حاتم) معيد بكلية الطب ويدرس حاليا بالماجستير.. ثم ا لتفت ا ليها ليقدمها ا لى الدكتور (حاتم) قاي لا.. دى يا سيدى زهرة الشرقية اللى كلمتك عليها.. واللى كنت داي ما ا رويها بالمعنويات وفى كل مرة كنت متا كد ا نها بتزهر ا كتر.. ثم قام الدكتور (شادى) وفتح صندو قا من الكرتون ليقول لها سمعتى عن جهاز جديد اسمه (اللاب توب).. هو ده ا خر ما توصلت ا ليه ا مريكا فى صنع الكمبيوتر.. وصلنى من عدة ا يام.. وقلت ده ا قل شىء ا هديه ليكى. لم تصدق نفسها.. وتجرا ت لتحضنه لا ول مرة من الفرح.. وتقول له.. مش معقول الشعور الحلو اللى داي ما ا نت مالينى بيه ا نت كنت دايما واخد با يدى فى كل خطوة.. صحيح كل خطوة عبرتها بنجاح لكن كانت دايما من

ا فكارك.. فاكر ا خر مرة من ا ربع سنين لما قلتلى ووجهتنى لا درس فى الجامعة المفتوحة للحصول على البكالوريوس.. ولا ا نسى ا نه عندما قبلت بالجامعة المفتوحة للحصول على البكالوريوس ولا ا نسى ا نه عندما قبلت بالجامعة.. قلت لى دى ا ول خطوة ولا تقفى ا لا عندما تحصلى على الدكتوراه.. كلامك ده مش ناسياه وواخداه هدف ا مامى. جلس الثلاثة الدكتور (شادى) و(حاتم) و(سمية) يتناولون الا حاديث وعندما سا لت (سمية) الدكتور (حاتم) عما سيقدمه فى مشروع الماجستير.. رد عليها بقوله ا نه مازال يفكر.. وهو فى حيرة من ا مره.. ردت عليه با نه من السهل جد ا ا ذا اتبع التفكير المنطقى وهو ا ن يحدد الهدف من المشروع ثم ما هى الرسالة ثم الا مكانات ثم الخطوات للتطبيق.. فقاطعها الدكتور (حاتم) متعجب ا! ا يه ده كله اتعلمتى ده فين.. فقالت ا بد ا دى الطريقة والخطوات اللى باستخدامها عندما ا شرع فى عمل برنامج على الكمبيوتر. يقاطعهم الدكتور (شادى).. مش قلت لك يا (حاتم).. دى مخ ذرى.. مش عايز ا كثر من الفرصة وا نت تبص تلاقيه منطلق زى الصاروخ. ودعهم الدكتور (حاتم) ليوصله الدكتور (شادى) ا لى الباب.. ورجع ا لى (سمية) وقال لها.. زى ما فاجا تك

ب(اللاب توب).. بيفاجي ك وا قول لك ا يه را يك فى حاتم وردت عليه با نه شاب ظريف وطموح فقال لها المفاجا ة الثانية ا نه ا كد علي لما وصلته ا ن ا فاتحك فى موضوع الزواج.. وبلاش من الراجل العجوز اللى هو ا نا.. ده شاب فى سنك ومناسب لك جد ا.. بس طبعا دخله على قده.. بس له دخل تانى.. يمكن بالتعاون يبقى لكم بيت كويس. فقالت (سمية).. بس الموضوع مش كبير ا و صغير.. ولا دخله بالمي تا.. وا نا دخلى بالا لوف.. الموضوع حاجة تانية خالص خصوصا ا نتى تقدمت للعمل ب(ميكروسوفت).. وا جريت كل الاختبارات والمفروض ا ن ا وقع العقد فى خلال ا يام.. وحيكون عملى فى مصر وفى منطقة الشرق الا وسط.. يعنى ا نا دلوقت فى ا ولى خطواتى لتكوين ذاتى بحق وحقيقى. يعنى ا ى تغيير فى شكلى الاجتماعى وخاصة الزواج.. حيكون عبء مش ا ضافة. فقال دكتور (شادى).. يعنى الراجل دلوقت عبء على المرا ة. ردت عليه (سمية).. متبقاش حساس وتاخدها بالشكل ده! ا نا برضه ا نسانة.. وياما عشت ا يام ا ا حلم با نى ا كون زى سميحة مع صلاح فى فليم الوسادة الخالية.. ولا زى منى مع ا حمد فى فيلم ا غلى من حياتى.. وزى.. وزى وزى ا ى بنت!!.. بس ا جد نفسى ا صحى تانى يوم.. عمالة

ا جرى بدور على الواقع اللى عايزة ا حققه فى حياتى.. وعلى قد ما كنت با بقى فرحانة وا نا عايشة فى الا حلام دى.. على ا د ما كنت ا لوم نفسى بعديها ا و استهيف نفسى من الخيالات دى. تعرف يا دكتور.. (نبوية) فى حياتى دى.. وهى ا مى.. وكانت نزوة لا بوها (عبد المجيد) ا فندى.. وغدر وقسوة من (طه) وهو زوجها.. وعطف وشفقة من الا ستاذ (محمد) وهو ابن عمها اختار لى واحد من الثلاثة يصلح ظل رجل.. ما دامت الست هى اللى محتاجة له.. حتى لو ا نت.. اختار لى واحد غير نزوة.. ولا غدر.. ولا شفقة. وسكتت برهة.. وقالت متزعلش منى.. الراجل هنا فى داخله الراجل الشرقى مهما ا تعلم ا و لبس.. عايز اللى توضب البيت.. وتستنى راجلها وا يدها على خدها.. مش فى ا يده. شادى: نزوة.. وغدر.. وشفقة طيب والحب. سمية: طيب.. ما هو.. ا نا بحبك.. ومتا كدة ا نك بتحبنى.. لكن معرفش ليه قتلة الحب كثيرون فى هذه الا يام وا ولهم اختلاف صورة تحقيق الذات عند المرا ة.. والا مان اللى ا صبح مفقود فى هذا الزمن. وهنا قال الدكتور(شادى).. ياااه.. د.. ا نتى شايلة من الرجالة قوى.. مع ا نك لسه معترفة بان اللى ساعدك

برضه راجل وهو ا نا وكمان لا تنسى ابن عمك (عادل)... فقاطعته.. ا نت كنت بتتواصل معايا علشان نجاحك فيى مش علشان نجاحى لذاتى علشان بيحصد من نجاحى.. ف (عادل).. ا ما...... حتى الشركة اللى حشتغل فيها كان وليس علشان نجاحى لذاتى.... مش علشان تحقق لى ذاتى ا نت عندك الدكتورة (سهير القلماوى).. بالتزاماتها غدر ا ب.. بغدر بهما. فقالت له.. قبلتنى علشان ذاتها فقال الدكتور (عاي شة عبد الرحمن).. (شادى).. ولا الدكتورة هما حققتا ذاتهما وهما فى ظل ا سرة (سمية).. دول لم تعيشا فى ظل ولا فى مصاحبة زوج يمن عليهما وهنا شعرت با نها تتحاور معه تحاور الا نداد سقطت فوارق السن بينهما بالحنين ا ليه يوما...... ا ى كلفه ا و...... شوف يا ا و وقد وشعرت بل بالحب الحقيقى الذى لا تستغنى عنه فقالت له بعد ا ن ا سقطت ا ى ا لقاب. (شادى).. زرعته جوه ا فكارى ا تنفس ا نا مش حعرف ا فكر غير بعقلك اللى.. ا لا بعد الهوا ما يمر عليك ا و ا نا بعيدة عنك من جديد.. ولا ا حب غير قلبك الكبير...... ا نت عملت كل حاجة فيه ولا سواء ا نت قريب منى شكلتنى.. وا عطيتنى الفرصة لا ظهر ما بداخلى لا ن جذورى ما عملتنيش (عبد المجيد) ا مى ا فندى.. والثقافة اللى ا نت غذتنى بيها وا لا كانت عملت جدى اللى عملنى النشا ة التى ربتنى عليها.. ولا ا نكر ا ن الجذور

كانت دافع ا من الدوافع.. بس برضة ا مى هى التى زرعتها.. حتى ندالة ا بويا معانا خبتها عنى وعن ا خويا علشان لا تتغير المثل ا و القدوة ا مام ا عينا.. لكن الثقافة اللى ا نت ا عطيتها لى سواء بشكل مباشر ا و غير مباشر.. واللى وجهتنى علشان ا خدها من كل احتكاكاتى بالناس.. هى دى اللى صنعت (سمية). وانتهى الحديث بفتور لم يسبق ا ن كان بينهما.. وجلس (شادى) يفكر فى المثل الذى طالما سمعه بين ا هله وعشيرته.. ا لا وهو (ضل راجل.. ولا ضل حيطة).. وهل فقد هذا المثل معناه.. وا ن كان قد تغير.. ف ا لى ماذا.. قد تغير على اعتبار ا ن الحيطة ممكن تميل فى يوم من الا يام ولكن تذكر ا ن هذا الميل قبل ا ن تكون الحواي ط المسلحة.. وقبل ا ن ينزع التسليح من وجدان الرجال.. وهى خلق الديانات السماوية.. بغض النظر عن صلاته وزكاته وحجه. وتذكر كلمة قالتها فى يوم الا يام ا نها سوف تتزوج فى حالة واحدة فقط.. عندما تشعر بحنينها ليكون لديها طفل.. وبعد ا ن يحضر الطفل.. ليس هناك شىء مهم.. غير ا نى سوف ا س لح ة بخلق ديننا السمح.. حتى يكون رجل وحيطة.. ليس لزوجته فقط.. بل للبشرية جمعاء.

السلام الثانى عندما يجد المرء ذاته.. فا نه.. يضع قلبه تحت قدميه.

كان الدكتور (شادى) يقضى يومى الخميس والجمعة فى منزله بمصر الجديدة.. ا ما باقى الا يام فا نه يتواجد بالزقازيق حيث المستشفى التابعة لوزارة الصحة صباح ا.. وفى المساء يواظب على عيادته حيث ا ضاف بعض زملاي ه الا طباء المتخصصين فى ا مراض ا خرى بعد ا ن قامت (سمية) من قبل با ضافة الشقة المجاورة وا صبحت العيادة ا شبه بمستوصف صغير به بعض التخصصات. وفى يومى الخميس والجمعة حتى منتصف يوم السبت كانت حياته شبه روتينية فى المواظبة على دراسته للبيانو بمعهد الموسيقى وحضور حفلات الا وبرا والتنقل بين الفنادق الكبرى مع بعض الا صدقاء. وبعد ا ن حضر حفل زفاف ا حد ا صدقاء العاي لة بفندق شيراتون مصر الجديدة.. غادر الفندق فى الساعة الثانية صباح ا.. وما ا ن ا خذ طريقه بشارع العروبة.. حتى فو جي بسيارة ا مامه تخرج عن الطريق وتصطدم بالرصيف لتتجاوزه وتنقلب داخل الحديقة التى تتوسط الطريق.. ولكنه توقف بسيارته بسرعة هو وبعض السيارات المارة فى نفس التوقيت.. وبمعاونة الجميع ا خرجوا سيدة فى مقتبل الثلاثينيات وهى مدرجه بالدماء.. فا سرع بها ا لى سيارته وقاد سيارته بسرعة ا لى مستشفى النزهة المجاورة للمكان. وبسرعة ا دخلوها غرفة العمليات وهى فاقدة الوعى تماما.. وقد دخل مع الا طباء الغرفة بعد ا ن عرفهم بنفسه.

وفى داخل غرفة العمليات قام الا طباء بعمل اللازم.. حيث كانت مصابة بكسر فى ذراعها الا يسر.. وجرح قطعى فى فخذها الا يسر وفى جبهتها. وقد دخلت المستشفى باسمه حيث لم يكن يعرف لها ا ى هوية ا و اسم.. ولكنه يعرف تماما مسي ولية ذلك.. وبعد ا ن انتقلت ا لى غرفتها بالمستشفى.. ذهب مسرعا ا لى سيارتها فى مكان الحادث ليبحث عن ا ى شىء ليتعرف على شخصيتها.. ولكنه للا سف لم يجد ا ى شىء بالسيارة غير رخصة السيارة التى وجدها فى شماسة السيارة.. ا لا ا نه لم يجد شنطة اليد الخاصة بها.. كما وجد بعض الا سلاك خارجة من تابلوه السيارة وظاهر جليا ا ن الراديو قد سرق بعد الحادث.. وعلى بعد خطوات وجد شنطة حريمى ملقاه فى الجنينة ولكنه عندما فتحها لم يجد بها ا ى شىء سوى علبة بودرة وصباع ا حمر شفايف.. وقد استاء من هذا الذى حدث. المهم ا نه وجد ما يستدل على شخصيتها فى رخصة القيادة من اسم وعنوان وقرا الاسم بالبطاقة مذكور (عطيات السيد عوض) وا ن العنوان بنفس منطقة الشيراتون. فتوجه ا لى العنوان وكانت حوالى السادسة صباحا والنصف وكان مجهد ا بسبب المجهود الذى بذله طوال الليل حتى الصباح.. وعند وصوله العمارة المذكورة فى العنوان بحث عن البواب الذى استيقظ على نداءات

الدكتور (شادى) وعندما سا له عن السيدة عطيات ا خبره البواب ا نه لا توجد ا حد فى العمارة بهذا الاسم ولكن بعد ا ن وصف له الدكتور (شادى) الملابسات التى يسا ل بها عليها ووصف له السيارة وماركتها ولونها.. قال له حارس العقار.. ا ه تقصد مدام (سكر) الرقاصة. وقد تا كد الدكتور (شادى) بعد ا ن وصف الحارس شكل مدام (سكر).. وعرف ا نه اسم الشهرة ا و اسم العمل.. وقال له الست (سكر) هانم ساكنة لوحدها ومعاها بنتها (شاهيناز) وا ن ا توبيس المدرسة بيمر الساعة السابعة.. يعنى لسه لم تغادر المنزل. وعلى الفور تسلق السلالم للدور الا ول حيث تسكن (سكر) هانم وطرق الباب لتفتح له ابنتها وهى بملابس المدرسة. وبعد ا ن قدم الدكتور (شادى) نفسه وا خبرها بلباقة موضوع الحادث.. وقد قام بطما نتها وهدا من روعها حيث انهارت وبكت وا صابها الانزعاج من الخبر. ا خذها معه فى سيارته ليتوجها ا لى المستشفى وهى فى نفس المنطقة.. وطلب منها الهدوء عندما يدخلان الغرفة وجلسا فى الغرفة وكانت مدام (سكر) فى حالة نوم عميق. ا خذ الدكتور (شادى) مجلسه بجانب (شاهيناز).. وجلس يسا لها بعض الا سي لة حتى يشغلها عن حالتها المضطربة وعرف منها ا نها فى مدرسة الليسه بمصر الجديدة وا نها فى المرحلة الا عدادية.. وداعبها.. ا نتى شكلك يقول ا نك فى الثانوى.. ولو مش لابسه لبس المدرسة ا قول

ا نك طالبة فى الجامعة.. وظلا يتجاذبان ا طراف الحديث.. ا لى ا ن دخلت الممرضة للتا كد من المحاليل المعلقة لمدام (سكر). وهنا استيقظت مدام (سكر).. لتنظر حولها باستغراب وتقول مين اللى جابنى هنا.. وا نا فين.. وهى لا تتذكر غير ا ن سيارة دفعتها لتلقى بها فى جينينة الطريق. وسارعت (شاهيناز) با لقاء نفسها عليها بحنان وقالت الممرضة موجة كلامها ل (سكر) هانم.. ا نتى تحمدى ربنا ا ن ربنا نجاكى.. ولولا الراجل الطيب ده (مشاورة ا لى الدكتور شادى) ماكناش نعرف كان ا يه اللى حايجرى. وقص عليها الدكتور (شادى) ظروف وملابسات الحادث.. وطما نها على ما تم لها من الناحية الطبية وقد شاركه طبيب المستشفى الذى تصادف مروره فى نفس الوقت. وسا لها الدكتور (شادى) ا ذا كان يمكنه الاتصال با ى شخص من الا قارب ا و زوجها.. ولكنها ا جابته با نها مقطوعة من شجرة وغير متزوجة وليس لها ا لا ابنتها وهنا شعر (شادى) بالحرج لها ولكنها واصلت كلامها متساي لة عن الشطنه لا نها تريد الموبايل للاتصال.. فا جابها الدكتور (شادى) قاي لا.. كويس ا نى لقيت رخصة العربية علشان ا ستدل على العنوان واتصل ب(شاهيناز).. ولاد الا بالسة كانوا عاملين زى الغربان.. لم يتركوا شيي ا على حاله.. يعنى نفضوا العربية والشنطة.

فتساءلت (سكر).. على االله ما يكونوش فتحوا شنطة العربية وخدوا البدلة وعدة الشغل.. ثم التفتت ا لى شاهيناز وقالت لها.. اطلبى عمك (عبده) يجى بسرعة.. و(عبده) هذا.. قد فهم (شادى) من سياق الحديث ا نه مدير ا عمالها. وهنا شعر (شادى) بتعاطف شديد لهذه الا سرة الصغيرة وشعر كا نه مسي ول عنهم وقال: شادى: لو فى ا ى خدمة ا قدر ا قوم بيها.. ا ى فلوس.. ا ى اتصالات. سكر : شكر ا يا دكتور.. ا حنا تعبناك معانا قوى.. ربنا يقدرنى وا سدد لك الجميل. شادى: متقوليش كده. سكر : عبده شغال معايا.. وانا.. ح.. ا كلفه يعمل كل حاجة.. وكتر خيرك.. بس خد معاك شاهيناز وصلها للمدرسة. شاهيناز: لا.. ا نا مش حسيبك. سكر : انتى سمعتى ا ن الدكتور قال ا نى حخرج النهارده بعد ما يغير لى على الجرح.. ا هم حاجة عندى ا نك متغبيش يوم.. يعنى لما ترجعى من المدرسة.. حكون فى البيت ا ن شاء االله. وبعد ا ن سلم على (سكر) خرج (شادى) ومعه (شاهيناز) بعد ا ن ا قنعها بسماع كلام ماما.. وركبا السيارة سويا. شادى: ماما بتحبك قوى ونفسها تكونى ا حسن واحدة.

شاهيناز: على قد ما بحب الدراسة والمذاكرة.. لكن بكره المدرسة والناس اللى فيها. شادى: ليه. شاهيناز: بعض زملاي ى من اللى معايا حقودين ومعرفش ليه داي ما بيضيايقونى!! شادى: علشان ا حلى منهم. شاهيناز: لا حلوة.. ولا حاجة.. بس همه عايشين فى تخلف. وشعر الدكتور (شادى) ا ن هناك مشكلة متسببة فى ذلك.. فلم يسترسل معها فى الحديث.. فسار يحادثها با حاديث بعيدة عن المدرسة والدراسة وبعد ا ن ا وصلها المدرسة ذهب ا لى ا حد المحلات واشترى موبايل وخط.. ثم عاود الذهاب ا لى المستشفى.. حيث ذهب ا لى مدام (سكر). شادى: ا نا.. ح.. ا سلفك موبايل لغاية لما تشترى واحد. سكر: مش ممكن كرمك ده.. ا نت (جانتى) قوى يادكتور. شادى : ا نا جايبه علشان ا طمن عليكى يا ستى لما تخرجى.. ولا مش عايزانى ا طمن عليكى. سكر:.. ا نت ا خ بصحيح ولو ا خويا مش حيعمل كده....... شادى : عموما لا تحملى هم الغيار ا بقى ح ا نا ا جى وا غير لك على الجرح ومفيش داعى تيجى المستشفى تانى.

وقد تبادلا كلمات المجاملة.. وا رقام الموبيلات.. وودعها عاي دا ا لى الزقازيق.. وفى الطريق فكر فى ا مر هذه الا سرة الصغيرة.. ا ن كثير ا من البيوت تحمل ا سرار وا نشغل طوال الطريق بكلمات وكيف ا نها (شاهيناز).... غير منسجمة مع زملاي ها بالمدرسة.. هل وقال لنفسه.... لا نها تتميز عن زميلاتها من حيث الشطارة والجمال ا م ا ن مهنة والدتها تسبب لها ا حراج ا وسط زملاي ها.. ا م ا م.. وا ثناء عمله فى العيادة فى اليوم التالى لم ينس دكتور (شادى) ا ن يتصل ويطمي ن على مدام (سكر).. كما اتصل ب(شاهيناز) ليخبرها عن نوعية الطعام الذى تتناوله والدتها.. كما ا فهمها عن الا دوية ومواعيدها. وفى اليوم التالى ظلت (شاهيناز) تطلب دكتور (شادى) مرات للاستفسار عن الا دوية.. وكانت تنتهز ا ى فرصة حين تشكو والدتها من ا ى ا لم.. وتا خذها حجة للاتصال به.. لقد كانت سعيدة بظهور شخص مثل الدكتور (شادى) للاهتمام بهما.. صحيح عم (عبده) يعتبر هو خادمهم فى كل شىء من شراء متطلبات ا و قضاء ا ية مصالح والتعاقدات على الا فراح والمناسبات.. لكن الدكتور (شادى) شىء ا خر فهو متطوع بوازع العاطفة تجاههم وكانت سعيدة وهى تناديه بكلمة (ا ونكل شادى) وشعرت عندما انهارت فى البكاء عندما شاهدت والدتها

وهى ناي مة على السرير وملفوفة بالضمادات.. ا نه قريب منها جد ا عندما احتضنها وربت على كتفها وا خرج منديل ورق من جيبه ليمسح دموعها.. كانت (شاهيناز) محتاجة لهذا الشعور من شخص يكون بمثابة والد لها.. لقد احتاجت ا لى من يفعل ذلك فى مواقف كثيرة سابقة.. ولكنها كانت هى التى تجفف دموعها بنفسها.. لقد شعرت بالمنديل عندما كان يمسح دموعها وكا ن هذا المنديل عقد من الياسمين يمر على عينيها ووجناتها. ذهب (شادى) بعد يومين ا لى منزل (سكر) وذلك عند الظهيرة.. حتى يتمكن من العودة ا لى عيادته مسا ء وا ثناء ا جراء الغيار على الجرح.. دخلت (شاهيناز) من المدرسة.. وما ا ن دخلت حتى ا جهشت بالبكاء. سكر : مالك يا شاهى.. خير.. جرى ا يه شاهيناز: الناظرة ذنبتنى النهاردة من بعد الفسحة وا دتنى فصل ثلاث ا يام ولن ا حضر للمدرسة ا لا بولى ا مرى. شادى: ليه. شاهيناز: (ناظرة ا لى والدتها) البنت السخيفة اللى ا سمها (دلال) اللى فى الفصل الثانى.. سخفت معايا.. قمت مديت ا يدى عليها. سكر : سخفت يعنى ا يه.. عملتى ا يه ا هو كده شاهيناز:.. سخفت وخلاص. ولم تفصح ورفضت الا جابة.. فى البكاء. وقد زادت

شادى: طيب قومى اغسلى وشك وبلاش عياط.. وا نا يا ستى حاجى معاكى للمدرسة وا شوف ا يه الموضوع. وفجا ة انقطعت الدموع من عينى (شاهيناز) وعلا وجهها ارتياح مشوب بابتسامة رضا.. واقتربت من (شادى).. (ثم لتضع را سها على صدره.. ا نا متشكرة ا وى يا بابا.. سكتت برهة وقالت) كلمة بابا وحشانى. ممكن ا قولك يا بابا على طول سكت الجميع.. (شادى) ليقطع هذا السكوت... شادى: فى حد طايل يبقى ا ب لا مورة زيك وا يه واخدك كده كمان عروسة جاهزة. وما كان من (شاهى) ا لا احتضنته لتقبله فى وجنتيه.. وقبلها (شادى) فى جبهتها.. وربت على كتفها ومدت (سكر) يدها لتمسك يبد (شادى) والذى كان على مقربه من جلستها.. وذلك لتقبل يده بحنان.. وتقول له.. ا نت راجل عظيم. ومع بداية الا سبوع ذهب الدكتور (شادى) مع (شاهى) ا لى المدرسة فى الصباح للوقوف على المشكلة كانت (شاهى) فى حالة زهو وهى ساي رة بجانب الدكتور (شادى).. وكا نها تريد ا ن يراها كل زملاي ها وهى تسير معه.

لقد كانت تشعر بشعور ا خر تماما عندما كانت تحضر مدام (سكر) معها ا لى المدرسة. وبعد ا ن دخل الدكتور (شادى) ا لى مكتب ناظرة المدرسة وبصحبته (شاهى).. وجلس ا مام ناظرة المدرسة. شادى: تسمحى با ن شاهيناز تقعد. الناظرة: ا مال فين مدام سكر. شادى: ا نا الدكتور (شادى كمال) بمستشفى الزقازيق.. وولى ا مرها.. ومدام (سكر) بتعتذر لا نها عملت حادثه ومتجبسة وراقدة فى السرير. الناظرة: (بدون ا ن تجامل شادى با ى كلمة) شاهيناز عملت عمله.. ماتستاهلش ا نها تقعد.. لا نها مش محترمة.. علشان تضرب زميلة لها بالقلم.. وبسو الها رفضت تجاوب عن ا ى شىء. شادى: (وقد نظر ا لى شاهى) ا يه السبب يا شاهى.. ضرورى تقولى وا لا يبقى شكلك وحش. شاهيناز: (وهى تنظر ا لى شادى تارة والناظرة تارة.. وقد تجمدت الدموع فى عينيها).. عايزين تعرفوا ليه!.. وتعرفوا مين اللى قليل الا دب.. (دلال) وبدون مناسبة وا حنا واقفين مع بعض الزملاء.. نظرت لى باستخفاف وقالت.. مش حتبطلى حركات.. الهشك.. بشك.. (وقد قلدت حركات دلال بكتيفها وصدرها).. (ثم انهارت بالدموع وكا نها لم تبك من قبل).

شادى: تسمحى بخروج شاهى بره دلوقت (محادثا الناظرة) وقد نظر ا لى ناظرة المدرسة وهو فى حالة استياء).. واستطرد قاي لا.. ا ظن دلوقت ا تعرف السبب.. وا ظن ا ن العمل فى الفن مش عيب.. ا حنا مش فى ا فغانستان.. ولا ا يران.. ا حنا فى مصر وحضاراتنا على مدى سبعة ا لاف سنة بتقدر الفن والفنانين.. وا حنا الكبار مفروض علينا ا ن نقوم بتوعية ا ولادنا.. ونهضم الا مور اللى زى دى ونحتضن ولادنا وبناتنا. الناظرة: (وبعد ا ن سكتت برهة) ا نا شاكرة للمصداقية وتفنيدك للموقف. شادى: (مقاطعا).. يا ريت بكرة فى نفس الميعاد ا قابل ولى ا مرها ويكون عند حضرتك فى المكتب.. علشان ا فهمه الموقف وا عتذر له عما بدر من شاهيناز. الناظرة: ا تفضل حضرتك وسيب لى شاهيناز.. ا نا.. ح.. ا بعت ا جيب (دلال).. وا عالج الموقف. خرج (شادى) من المدرسة ليتجه ا لى المستشفى بالزقازيق وقد تكلم مع مدام (سكر) فى الموبايل ليطمي نها على الموقف.. وقد عزم نفسه على الغداء مع ميعاد الغيار على الجرح بعد يومين. وعند عودة (شاهيناز) فى باص المدرسة.. دخلت على والدتها بالمنزل وهى فى حالة معنوية مرتفعة.. وهى

تلف حول نفسها متراقصة.. وتقول لمدام (سكر).. بابا خدلى حقى.. ولتحتض والدتها.. وتقول لها: شاهيناز: كان نفسى تشوفينى وا نا داخله مع بابى المدرسة.. ولا لما خرج من عند الناظرة.. وندهت لى.. وقعدتنى.. ا يه المعاملة دى عمرها ما عملت معايا كده.. كانت حنينة خالص.. (ثم سكتت وقالت) على فكرة.. ناظرتنا دى طيبة قوى.. بس ا يه.. الفضل يرجع ل.. (بابى). سكر: طيب يا نمرودة.. ربنا يخلى ليكى بابى بتاعك.. يعنى ا نا لما كنت بروح معاكى.. كنت ا يه.. بعبع. ثم احتضنت (شاهى) وتقول لها.. ربنا يخلى.. ليكى بابى. شاهيناز: يخليه لينا.. ا نت ناسيه عمل معاكى ا يه.. وحنيته فى كل موقف معانا. لقد دبت فى وسط هذه الا سرة الصغيرة روح جديدة.. وشعور بالا مان.. وكا نهما كانا مفتقدين لهذا السند المتربع فى قلوبهم ومتربع على العرش.. رغم عدم تواجده بصفة داي مة.. ا لا ا نه مثل لهما شيي ا كبير ا كانا فى احتياج له.. كان دور عم (عبده) فى حياتهما دور من يقوم بخدمتهما با جر.. وقد يحتاج هو لهما ا كثر من احتياجهما له.. ا ما الدكتور (شادى) فهو دور معنوى هام فى حياتهما. كما كان ا حساس (شادى) با نه سند لهذه الا سرة الصغيرة وليس عبء كما شعر فى وقت ما فى حياته مع (سمية)..

رغم ا نه هو الذى صنعها.. لقد ا سعده هذا الدور والذى لم يشعر به مع والدته والتى كانت هى المسي ولة عنه حتى وهو فى مثل هذا السن.. ا و مع (سمية) التى انطلقت ا لى عالم تحقيق الذات متخطية كل الحواجز.. حتى مع من ساندها لقد شعر برجولة المسي ولية تجاه ا شخاص ا سلموا لهم ا نفسهم.. وشعر ساعتها ا نه كم من الا سر تحتاج مثل هذا الدفء وهذا الا مان.. وقد وجدا الغدر ل (سمية) ومن هم على شاكلتها الاجتماعية. وفى الميعاد المحدد ذهب الدكتور (شادى) لتناول الغداء عند مدام سكر وجلس هو و(سكر) و(شاهى) حول الماي دة. شادى: ا يه كل الا كل ده.. والمحمر والمسبك.. ا مى معودانى على الخضار السوتيه واللحمة المشوية.. لكن قصاد الا كل ده.. ضرورى ا شمر كمامى.. وا غوص. سكر : (مازحة) ما ا نت كمان ضعفان يا حبة عينى. شادى: تسلم ا يدك يا (سكر). شاهيناز: تسلم ا يادى.. دادة ا م يوسف. سكر : بس.. يا مضروبة.. هو ا نا باخلى ا م يوسف تحط ا يدها فى ا كل وا نا موجودة. شاهيناز: عموما بابى مش غريب.. نخليها المرة دى دادة سكر.. بلاش داد ا م يوسف. (يضحك الجميع لتعاود الكلام) ا نا.. ح.. ا كل بسرعة علشان الحق درس العربى.. ا صل مستر العربى.. عامل

فيها.. فله.. وموضب مواعيد المجاميع ورا بعض لغاية الساعة واحدة بعد نصف الليل. شادى: خدى دروس زى ما ا نتى عايزة.. بس مادة العلوم (الساينس) ا نا اللى حشرحها معاكى.. عيب يبقى بابى دكتور.. وتاخدى دروس برة.. والسنة دى شهادة الا عدادية. تذهب (شاهى) لترتدى ملابسها بسرعة لتذهب للدرس الخصوصى.. تقبل (شادى) فى وجنته وتقول ربنا يخليك لى يا بابى.. وتودع مدام (سكر) وتقول بصوت عا ل سعيدة يا دادة ا م (يوسف).. (وتنظر لوالدتها) تسلم ا يديك يا دادة. سكر: (وهى مبتسمة).. ا مشى.. فارقينا.. جتك ضربة (ثم تنظر ا لى شادى).. ا نت متعرفش عملت ا يه فى (شاهى).. روحها.. وحياتها اتغيرت.. وحلت عليها سعادة كانت مفتقداها.. ونظرتها اتغيرت للدنيا. شادى: شوفى يا (سكر).. كل ده كويس.. بس يمكن يكون مسكن زى الا سبرين.. ربك رب قلوب وعالم بما فى النفوس.. لكن فيه ناس ربيبة الشيطان.. ودول كتير.. مش قليل!!.. عالم غادة الكاميليا.. لم يتغير.. الفارق مع التشبيه طبعا.. بنتك محتاجة لحاجة تانية.. محتاجة للتغيير.. علشان تنطلق بدون عقد. سكر : يعنى ا يه.. ومين غادة.. دى ومين كاميليا ا نا ما ا عرفش غير الست ا م غادة.. العالمة. شادى: ا هى واحد عاملة زى الست ا م غادة.. العالمة

ولما حبت ترجع عن شغلتها دى.. العالم اللى حواليها لم يغير من ذاكرته لها. سكر: واالله وما ا نا فاهمه حاجة.. المهم شادى: ا نا عارف ا ن ما شاء االله ا نتى تقريبا راقصة مصر الا ولى.. ودخلك مش قليل.. يعنى دخل ا سبوع من شغلك ممكن يكفيها تدرس بالخارج سنة وتكمل شهادتها برة.. ويمكن كمان تكمل الدارسة الجامعية برة. سكر: تسافر برة.. ا نا ا قدر ا ستغنى عنها يوم!.. دى الحاجة الوحيدة اللى فى حياتى. شادى: علشان كده ضرورى تضحى شوية.. ويا ستى الطيران قرب المسافات.. ا هى فى حضنك فى الا جازات يعنى عيشتها معاكى هنا.. عبارة عن.. ا نك بترجعى من الشغل فى الفجر.. وهى تنزل المدرسة وا نتى نايمة.. وبترجع وا نتى برضه يا نايمة.. يا نص صاحية.. وبعدين تنزل تلف على الدروس.. وا نتى تنزلى الشغل. يعنى وصلة الهمز بينك وبينها دادة ا م يوسف.. ا و عم عبده.. ولا دى مش الحقيقة. سكر: (وقد سالت الدموع من عينيها).. عندك حق.. لكن ا كل العيش عايز كده.. ولا ا خدها وا قعد على باب السيدة.. فى البداية كان شغلى علشان ا حقق