د- د- د- د- A-PDF MERGER DEMO الرقم التسلسلي:... مذآرة تخصص:أدب عربي مقدمة لنيل شهادة الماجيستير فرع:أدب عربي قديم إعداد الطالبة: حياة بوعافية إشراف ا

Transcription

1 د- د- د- د- A-PDF MERGER DEMO الرقم التسلسلي:... مذآرة تخصص:أدب عربي مقدمة لنيل شهادة الماجيستير فرع:أدب عربي قديم إعداد الطالبة: حياة بوعافية إشراف الدآتور: مصطفى البشير قط تاريخ المناقشة:... ا مام لجنة المناقشة المكونة من: ا ستاذ محاضر.فتحي بوخالفة ا ستاذ محاضر.مصطفى البشير قط ا ستاذ محاضر.محمد زهار ا ستاذ محاضر.خيرالدين دعيش من جامعة: المسيلة من جامعة: المسيلة من جامعة: المسيلة من جامعة: سطيف ري يسا مشرفا ومقررا ممتحنا ممتحنا الجامعي: 2009/2008 الموسم

2 مقدمة: الا دب العربي لقد م ر بعد ة مراحل عبر مختلف العصور العباسي الذي شهد تحولا مميزا وتطورا ملحوظا في كل ا الات لاسيما الطريق اللثام في تلك ابتدا ء بالعصر الجاهلي ا لى غاية العصر ا ال الا دبي الذي ينير لنا ويساعدنا على الكشف عن وجه من ا وجه الحضارة وما هذا البحث سوى محاولة لا ماطة وا ظهار بعض الجوانب الخفية ومحاولة لتسليط الضوء على مظهر من المظاهر المتواجدة والمشاهدة الفترة من العصر العباسي ا لا وهو الاغتراب وذلك من خلال شعر ا بي العلاء المعري الذي يع د ظاهرة فريدة من نوعها خاصة وا ن هذا الموضوع ا ي موضوع الاغتراب في شعر المعري حسب علمي-لم يتناول بالد راسة من قبل رغم كثرة الدراسات حول هذا الشاعروشعره هذا من جهة ومن جهة ا خرى فقد جاء هذا البحث وفي مجال الشعر بالذات دون النثر وهذا ما يعكس حبي للشعر وشغفي داي ما به ومحاولة الاستماع والاستمتاع به. لهذه الا سباب الكبير ا تجهت ا لى دراسة موضوع الاغتراب في شعر ا بي العلاء المعري وقد طرحت جملة من التساو لات تشكل جوهر ا شكاليته وهي: -ما معنى الاغتراب وهل هو ا ي- الاغتراب- في العصر العباسي جديد ا م قديم وما هي ا هم الدوافع التي ساعدت على ظهور الاغتراب في القديم مكانيا هذا العصر ما هي ا هم ا نواع الاغتراب في الشعر العربي ما هي ا هم الدواعي التي حملت المعري على الاغتراب زمانيا واجتماعيا وسياسيا وكذا وكيف تجلى كل نوع في شعره وما مدى تا ثير هذه الا نواع فيه وما موقفه منها كيف تجلى الشوق والحنين في شعره وما هي ا قسامه وما هي بواعثه. -كيف تعامل مع غربته با نواعها وما هي الطرق والوساي ل التي لجا ا ليها للتخلص من هذا الا خير ا و التخفيف من حدته كيف سخر لغته لهذا الموضوع وكيف ع بر عنه والا جابة عن هذه الا سي لة شكلت بدورها هذا البحث الذي سار وفق خطة تمثلت في: تمهيد ضم المنهج الموضوعاتي باعتباره المنهج المتبع في الدراسة وجاءت فصول البحث كالا تي: الفصل الا و ل تحت عنوان مفهوم الاغتراب وا نواعه وجذوره في الش عر العربي القديم فهو بذلك يحمل ثلاثة عناصر كل عنصر منها يشرح ويفسر نقطة معينة من العنوان لهذا الفصل. ففي العنصر الا و ل تناولت مفهوم الاغتراب طواي ف من العلماء متمثلين في ا هل الد ين والا دباء وعلماء النفس والفلاسفة. في ا ال اللغوي والاصطلاحي الذي ظهر عند أ

3 ا ما الجزء ا و العنصر الثاني فقد خص ا نواع الاغتراب التي عانى منها الا نسان عموما من مثل الاغتراب الزماني والمكاني والاجتماعي والسياسي وغيرها. وبالنسبة للعنصر الثالث ضم جذور الاغتراب في الشعر العربي ومنذ العصر الجاهلي ا لى غاية العصر العباسي هذا العصر الذي توقفت عنده لا ن ه المعني بالد راسة ففيه ظهر شاعرنا وعانى من الاغتراب با نواعه المختلفة. هذا عن الفصل الا و ل ا م ا الفصل الثاني فقد ضم الاغتراب الزماني في شعر المعري حاولت فيه تسليط الضوء على هذا النوع وا ن كان مختصرا معرجة ا لى لفظة الزمان ا و موضوع الزمن ا و الد هر ونظرة الناس ا ليه وما موقفهم منه. هذا ك له في توطي ة كانت قبل التحدث عن عنصرين مهمين في هذا الفصل كانا ا ساس الاغتراب الزماني عند شاعر المعرة ا بي العلاء ا لا وهما الشاعر وا حداث الزمان الذي يع د موضوعا كغيره من الموضوعات التي عالجها المعري وا بدى را يه فيها وهذا ما كنا داي ما نستشفه في ا شعاره ا ذ ا بدى لنا موقفه من الزمان الذي كواه بحوادثه ونوازله حتى م ل العيش متمنيا بذلك الموت والخلاص من هذه الحياة التي هي كلها في نظره تعب وهم وحزن. ا ما العنصر الثاني فهو الشاعر والموت فقد كانت هذه النقطة بارزة في شعره لقد ا من المعري ذه الحقيقة بعد ا يمانه بال له. وف ضل الموت على العيش في هذه الدنيا التي تحمل الكثير من الهموم والا لام والا حزان وكان تفضيله للموت لا سباب عديدة حاولت شرحها وتفسيرها ا كثر في طي ات البحث. وا م ا في الفصل الثالث فقد ا درجت نوعين ا خرين من الاغتراب ا لا وهما الاغتراب الاجتماعي وكذا السياسي في شعر المعري وكانت البداية في هذا الفصل بوضع توطي ة ثم تلك العناصر المتمثلة في الاغتراب عن الناس المتمثلين في النساء وا هل الدين والدجالين والا دباء. ا ما العنصر الا خر فيتناول الاغتراب عن قيم ا تمع وعاداته وا عرافه الساي دة ا ضافة ا لى الاغتراب السياسي في شعر الشاعر وفي الفصل الرابع تحدثت عن الاغتراب المكاني وقد تضمن الاغتراب عن الوطن ودواعيه عند المعري وكذا تجليات الشوق والحنين ا لى وطنه والى بغداد كما لم ا نس عنصرا ا خر في غاية الا همية وهو طرق قهر الاغتراب عند المعري وقد تمثلت في العزلة والز هد. ا م ا في الفصل الخامس وهو الا خير الذي كان تحت عنوان العناصر الفن ية في شعر الاغتراب عند المعري والذي شمل المعجم الش عري والصورة الفنية ا ضافة ا لى البنية الا يقاعية. ب

4 ثم جاءت الخاتمة الت ي كانت عبارة عن خلاصة وحوصلة لا هم الن تاي ج المتحصل عليها في البحث وكذا قاي مة المصادر والمراجع المعتمدة. وعلى اعتبار ا ن موضوع الاغتراب هو موضوع قابل للتفرع والتجزو ا لى موضوعات ا خرى فا نه تراءى لي ا ن ا تبع المنهج الموضوعاتي في دراستي فهو الا نسب لمثل هذه الد راسة لا ن ه يستوعب مواضيع فرعية تنتمي ا ليه وتنحدر منه مع اللجوء ا لى الا حصاء عند الحاجة والضرورة. وقد اعتمدت لا نجاز هذا البحث على دراسات متعددة ساعدتني في تجميع هذا الكم الهاي ل من المعلومات في هذا ا ال ومن بينها كتاب سميرة سلامي " الاغتراب في العصر العباسي القرن الرابع الهجري" وا شرف علي دعدور في كتابه " الغربة في الش عر الا ندلسي عقب سقوط الخلافة" ويحي العبد ال له في كتابه" الاغتراب" وصالح زامل في كتابه" تحو ل المثال" وفاطمة حميد السويدي في كتا ا " الاغتراب في الشعر الا موي" وريتشارد شاخت في كتابه "مستقبل الاغتراب" ومي يوسف خليف في كتا ا "ظاهرة الاغتراب عند شعراء المعلقات" ا ضافة ا لى سناء خضر في كتا ا "النظرية الخلقية عند ا بي العلاء المعري بين الفلسفة والد ين" ا ما مصدري الا ساسي في الدراسة فقد كانا ديوانا المعري سقط الزند واللزوميات ا ضافة ا لى كتب ا خرى ومعاجم ومصادر استقيت منها معلومات حول كل ما يخص المعري واغترابه. وا نا لا ا نكر في ا ن ه واجهتني صعوبات جمة ومنذ البداية سواء كانت في اختيار هذا الموضوع ا و في المعلومات المحصلة مم ا اضطرني ا لى السفر ا لى ولايات وجامعات ومكتبات ا خرى للبحث وجمع قدر من الكتب التي تحوي هذا الموضوع. كما ا ن المنهج الموضوعاتي الذي اخترته لمعالجة هذا الموضوع عند المعري كان في البداية يشكل لي غموضا وا اما خاصة وا نه لم يدرج على مسامعي فيما مضى وهو يعد من المناهج الن قدية المعاصرة التي ما زالت لم تتبلور بعد. ولكن وبفضل ال له وتوفيقه استطعت ا ن ا تغلب على الكثير من المشاكل والصعوبات التي كانت تعترض طريقي كما لا ا نسى دور الا ستاذ المشرف عل ي الدكتور قط مصطفى البشير الذي لم يبخل علي بالنصاي ح القي مة وهو الذي ا رشدني ا لى هذا الموضوع بعد حيرتي الكبيرة في اختيار موضوع محدد كما لا ا نسى كل من قد م ا لي يد العون سواء من قريب ا و بعيد فا لى كل هو لاء شكر وتقدير ومحبة وعرفان مني ا ليهم جميعا وا خر دعوانا ا ن الحمد الله رب العالمين. ج

5 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. -1 مفهوم الاغتراب: يع د مفهوم الاغتراب من ا كثر المفاهيم التصاقا دافع من دوافعه الا ساسية يختلف من ا نسان صاحبه ومعارف بالا نسان ا لى ا خر ومن مجتمع» فهو من طبيعته بل يمكن ا لى ا خر القول ا نه ذلك لا نه يتل ون بطبيعة وبا تمع وما يحكمه من ا نظمة ومو سسات وبطبيعة العصر بما يحتويه من قيم وا عراف. «وقد استخدم بطرق ي تفق الباحثون على تحديد مفهومه ومصادره ونتاي جه الس لوكية وضبابيته مختلفة ومعاني عديدة حتى ا صبح يعاني من الغموض الشديد». «نادرا ما فهم يذهبون مذاهب مختلفة في تعريفه فلا يستطيعون تحديد ا نواعه على الا فراد وا تمع فيقعون في الخلط مم ا يزيد من غموض هذا المصطلح وبالر غم من هذا الغموض الحاصل ا لا ا ن نا سوف نورد قدر الا مكان معنى الاغتراب لغة واصطلاحا ومن وجهة عربية وغير عربية لتبيينه وتحديد مفاهيمه ودلاي له عند طواي ف من العلماء. جاء مثلا في ففي مجال ال لغة ورد "لسان العرب" في المغرب والغرب: وا غربه: وتزوج في غير قبيحا» لفظ ) الاغتراب) لابن منظور في مادة غرب: في المعاجم العربية بمعنى الغربة عن الوطن فقد «. ««غربت الشمس تغرب غروبا وم غ ي ر ب ان ا: غابت الذهاب والتن حي عن الن اس وقد غرب عنا يغرب غرب ا وغر ب وا غرب وغربه ا ي نحاه والغربة والغرب الن زوح عن الوطن والاغتراب واغترب الرجل نكح في الغراي ب ا قاربه ونجد المعاني وا غرب الر جل: في نفسها "مختار الص حاح" جاء بشيء غريب وا غرب عليه وا غرب به صنع به صنعا في مادة غرب تقول:» (تغر ب) بمعنى فهو و(اغترب) (غريب) و ) غر ب ) بض متين والجمع (الغ ر باء) والغ ر باء ا يضا الا باعد و(اغترب) فلان ا ذا تزو ج ا لى غير ا قاربه وفي الحديث: (اغتربوا لا تضووا) وتفسيره مذكور في ض و ي. و(الت غريب) الن في عن البلد و (ا غر ب) جاء بشيء غريب وا غرب ا يضا صار غريبا عمر بوقرورة : الغربة والحنين في الشعر الجزاي ري الحديث ( ) منشورات جامعة باتنة (د ط د ت) ص: 13. ينظر سميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري دار الينابيع دمشق ط ص :13. صبار نورالدين: الاغتراب بين القيمة المعرفية والقيمة الجمالية مجلة الموقف الا دبي ع 355 دمشق ا تحاد كتاب العرب سبتمبر - صالح زامل: تحول المثال دراسة لظاهرة الاغتراب في شعر المتنبي المو سسة العربية للدراسات والنشر بيروت ط ص :11. ابن منظور لسان العرب الدار المتوسطة للنشر والتوزيع الجمهورية التونسية ط مادة (غرب).

6 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. وا سود (غ ر ب يب ) بوزن قنديل ا ي شديد الس واد فا ذا قلت: (غرابيب) سود كان الس ود بدلا من غرابيب لا ن توكيد الا لوان لا يتقدم و(الغر ب ) و (المغرب) واحد و( غر ب) ب ع د. ( ا غر ب ) يقال العظيمة و(غر ب ) عن ي ا ي تباعد و غاربك: ا ي اذهب حيث شي ت ويشير ) كل شيء ا يضا حده و "الا زهري". «في معجمه غربت) (الغارب ) " ذيب ال لغة" الشمس وبا ما دخل و(الغ ر ب ) ما بين السنام ا لى الغرب الذهاب والتنحي ويقال ا غربته و غربته ا ذا نحيته غرب الا مير فلانا ا ذا نفاه ا لى بلده وفي هذا المفهوم بوزن الض رب الد لو ا لى العنق ومنه قولهم حبلك على (ا ي البعد عن الوطن)». «"ا ساس البلاغة" للزمخشري: لسانه وا ني ا خاف عليك غر ب الشباب...» غ ر ب كففت من غربه ا ي يقال والغرب هو التنحي عن حد الوطن ويقال من ورمى فا غرب: ا ي ا بعد المرمى وتكلم فا غرب: ا ذا جاء بغراي ب الكلام ونوادره... وقد غر ب ت هذه الكلمة ا ي: غم ضت فهي غريبة. حدته واقطع عني غر ب وا غرب الفرس في جريه والرجل في ضحكه ا ذا ا كثر منه و ي عن الاستغراب في الضحك وهو ا قصاه...». فهذه ا ذن بعض المعاني التي وردت عن مفهوم الاغتراب في بعض المعاجم العربية ا ما ا ذا نظرنا مفهوم هذا الا خير في» بتلون المفاهيم واللغات والاتجاهات. فكلمة اغتراب ا صل لاتيني واحد هو ا لى ا ال اللغوي وعند غير العرب ا ي من وجهة عالمية سوف نجده يتعدد ويتلون (Alienation) في اللغة الا نكليزية (Aliénation) و في اللغة الفرنسية لهما (Alienation) والمتتبع لاستخدامات هذا الاصطلاح في اللغتين سيجد تماثلا كبيرا بينهما لا ن كافة الاستخدامات مستمدة من الا صل اللاتيني المشترك ولذا يمكننا الحديث عن معاني هذا المصطلح في اللغتين مع ا. «وقد وجدت ثلاث نقاط تتعلق بمعنى الاغتراب وهي: -1» قد يرتبط ا حد استخدامات كلمة اغتراب (Alienation) بما يتعلق بالملكية الرازي: مختار الصحاح تحقيق وشرح وضبط سعيد محمود عقيل دار الجيل بيروت لبنان (د ط) 2002 مادة (غرب). - ا شرف علي الدعدور:الغربة في الشعر الا ندلسي عقب سقوط الخلافة دار ضة الشرق جامعة القاهرة ط ص: الزمخشري :ا ساس البلاغة دار الكتب العلمية بيروت لبنان ط مادة (غرب). - سميرة سلامي:الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص: 32.

7 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. شخص ا خر. 2- لفظ الاغتراب بمعنى الغربة بين البشر ففعل 3- ترتبط كلمة الاغتراب بالغربة ) ( Enttremung (Alienare) يفيد معنى فتور علاقة ودية مع وهذا الاصطلاح يعني التغريب. ولكن الاغتراب في نفس الوقت مقولة غير محدودة المعالم يختلف معناها باختلاف استعمالا ا فهناك الاغتراب بالمعنى الحقوقي به «تحويل ا و نقل ملكية شيء ما من شخص وخلال عملية الانتقال الجديد «ال ذي يعد من بين ا نواع الاغتراب التي ظهرت بين الناس وقد قصد التي تتم يصبح ا لى ا خر ا و جعل شيء ما منتميا الشيء مغترب ا عن مالكه الا ول ا ذ ا لى شخص ا خر. «. مالك جديد. يدخل في حيازة المالك فا ذن الاغتراب بالمعنى الحقوقي يجعل الا نسان مغتربا ا ذا ما حصل الانتقال من مالكه الا صلي ا لى «كما تعني في الطب الاضطراب العقلي الذي يجعل الا نسان غريبا عن ذاته ومجتمعه ا ما في الفلسفة فتشير ا لى غربة الا نسان عن جوهره. «وانطلاقا من هذه الا قوال نلاحظ ا ن استعمالات الاغتراب القانون والطب والا دب. مصطلح» هذا عن الاغتراب في اللغة الفرنسية (verroussenug) تعدد لذلك نجده معناه يختلف في والا نجليزية ا ما فيما يخص اللغة الا لمانية فقد استخدم للتعبير عن النقل القانوني للملكية من شخص ا لى ا خر ولكن هذا النقل ا و الت غريب للملكية لم يكن نقلا قانونيا وا نما عن طريق السلب والسطو. واستعمل ا يضا بمعنى الاختلال العقلي ولكنه اقتصر على حالات غياب الوعي وشلل الحواس كما نجد مفاهيم ودلالات مختلفة للفظة اغتراب تعبر. «عنها مختلف القواميس الا سبانية» وهي في مجملها مرتبطة بالانتقال المكاني والبعد عن الوطن وكذا المرتبطة بعدم التوافق ا و الانسجام مع ال لحظة الا نية ا و قيم ا تمع ففي قاموس الا كاديمية الملكية (Diccionario de la real academia ) يذكر ا ن 12 - سناء خضر: النظرية الخلقية عند ا بي العلاء المعري بين الفلسفة والدين دار الوفاء الا سكندرية ط 1 (د ت) ص.98 : - - سميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص:. 32 يحي العبد االله: الاغتراب دراسة تحليلية لشخصيات الطاهر بن جلون الرواي ية المو سسة العربية للدراسات والنشر بيروت ط ص : سناء خضر:النظرية الخلقية عند ا بي العلاء المعري بين الفلسفة والدين ص: سميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص:

8 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. (exilio) الغربة هي البعد عن الوطن وا ن الغريب (exiliodo) هو المبعد عن وطنه لا سباب سياسية بشكل عام وكذلك من معانيها الن في عن الوطن والانفصال عن الا رض الت ي يعيش فيها الا نسان». ا ن جميع المعاني التي تعبر عن مصطلح الاغتراب تشترك في معنى واحد هو الانفصال والانسلاخ لكن هذا الانفصال قد يكون عن شيء ما كالملكية وقد يكون عن الا خرين وعن ا تمع وقد يكون عن ال له. ا م ا اصطلاحا فنجد مفهوم الاغتراب يحظى في الفقهاء المسلمين والشعراء والعلماء العرب منهم والا عاجم ا ذ باهتمام كبير من طرف طواي ف من العلماء متمثلة عمدوا ا لى شرحه وتحليله وتبيينه على ا كمل وجه وذلك انطلاقا من نظرة كل واحد منهم له هذا ما يجعلنا نقف عند الكثير منهم لكي نلتمس تعريفا م وا راءهم وا ول محطة نقف عندها للتعريف ذا المصطلح هم وفي هذا الصدد نلحظ اهتمام فقهاء الا سلامي وقد شغل حيزا كبيرا من تفكيرهم فقسموه» وهو الدار الت ي مشترك بين الن اس جميعا فيه هذه الا بيات: فالناس خلقوا لها ولهذا وصف ا حد شيوخ وحي على جن ات عدن فا ن ها ولكننا سبي العدو فهل ترى وا ي اغتراب فوق غربتنا الت ي وقد زعموا ا ن الغريب ا ذا نا ى فمن ا جل ذا لا ينعم العبد ساعة وقد حض الدين فناء ا و دار انتقال ا لى دار البقاء قال تعالى: علماء الدين. الا سلام به والحديث عنه وتوضيحه من وجهة نظر الدين ا لى ا نواع ودرجات هي الاغتراب عن الا وطان كلهم في الد ار الدنيا غرباء لا ن ها ليست لهم بدار مقام وليست الا سلام هذا النوع من الاغتراب با نه لا يحمد ولا يذم وله منازلك الا ولى وفيها المخيم نعود ا لى ا وطاننا ونسلم لها ا ضحت الا عداء فينا تحكم وشطت به ا وطانه ليس ينعم من العمر ا لا بعدما يتا لم الا سلامي الن اس على ا ن يتخذوا الد نيا ممر ا ولا يجعلوها مقرا ووطنا فهي دار. «ا كبر دليل على ا ن الد نيا ومن فيها فانون. ي ا قو م ا ن م ا ه ذ ه ا لح ي ا ة الد ن ي ا م ت اع و ا ن ا لا خ ر ة ه ي د ار ا ل قر ار فهذه الا ية ا شرف علي دعدور:الغربة في الشعر الا ندلسي عقب سقوط الخلافة ص : ينظرسميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص: 34. سميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص: سورة غافر/ 39.

9 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. «وقال النبي (ص) لعبد ال له بن عمر رضي ال له عنه: [كن في الد نيا ك ا نك غريب ا و عابر سبيل [ وقال علي بن ا بي طالب كرم ال له وجهه: " وا حذركم الدنيا فا ا مترل قلعة وليست بدار نجعة قد تزينت بغرورها وغرت بزينتها". وزينتها لكن الا مام الفقيه ابن رجب الحنبلي يرى ا ن الناس في الد ار الدنيا قسمان قسم وقف مع الدنيا واغتر ا وجهل معرفة ال ل ه وعظمته وا جلاله وهو لاء لا يشعرون بالاغتراب في الدنيا بل يستوحشون من ترك الدنيا وملذا ا والقسم الثاني ا من بال له حق الا يمان فاستا نس به وبذكره ومحبته وهو لاء يستوحشون من الد نيا وشهوا ا ويعيشون مشاعر الاغتراب عن الوطن الا م». وهكذا فا ن هذا الصنف من المسلمين وا هل الد ين نظروا للا نسان الوقوف عندها لا ا لا محالة الابتعاد ا و الانفصال عن الحياة سوف تزول وتنا ى عنه ا لى ا ن الدنيا دار بلاء وزوال لا يحق» واغتراب الحال وهو بالمعنى الا سلامي الاجتماعية الزاي فة الجارفة وعن الكثرة الت ي غرقت فيها ومفارقة شهوات الد نيا وملذا ا وزخارفها وهوى الن فس ومطامعها والتمسك بتعاليم الد ين الص حيح ومحاربة البدع والش بهات الت ي دخلت الا سلام وليست منه في شيء» وقد وصف الرسول كما بدا غريب ا فطوبى للغرباء] الكريم. «غربة ا هل الا سلام في ا حد ا حاديثه: ] وينطوي هذا القول على شيء من امتداح الغربة» جعل من قول الرسول مصدر ا انطلق منه الكثير من علماء الد ين ورجالاته ا ضافة بدا الا سلام غريبا وسيعود وهو الا مر الذي ا لى اغتراب الهمة وهو«اغتراب العارفين وقد عد ا على درجات الاغتراب عند المسلمين لا ن الاغتراب الا ول اغتراب بالا بدان والثاني اغتراب بالا فعال والا حوال وهذا اغتراب بالهمم فالعارفون غرباء بين المتصوفة ا صحاب المعرفة الذوقية الذين يعملون للاتصال بال له ملاحظته ا ن هذا المغترب عن كل شيء سوى ال له لا يشعر العكس من ذلك ينعم فيه بمتعة ما بعدها متعة وهذا ما يبينه قول الخلق كلهم وهم عن طريق معرفته ومحبته ومما تجدر باغترابه هذا ولا "ابراهبم بن ا دهم": " يستوحش منه بل على لو علم الملوك وا بناء الملوك ما نحن فيه من السرور والنعيم ومن لذة العيش وقلة التعب ا ذا لحاربونا على ما نحن فيه با سيافهم سميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص :24. سميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص: 30. صالح زامل : تحول المثال دراسة لظاهرة الاغتراب في شعر المتنبي ص :16. ينظر عمر بوقرورة : الغربة والحنين في الشعر الجزاي ري الحديث ص: 15.

10 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. العرب وا نشد في ذلك يقول: هجرت الخلق طر ا في هواكا وا يتمت العيال لكي ا راكا فلو قطعتني في الحب ا رب ا لما حن الفو اد ا لى سواكا كما نجد هذا المفهوم ا لى -ا ضافة علماء الد ين والمتصوفة. «- متجس دا عند ا حد الا دباء والمفكرين القدماء وهو ا بو حيان الت وحيدي الذي لاشك ا ن ه استمد ا راءه عن الاغتراب من تجربته الشخصية ومعاناته في الحياة. ويمكننا ا ن نقرا المفهوم الش امل للغربة عند ا بي حي ان الت وحيدي كتابه في "الا شارات الا لهية" حيث نجد هذا المفهوم المادي والمعنوي لهذه الكلمة في قوله :» "فا ين ا نت من غريب قد طالت غربته في وطنه وقل حظه ونصيبه من على الاستيطان!". حبيبه وسكنه!وا ين ا نت من غريب لا سبيل له ا لى الا وطان ولا طاقة به ويقول ا يضا في موضوع ا خر يحاول ا ن يعطينا صورة صادقة عن الغريب فهو يمسك ريشته ويحاول رسم هذا الغريب لكي يعطي لنا صورة صادقة عن ملامحه ومسلكه في الحياة فهو يقول: الغريب من لبسته خرقة وا كلته سلقة وهجعته خفقة والغريب من غربت شمس جماله واغترب عن حبيبه وعذاله وا غرب في ا قواله وا فعاله وغرب في ا دباره وا قباله واستغرب في طمره وسرباله يا هذا! الغريب من نطق وصفه بالمحنة بعد المحنة... الغريب من ا ن را يته لم تعرفه وا ن لم تره لم تستعرفه ويصل اكتمال المفهوم عند التوحيدي في قوله: البعداء من كان بعيدا في محل قربه ا لى وا ضافة. الغريب من ا ن حضر كان غاي با وا ن غاب كان حاضرا. «وا غرب الغرباء من صار غريبا في وطنه وا بعد علماء الدين والا دباء نجد علماء النفس يستعملون كغيرهم مصطلح الاغتراب محاولين بذلك تبيين معانيه وذكر ا سبابه وهذا ما نجده ماثلا عند الت جربة يعيش الا نسان فبها نفسه (بوصفه) "ا ريك فروم" مثلا فهو يعرفه با نه:» نمط من شيي ا غريبا ويمكن القول ا نه قد ا صبح غريبا عن نفسه ا ن ه لا يعود يعيش نفسه باعتباره مركز ا للعالم ومحركا لا فعاله لكن ا فعاله ونتاي جها قد ا صبحت سادته الذين يطيعهم ا و الذين يعبدهم سميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص: حسن محمد حسن حم اد:الاغتراب عند ا بي حيان الت وحيدي دراسة فلسفية من خلال الفكر الوجودي مجلة فصول القاهرة العدد الثالث خريف 1995 ص:.72 - صالح زامل: تحو ل المثال دراسة لظاهرة الاغتراب في شعر المتنبي ص: 19.

11 ف«ت:( الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. ا و الانقسام "كينيستون" الذاتية وهو يستخدم هذا الاصطلاح ا و لا وقبل كل شيء لا يضاح الا نماط المختلفة من. «الانفصال ومن بين علماء الن فس الذين طرقوا هذا الباب وتناولوه بالت حليل والدراسة عالم الن فس» حيث يرى ا ن ا لى عوامل نفسية ديناميكية تحدث في نمو هناك ا سبابا ذاتية وا سبابا موضوعية تو دي ا لى الاغتراب ويرد الا سباب الفرد ا ما الا سباب الموضوعية فهي الظروف المحيطة بالفرد وما يكو ا من عوامل حضارية وثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية. ومن هذا المنطلق يمكن ا ن نشير ا لى نفسي مميز ا شد ا ثرا في حفر مسارب الاغتراب حتى تصل الفعالة التي تقود عمليات التغيير ا ن اغتراب المبدعين وهم نخبة مميزة في ا تمع ذات تكوين ا لى ذرو ا المنشودة وتنجح في تكوين التيارات «والمقصود من هذا القول ا ن الاغتراب له موضوعية والمبدعون ا و المبتكرون في ا تمع تدفعهم العوامل الذاتية ا كثر من عوامل ا خرى. والاستقصاء روسو"» ا سباب ذاتية وا خرى وقد بات الاغتراب قضية تناولها الفلاسفة والمفكرون بالتحليل وتعقبوها بالبحث لذلك نجده يشغل حيزا كبيرا في كتبهم ودراسا م. فقد استخدم مصطلح الاغتراب بشكل واسع في نظرية العقد الاجتماعي ويرى في كتابه "جان جاك "العقد الاجتماعي" ا ن قيام الفرد بتغريب سيادته على ذاته وتسليم هذه الس يادة ا لى الجماعة هو شرط ضروري لوجود الجماعة وا ن بنود العقد الاجتماعي يمكن اختصارها في بند واحد هو التغريب الكامل من قبل كل عضو مشارك في الجماعة لكافة حقوقه والتنازل عن حريته الطبيعية وبموجب هذه النظرية تغترب الحقوق الطبيعية ال ذي كان حرا مستقلا تابعا للد ولة بل وعبدا لها «ا ما الفيلسوف الا لماني "هيغل" للفرد عن هذا الفرد وتنتقل. المصطلح فهو يرى فيه معنيين معنى ايحاي ي ومعنى سلبي هذا عن الاغتراب عند هيغل ا م ا"ماركس" فقد ناقش مصطلح الاغتراب. ا لى الدولة ويغدو الا نسان ا لى فوصل به ازدواجية دلالة قد عد الاغتراب ظاهرة اجتماعية تظهر في سياق العلاقات الاجتماعية في النسق الاجتماعي المحدد وهو يميز ثلاثة ا نواع من الاغتراب : صالح زامل: تحول المثال دراسة لظاهرة الاغتراب في شعر المتنبي ص: 26. فاطمة حميد السويدي: الاغتراب في الشعر الا موي مكتبة مدبولي القاهرة الطبعة الا ولى 1997 ص ( من المدخل. - ينظر محمد راضي جعفر: الاغتراب في الشعر العراقي دراسة من منشورات اتحاد كتاب العرب سميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص: ( 4) -ينظر صبار نورالدين : الاغتراب بين القيمة المعرفية والقيمة الجمالية مجلة الموقف الا دبي

12 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. اغتراب العمل: ويرى ماركس ا ن هذا النوع من الاغتراب هو الا رضية المشتركة لكل ا شكال الاغتراب الا خرى. اغتراب العمل يقود ا ن الناتج: واغتراب يقع تحت طاي لة قوة غريبة ومعادية ا نسانية ا و غير ا نسانية. ا لى اغتراب الن اتج الذي يصبح غريبا عن منتجه حينما واغتراب الذات هذا الن وع هو تحصيل حاصل من الاغترابين السابقين لا ن عمل المرء في حياته شكل متموضع فا ذا اغترب عنه العمل والناتج اغتربت ذاته. يرجع دلالات الفلاسفة. ا ن الاغتراب لدى "ماركس" لصيق بالحياة ومن هنا كان وا نتاجه هما اكتشاف جذور هذه الظاهرة عنده ا لى بو رة الوجود الاجتماعي الطبقي وهو الذي ح ول مصطلح الاغتراب ا لى مصطلح علمي (سوسيولوجية)» وا بعاد واقعية وا نزله من عالم المثل ا ما عند الوجوديين فيمكن ا ن نجمل ا و لا: الاغتراب عن العالم وعن الا خرين. ثانيا: الاغتراب عن الذات. ثالثا: له ا لى عالم الواقع الاجتماعي الحي» هذا عند حديثنا عن الاغتراب عندهم في ا نماط ثلاثة هي: الاغتراب عن ال له عند الوجودية المو منة علما ا ن ا نواع الاغتراب هذه متداخلة فيما بينها في كتابات الوجوديين ومثبوتة في مجمل مو لفا م «فالوجوديون كغيرهم من الفلاسفة والمفكرين يو منون بالاغتراب ويجعلونه وفق ثلاثة ا نواع اغتراب عن الن اس واغتراب عن الن فس واغتراب عن ال له.» ويختصر "تيليش" الوجود با ن يقول: " الوجود الا نساني انفصال " وليس الوجود انفصالا للفرد عن ذاته فحسب بل وعن الا خرين. «ا ذن بعد هذه الرحلة العاجلة في عالم الاغتراب والتي استوقفتنا عند حدوده ومعانيه من ناحية اللغة والاصطلاح ومن وجهات نظر مختلفة عربية وغير عربية. نقول با ن:» الاغتراب كفكرة يقوم على ا ساس الت مييز وجود الانسان بصورته التي نراه عليها في ا تمع لا يتفق مع جوهره ا و ما يختلف عنها بل ويتعارض معها فما هو كاي ن لا يتفق مع ما ينبغي ا ن يكون بين وجود الانسان وجوهره وعلى ا ن هو من حقيقته وا نما هو والا نسان ( alientedà )هو الا نسان الذي لا يحس بفاعليته ولا ا هميته ولا وزنه في الحياة وا نما يشعر با ن المغترب (aliented) صالح زامل: تحول المثال دراسة لظاهرة الاغتراب في شعر المتنبي ص: سميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص :50. - صالح زامل: تحول المثال دراسة لظاهرة الاغتراب في شعر المتنبي ص:. 26

13 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. العالم (الطبيعة والحزن بل والذات) على عكس ذلك غريب عنه «ا ن الا نسان المغترب يفقد قيمته ووزنه في ا تمع لذلك يحس بالغربة والانفصال والبعد عن الظروف المادية والا سباب الشخصية والعامة المو دية ا لى الغربة والمعاناة الداي مة من خلال هذا نستطيع ا ن نقول» وهذا الظروف المحيطة بالا نسان سواء كانت المادية ا و المعنوية تو ثر فيه وتجعل معاناته بارزة كله ناتج «فمن دون شك وكذا تعم ق ا حساسه بشتى ا نواعها. 2- أنواع الاغتراب: ا ذا اعتبر مفهوم الاغتراب ا شكالية كبيرة واجهت الد ارسين في تحديد مفاهيمه وضبط زواياه وذلك بالنظر ا لى الغموض الذي كان يكتنفه فا ن ا شكاله وا نواعه كانت ا كثر منه غموضا وتعقيدا» لا نه ليس هناك شيء يسمى بالاغتراب الشامل الذي يجمع ساي ر الا نواع مع ا وليس هناك شيء يسمى بالاغتراب (س) والاغتراب (و) غير ا ن هناك ا نواعا من الاغتراب لا تعد ولا تحصى كانت موجودة ولا تزال موجودة وسوف تا تي ا لى الوجود (بدون شك) مع استمرار المغامرة الا نسانية في السير في دروب الوجود المتعددة والمتباينة ولعل علماء الاجتماع والفلاسفة الاجتماعيين يحسنون صنعا ا ذا وجهوا اهتمامهم ا لى هذه الا نواع وذلك لا ا تشتمل على العديد من ا هم الامكانات التي يمكن ا ن تظهر على طريق الدراما المستمرة للحياة والتجربة الا نسانيتين وا نا هنا سوف ا حاول قدر الا مكان التعرض مداها وخصوصيا ا وا و ل نوع ا تطرق ا ليه هو: الاغتراب الاجتماعي:. «الذي يعني باختصار» ا لى ا هم الا نواع وا كثرها انتشارا لدى الشعراء لتبيين شعور الفرد بالانفصال عن جانب ا و ا كثر من جوانب ا تمع كالشعور بالانفصال عن الا خرين ا و عن القيم والا عراف والعادات الساي دة في ا تمع ا و عن السلطة السياسية الحاكمة ا ضافة واليا س وما يرافقه ا حيانا من سخط ا و تمرد ا و نقمة ا و ثورة ا لى ما يصحب ذلك من ا حساس بالا لم والحسرة ا و بالتشاو م «... فهذا الن وع من الاغتراب منتشر بكثرة بين الن اس فهناك من يغترب وينفصل عن الن اس وهناك من ينفصل عن العادات المكتسبة كما نجد من يشعر بالغربة من الحكام وسياسا م عز ت حجازي: الشباب العربي ومشكلاته ا لس الوطني للثقافة والفنون والا داب الكويت سلسلة عالم المعرفة 1985 ع 6 ص:. 72 عزيز السيد جاسم: الاغتراب في حياة وشعر الشريف الرضى دار الا ندلس بيروت لبنان ط ص :11. ريتشارد شاخت: مستقبل الاغتراب مع دراسة بعنوان المشروع الفلسفي عند ريتشارد شاخت ترجمة وهيبة طلعت ا بو العلا منشا ة المعارف (د ط د ت) ص :59. - سميرة سلامي:الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص:. 151

14 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. فها هو«شاخت يعزو انعزال الفرد اجتماعيا شخص غير متوافق يضع عمق اظطراره ا لى كونه شخصا خلاقا فربما بحكم كنهه كذلك التقاليد موضع التساو ل ا و يخرج عنها وكلما كانت ا صالته ا كثر عمقا ازداد للاغتراب عن مجتمعه» وثاني نوع هو: مكان وزمان في المشرق الاغتراب الروحي» ويرتبط ظهور هذا النوع من الغربة بوجود الدين في ا ي كما في المغرب فشعراء الزهد والتصوف يتا ثرون ببعض المفاهيم الد ينية الت ي و ن كثيرا من شا ن الد نيا ومتعها الفانية ومرور الانسان ا كا نه غريب ا و عابر سبيل فكثيرا ما عبروا عن زهدهم في هذه الدنيا وعن متوجهين الا رضي لتصل _ في الوقت نفسه مفهوم الزهد بصورته _ العالم» متاعها الزاي ل واجتنا م للن اس واعتزالهم الحياة وكل ما يتصل ا ا لى ال له وا لى العالم الا خر ساعين دوما ا لى عالمها العلوي ولا شك ا ن الوصول فالاغتراب البسيطة ا لى خلاص الروح من هذا العالم ا لى هذا الفهم ا و التصور مر بمراحل وصل فيها ا لى هذا المعنى الخاص لدى الصوفية عن غربة الروح في الجسد بل في هذا الروحي يعتبر كغيره من الا نواع الا خرى للاغتراب التي منها عانى الانسان والمغترب في ظ له يشعر بالانفصال عن الدنيا ومتاعها فهو كعابر السبيل ا لا يتوقف عندها وا ن ما يمر عنها ليصل الى مكانه وعالمه الا صلي. ا ما الاغتراب الاقتصادي منذ ا ن بدا» فمفهومه ظهر الرومان القدماء في استعمال الكلمة اللاتينية alienatio) ( للدلالة على فعل تحويل ملكية شيء ا لى شخص ا خر ا و ا لى هيي ة ا خرى كما كان متداولا» ا ذ ا يضا في اللغات عن ذلك ا ي قاموس يتعلق بتاريخ ا ي لغة من هذه اللغات. الا نجليزية والا لمانية والرومانية منذ العصور الوسطى كما يكشف ا م ا بالنسبة لظاهرة الاغتراب الاقتصادي فيمكن القول ا ننا فسرناها في ضوء التعريف الذي جرى عليه العرف فلابد ا ن نق ر ا ا قديمة قدم المو سسات الا نسانية الخاصة بالملكية والتبادل الاقتصادي «. وعلى اعتبار ا ن "ماركس" يع د المن ظر الا كثر شمولية في حديثه عن الاغتراب الاقتصادي فا ننا سوف ندرج را يه حول هذا النوع من الاغتراب. ينظر "ماركس" للاغتراب باعتباره العملية التي يفقد الفرد خلالها قدرته على الت عبير عن ذاته الت ي تحولت وصارت تبدوا متمثلة في استغلال ا نتاج العمال بواسطة الرا سمالي فعند الا خذ بتقسيم العمل كما يقول "ماركس" يغدو لكل امري مجال محدد ومغلق لتقييم العمل مفروض عليه ولا منجاة له منه 19 - يحي العبد االله: الاغتراب دراسة تحليلية لشخصيات الطاهر بن جلون الرواي ية ص: ا شرف علي الدعدور: الغربة في الشعر الا ندلسي ص: ريتشارد شاخت: مستقبل الاغتراب دراسة بعنوان المشروع الفلسفي عند ريتشارد شاخت ترجمة وهيبة طلعت ا بو العلا ص:. 61

15 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. فيصبح صاي دا للحيوانات ا و للا سماك ا و راعيا ويتعين ا ن يظل كذلك ا ذا لم يشا ا ن يفقد وساي ل معيشته» وبالنسبة الذي اتخذ من نوعيه الحياة ا لى الاغتراب الذاتي:» فا ن الموطن الا صلي له الا نسانية موضوعه الا ساسي ولقد كان"هيغل"و"ماركس" و كسب يكمن في تراث الفكر الحديث "نيتشه" من بين الذين قدموا ا سهامات ري يسية للمناقشات التي دارت حول هذا الموضوع والتي شاعت في القرن الماضي ا لى وامتدت هذا القرن على غرار ما نجد من التطورات التي جاءت ا الفلسفة الوجودية والنظرية الاجتماعية النقدية لمدرسة فرانكفورت فاغتراب الذات ا ذن. ««ينشا عن التناقض بين الا نسان وبين العالم الخارجي بين الواقع والخيال بين ما هو عليه وبين ما يحلم به بين ما يملكه وبين ما يطمح ا ليه بين نظام العالم ونظام تفكيره بين عالم الا خرين وعالمه الخاص فينفصل المرء عن ذاته الا نسانية الحقة ا و عن طبيعته الجوهرية و ذا المعنى يحمل ذلك التعبير فكرة الفقد الكلي لا نسانية الا نسان كما نجد الاغتراب الزماني الارتباط بين الا نسان والزمن ا كثر فمتغير وبالتالي فتا ثيره (. «temporal alienation )» الذي يعد من الا مور الغامضة لا ن غموضا من الارتباط بينه وبين المكان فالمكان ثابت نسبيا ا ما الزمان النفسي على الانسان ا كثر غموضا ا يضا با حدى الحواس الخمس ا و با كثر من حاسة واحدة بينما يحتاج الذهنية. «فالا نسان قد يشاهد شيي ا معينا ا و يحس الا حساس بالزمن ا لى الحاسة الفكرية ا و ا ذن كانت هذه هي جل الا نواع والا شكال التي عرفها الاغتراب على ممر العصور ا ضافة ا نواع ا خرى لم تدرج في البحث نظرا لقلة ا هميتها ا و ا لى لعدم تداولها وتناولها من طرف الباحثين في كتبهم من مثل الاغتراب الجسدي والجنسي والاغتراب الوجودي واللغوي وغيرهم من الا نواع. فهاته الا نواع المذكورة وغيرها سوف نحاول قدر ا ن وجدت ك لها نذكرها استنادا الا مكان تبيينها وتفصيلها بالدراسة والتحليل عند علم من ا علام ا لا دب العربي عانى من ا نواع شتى من الاغتراب -كما سوف ا لى ا هميتها وشيوعها في شعره-ا لا وهو ا بو العلاء المعري الشاعر الفذ الذي سحر الناس بملكته وعلمه ولكن قبل ا ن نتطرق الشعر العربي. ا لى هذه الا نواع عنده يجب علينا ا ن نعرج ا لى جذور الاغتراب في - - يحي العبد االله: الاغتراب دراسة تحليلية لشخصيات الطاهر بن جلون الرواي ية ص: ريتشارد شاخت: مستقبل الاغتراب دراسة بعنوان المشروع الفلسفي عند ريتشارد شاخت ترجمة وهيبة طلعت ا بو العلا ص: Dam.org - غس ان السيد:الاغتراب في ا دب زكريا تامر مجلة الموقف الا دبي اتحاد الكتاب العرب دمشق ع 352 سبتمبر يحيى العبد ال له: الاغتراب دراسة تحليلية لشخصيات الطاهر بن جلو ن الرواي ية ص:

16 لا ا الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. 3- جذور الاغتراب في الشعر العربي القديم: يتبادر الى ذهن الا نسان منذ البداية بعد سماعه لمصطلح بالعصور الحديثة و الحقيقة ا ن ه نشا ت معها وفي ظلها قديم» قدم الا نسان غتراب ا نه حديث مرتبط مصطلح في هذا الوجود فمنذ ا ن تكونت ا تمعات الا ولى الا زمات التي كانت تتمخض بشكل ا و با خر عن ا نواع من الاغتراب الفرد وواجهها على وفق حجم طاقاته العادية والروحية فقد تقوده تفضي به ا لى الاستسلام والانعزال والانكفاء على ال ذات وا ذا رجعنا العصر الجاهلي «ولو رجعنا ا لى ماء. «عانى منها ا لى التمرد والعصيان مثلما قد ا لى الشعر العربي القديم يمكننا ا ن نعثر على بدايات وبواكير للاغتراب وذلك منذ ا لى حياة الا نسان الجاهلي لوجدنا ماء وتتبع لمساقط الغيث حيث كان فالهجرة والتنقل الا نسان الجاهلي وهو لا يملك له دفع ا ا ا رحلة لا دا وراء الكلا وانتقال من تا تي وفقا لضرورة عصية على ا رادة «فالهجرة والتنقل من مكان ا لى ا خر بحثا عن الكلا والماء جعل الا نسان يحس بالغربة وهو ينا ى عن مكانه الا صلي ا لى مكان ا خر غريب عنه «ويظل الاغتراب احدى وساي ل الكشف عن دقاي ق حياة الجاهلي وتفاصيلها واحدى صور الغوص وراء معطيات عالمه الخاص وقد حدا به ا لى ضرب من الانطواء بالمعنى النفسي ا و عكس ذلك من الرغبة الجامحة في تجاوز القيم والانفتاح على مادة الواقع وا ن تعددت صور هذا التجاوز ا و غير ذلك من مواقف تحكيها لحظات الا حساس بالفقد والحرمان ا و معايشة عالم الضياع ا و الوقوف عند منطقة الاستسلام والا زام البشري ا لى غير ذلك من ا بعاد تحكيها قصة شاعر المعلقة عبر صراعه الطويل مع عالمه الواقعي والشعري بصفة خاصة «. على نحو ما تحكيه لنا لوحة الطلل مثلا في كثير من معلقات الشعراء و"لبيد بن ربيعة" وغيرهما من شعراء المعلقات. مثلا هذا الا خير "لبيد" يتوقف في معلقته عند مشاهد الذكرى الطللية فيقول: عفت الد يار مح لها فمقامها بمنى تا ب د غولها فرجامها فمدافع الري ان ع ر ي رسمها د م ن تجر م بعد عهد ا نيسها خ ل قا كما ضمن الو ح ي س لامها ح ج ج خ لو ن حلالها وحرامها "كزهير بن ا بي سلمى" محمد راضي جعفر: الاغتراب في الشعر العراقي المعاصر سميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص: مي يوسف خليف: ظاهرة الاغتراب عند شعراء المعلقات دار الثقافة للنشر والتوزيع (د ط د ت) ص:

17 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. ر زقت مرا بيع النجوم وصا ا ود ق الر واعد جودها فرها مها. ا لى ا خر المعلقة فهو هنا في حديثه عن الا طلال يذكر ا ماكنها وما ا صا ا بعد رحيل الا حبة وما مر ا من الا حداث بتنسيق جميل وتسلسل لا يعرف التفكك والضعف.» فالاغتراب في شعر الا طلال كامن في ظاهرة الغياب والفقدان فقدان الوطن منازل القبيلة فقدان الا هل و الحبيبة فقدان الماضي السعيد والحياة الخصبة الممتعة. و"لامري القيس" تجربة خاصة في الاغتراب عن الد يار والوطن فقد ا مضى شطرا كبيرا من حياته شريدا هاي ما على وجهه بعدما ا نكر عليه ا بوه قول الش عر وخرج مغضوب ا عليه يقول: تذك رت ا هلي الص الحين وقد ا تت فلما بدت حوران في الا ل دونها على ح م لي خ وص الركاب وا وجرا نظرت فلم تنظر بعينيك منظرا تقطع ا سباب اللب انة والهوى عشية جاوزنا حماة وشيرزا فهو هنا يبحث عمن يعينه» للا خذ بثا ر ا بيه لاسترجاع ملكه الض اي ع فذهب لتحقيق غايته لكن ا حساسه بالغربة كان مو لما منذ بدا رحلته وفارق ا هله وبلاده. ويم ثل لنا" عنترة العبسي" العنصري ا و العرقي فقد تنكرت له قبيلته بما في ملك الر وم ا لى لون ا ا خر من ا لوان الاغتراب في العصر الجاهلي وهو الاغتراب ذلك ا بوه وعمه وا ذاقوه صنوف العذاب والا هانة بسبب سواد لونه وعبوديته فما ا شد ا حساسه بالهوان والضي اع وما ا قسى شعوره بالمرارة في قوله: المال مالكم والعبد عبدكم فهل عذابك عني اليوم مصروف» ونلمح ا لوانا ا خرى من الاغتراب في الشعر الجاهلي كالاغتراب عن ا تمع وقيمه فهو واضح عند الكثير من الشعراء ا مثال "طرفة بن العبد" مثلا الذي عاش ظروفا قاسية في حياته وهذا ما ا دى به ا لى الشعور بالاغتراب وهذا ما نستشفه في قوله: وظلم ذوي القربى ا شد مضاضة علي المرء من وقع الحسام المهن د. فقلقه مع عزة نفسه دفعاه ا لى التمرد والثورة على هذا ا تمع حسن جعفر نور الد ين: لبيد بن ربيعة العامري _ حياته وشعره _ دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة الا ولى 1990 ص : سميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص: وامرو القيس: الديوان ضبطه وصححه مصطفى عبد الشافي دار الكتب العلمية بيروت لبنان (د ط د ت) ص: محمد راضي جعفر:الاغتراب في الشعر العراقي - الزوزني: شرح المعلقات العشر دار الفكر بيروت لبنان ط ص: 23.

18 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. «وظهر الاغتراب عن ا تمع جليا عند في ة من شعراء الجاهلية هي في ة الشعراء الصعاليك الذين يمكن ا ن نميز فيهم مجموعتين: مجموعة فرض عليها هذا الاغتراب وتتا لف من الشعراء الخلعاء الذين نبذ م قباي لهم وطرد م من حماها وقوانينها. وجغرافية. وقطعت كل صلة بينهم وبينها بسبب تصرفا م التي تخالف منطق القبيلة ومما لاشك فيه ا ن اغتراب هذه الطاي فة كان نتيجة دوافع ولكن ومهما كانت الا سباب المو دية ا لى اختياريا فقد جمع بينهم على اختلاف قباي لهم الفقر والجوع والتشرد» الكثير من الناس قال ا حدهم:» ذريني للغنى ا سعي فا ني اجتماعية وسياسية واقتصادية اغتراب الصعاليك وسواء كان اغترا م مفروضا ا م را يت الناس شرهم الفقير فسر في بلاد االله والتمس الغنى تعش ذا يسار ا و تموت فتعذرا ومن يك مثلي ذا عيال ومقترا وهذا الفقر الذي استبد بحياة الصعاليك خمل لهم في ركابه فعن الفقر الذي عانى منه من المال يطرح نفسه كل مطرح الجوع نتيجة طبيعية له ولعل الجوع ا قسى ما يحمله الفقر ا لى جسد الفقير.فقد كثر الحديث عنه في ا خبار الصعاليك وشعرهم فهاهو السليك بن سلكه يحدثنا عن بعض شعره كيف كان يغمي عليه من الجوع في شهور الصيف حتى يشرف عليه الموت والهلاك: وما نلتها حتى تصعلكت حقبة وكدت لا سباب المنية ا عرف وحتى را يت الجوع بالصيف ضرني هناك بالا ضافة العالم الا نساني كله فهجرت مجتمع الا نسان ا ذا قمت تغشاني ظلال فا سدف» ا لى هاته الفي ة من الصعاليك التي هجرت ا تمع القبلي في ة ا خرى اغتربت عن ا لى الصحراء البعيدة حيث الوحوش والحيوانات المختلفة فصاحت هذه الوحوش وا نست ا يقول "تا بط شرا "واصفا نفسه لامرا ة يريد خطبتها : يبيت بمغنى الوحش حتى ا لفنه ويصبح لا يحمى لها مرتعا را ين فتى لا صيد وحش يهمه فلو صافحت ا نسا لصافحنه معا فهو قد عايش الوحوش طويلا وسالمها ولهذا اطما نت له وا لفته حتى لتوشك ا ن تصافحه سميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص : يوسف خليف:شعراء الصعاليك في العصر الجاهلي دار المعارف مكتبة الدراسات الا دبية ط 3 (د ت) ص: سميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص :84. 89

19 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. «وهو يفتخر في قافيته المشهورة بكرمه وتشرده ويتوعد عاذليه ا ن لم يكفوا عن عذله بترك دياره والمضي متشردا هاي ما ا لى حيث لم يعرف مكانه مهما كان: ا ني زعيم لي ن لم تتركوا عذلي ا ن يسا ل القوم عني ا هل معرفة ا ما "الشنفري" فنجده يقول عن وحوش الفلاة: ا ن يسا ل الحي عني ا هل ا فاق فلا يخبرهم عن ثابت لاق».» هم الا هل لا مستودع السر ذاي ع لديهم ولا الجاني بما جر يخذل للبراري». ومعناه هو لاء هم الا هل الذين يو تمنون علي السر ويدافعون عن جراي م المذنب. فالشنفري تحمل ا هانة ا هابت بنفسه العزيزة ا ن تترك الا هل وتضرب في الصحراء مع الوحوش وا ن تنفث همها في قصيدة عرفت بلامية العرب ا عربت فيها عن عتاب ا ليم تضمن فخرا ووصفا فبالا ضافة ا لى هذه الصور هناك صور ا خرى كثيرة موجودة في الشعر الجاهلي لذكرها كلها جملة واحدة فقد اقتصرنا فقط على الا هم والشاي ع منها وعند ا هم بعد العصر الجاهلي عصر صدر الا سلام والانقياد والاستسلام وقد تردد هذا المعنى فدلت كلمة هذا الا خير ا ي الا سلام في القرا ن الكريم مثل و ا س ل م وا له من قبل ا ن يا تيكم العذاب ثم لا تنصرون السابقة. وقد ا طلقت كلمة الا سلام على الرسالة التي لا يتسع لنا ا ال وا برز شعراي ها معنى على قوله تعالى: و ا ن يب وا ا لى جاء ثم الخضوع ر ب ك م فهو دين جاء ليكمل الديانات السماوية جاء ا محمد رسول االله الكريم لنشر تعاليمها حتى يبين لهم طريق الهداية وسبيل الرشاد والصلاح وقد ا رسى الا سلام القواعد الا جتماعية للعرب فجعلهم يعيشون في ا مة بعد ما كانوا يتوزعون في قباي ل تعتمد على العصبية فا صبحت القباي ل ترتبط بعضها البعض بروابط دينية واختفت العادات التي كانت ساي دة في الجاهلية شيي ا فشيي ا كالا خذ بالثا ر والانتقام وكذا الفوارق القبلية والطبقية والجنسية في ا تمع فا صبح الناس سواسية في ظل الا سلام وا صبح الفرد لا يعيش لنفسه بل للجماعة التي يفديها بروحه وماله ويحس كل واحد منهم بمشاعر ا خيه كشعور الغني يوسف خليف : شعراء الصعاليك في العصر الجاهلي ص: 241. حنا الفاخوري :منتخبات الا دب العربي ص: سورة الزمر/ 54

20 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. بحالة الفقير حيث يقدم له المساعدة عن طريق الزكاة التي تعتبر فرضا وبذلك تشكلت العدالة الا جتماعية في ا تمع المسلم.» فا ذن الا سلام هو دين سلام وطما نينة للبشرية وعلى هذا للبشرية جمعاء حتى يستفيد منه العربي وغير العربي. فع دت بذلك الجيوش الا سلامية ونظمت لتبعث ا لى الاعتبار حاول الفاتحون نشر تعاليمه الاتجاهات مختلف فقد ا قام الجنود في تلك البلدان البعيدة تجمعوا في معسكرات فرا وا مناطق تختلف في ومظاهر حيا ا اختلافا بينا عما عهدوا في جزير م ولم يستطع العرب في بادي الا مر الحياة فعاشوا هناك با جسامهم ا ما ا رواحهم ومشاعرهم فبقيت في وطنهم عليهم ا ن يبتعدوا عنهم ويفارقوهم وقد عبر الشعراء الذين شاركوا با شعار تعد من ا صدق ا لوان الشعر وا شدها تا ثيرا في النفس ومنظم وبذلك كان. «لنشر الدين ومع ا هليهم الجديد جوها وطبيعتها الاندماج في تلك قضي الذين في الفتوحات عن تلك الا حاسيس الفتح الا سلامي بداية التغرب الحقيقي عن ا رض الجزيرة العربية بشكل كبير فنتجت عن هذا التغرب تلك الا شعار التي تعبر عن وا وطا م وهذا ما يظهر في قول ا حدهم يشكو غربته ا لى قمرية حزينة مثله: ا حاسيس وا شواق الفاتحين ا قمرية الوادي التي خان ا لفها من الدهر ا حداث ا تت وخطوب تعالي ا طارحك البكاء فا ننا كلانا بمرو الشاهجان غريب فهذا الشاعر الغريب وجد نفسه في موقف مقارب من موقفها. معادل موضوعي لهذا الشاعر المغترب فقد ذكرته في وحد ا ونواحها وبما يشعر به. الموت ا لى ا هليهم ا ي ا ن هذه القمرية هي بمترلة وكان ا حساس الشاعر بالاغتراب والوحشة يزداد حين يستشعر خطرا يهدد حياته ا و يشعر بخطر وهذا ما نتبينه في شعر "مالك بن الريب" حين حضرته الموت وهو مغترب عن بلده بخراسان: ا لا ليت شعري هل ا بيتن ليلة بجنب الغضى ا زجي القلاص النواجيا فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه وليت الغضى ماشى الركاب لياليا لقد كان في ا هل الغضى لو دنا الغضى مزار ولكن الغضى ليس دانيا ا لم ترني بعت الضلالة بالهدى وا صبحت في جيش ابن عفان غازيا وا صبحت في ا رض الا عادي بعيدما ا راني عن ا رض الا عادي قاصيا سميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص: فاطمة حميد السويدي: الاغتراب في الشعر الا موي ص: سميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص:

21 ب ب الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. دعاني الهوى من ا هل ا ود وصحبتي ا ج ب ب ع ت الهوى لما دعاني ذي الطبسين فالتفت وراي يا بزفرة تقنعت منها ا ن ا لام رداي يا ا قول وقد حالت قرى الكرد دوننا جزى االله عمرا خير ما كان جازيا ا ن االله يرجعني من الغزو لا ا رى وا ن قل مالي طالبا ما وراي يا تقول ابنتي لما را ت طول رحلتي سفارك هذا تاركي لا ا باليا... ا قول لا صحابي ارفعوني فا نه يقر بعيني ا ن سهيل بداليا فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا برابية ا ني مقيم لياليا وخطا با طراف الا سنة مضجعي و رد ا على عيني فضل رداي يا... ولا تحسداني بارك االله فيكما خذاني فجراني بثوبي ا ليكما يد غريب الدار ثاو بقفرة ا قبل طرفي حول رحلي فلا ا رى من الا رض ذات القرض ا ن توسعاليا فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا يد الدهر معروفا با ن لا تدانيا ه من عيون المو نسات مراعيا ا لى ا خر القصيدة فالقصيدة طويلة تحوي حوالي ثمانية وخمسين بيتا يحكي فيها الشاعر عن غربته عن بلاده وا حساسه بمجيء ساعة الوفاة وهو بعيد عن وطنه مما ا ثار فيه مشاعر الوحشة والاغتراب. والجدير بالذكر ا ن الاغتراب في الفتوحات لا يعكس البعد عن القبيلة ومضار ا بل هو بعد عن الجزيرة العربية ككل وعن ناسها وطبيعتها ومناخها ونمط العيش فيها فلنسمع الشوق ا لى ا رض الحجاز وبالضبط ا لى (نجد)فتنحدر دموعه بتذكرها فهو يقول: ا كرر طرفي نحو نجد وا ن ني حنينا ا لى ا رض كا ن ترا ا ا حن ا لى ا رض الحجاز وحاجتي ا في كل يوم نظرة ثم عبرة متى يستريح القلب ا م ا مجاو ا لى ا حد الفاتحين يستبد به ا ليه وا ن لم يدرك الطرف ا نظر ا ذا مطرت عود ومسك وعنبر خ اي م بنجد دو ا الطرف يقصر بعينيك مجرى ماي ها يتحدر بحرب وا م ا نازح يتذكر 26 -البغدادي: خزانة الا دب ولب لباب لسان العرب المطبعة الميرية ببولاق ط 1 (د ت) ج 1 ص : سميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص:

22 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. وفي نفس السياق نجد ذلك الشاعر الذي كان يتمنى رو ية نجد فيقول : فليت عيني ترى ا ذا نظرت نجدا وقد ا ينعت حداي قها فشوقه وحنينه ل(نجد)جعله يتمنى رو يتها والمناظر الموجودة فيها.» ويضيق شاعر ا خر بغربته في ا رض تختلف في طبيعتها ومناخها عن يتكلمون لغته فيتشوق غريبة وحسرة ويا س ا لى تراب نجد ) ( وبين ا ناس غرباء لا نجد ) ا لا ا يها البرق الذي بات يرتقي وا لى ( برودة رياحها وكل شيء فيها ولكنه شوق فيه كا بة ويحلو دجى الظلماء ذكرتني نجدا وهي جتني من ا ذرعات وما را ى بنجد على ذي حاجة طربا بعدا ا لم ترى ا ن الليل يقصر طوله بنجد وتزداد الرياح به بردا» وهكذا فا ن الفتوحات الا سلامية التي ظهرت في عصر صدر الا سلام كان لها الا ثرالكبير على شعر هو لاء الشعراء الذين عانوا مرارة الفرقة والحزن على ا هليهم وا وطا م فكان لهم هذا الشعر الوجداني الرقيق الذي تنسكب فيه ا عمق المشاعر العاطفية وا صدقها وا شدها حرارة. صدر لقد را يت فيما سبق كيف ا ن الاغتراب ظهر لدى الا نسان منذ العصر الجاهلي مرورا ا لى عصر الا سلام الذي كان بمثابة ا رضية خصبة لما ا ل ا ليه الاغتراب بعد وبالذات في العصر الا موي والذي سوف نشرع في تبيين جل محاولات الاغتراب فيه وتبيين الظروف المحيطة به وا هم العوامل المساعدة عليه لدى ا غلب الشعراء.» فقد تغير الوضع في العصر الا موي حيث نشا في مناطق الفتوحات الا سلامية كالشام ومصر والعراق وبلاد الري وخراسان وغيرها جيل جديد من العرب لم يعد يرى نفسه غريبا بل اعتبر تلك البلاد بلاده فتا ثر بحضار ا واستطاع ا ن يندمج مع سكا ا الا صليين وا ن يتلاءم مع نمط الحياة فيها وبذلك تبدلت حياة العرب هناك سواء منهم الجند ا م الولاة وا سيرهم وا تباعهم من حياة بدوية بسيطة ا لى حياة مليي ة بالترف تقلصت فيها تدريجيا القيم البدوية لتحل مكا ا القيم الحضارية ا ما البادية فقد ظلت محافظة على ا سلو ا في الحياة ولهذا بقي ا هلها يشعرون بالضيق والغربة ا ذا ما اضطر م الظروف ا لى الابتعاد عنها ومهما بلغ م التنقل والترحال ومهما ا صابوا في غربتهم من تكريم ومترلة رفيعة فقد عرفوا بالحنين الداي م ا ليها وا لى نمط الحياة فيها فهم يرون ا ن في الغربة كربة ومذلة. «- ياقوت الحموي:معجم البلدان ص: - سميرة سلامي:الاغتراب في الشعر العباسي العباسي القرن الرابع الهجري ص: وياقوت الحموي - سميرة سلامي:لاغتراب في الشعر العباسي العباسي القرن الرابع الهجري ص : :معجم البلدان ص :123.

23 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. تزوجت ومن ا صدق الا شعار التي تعبر وتوضح ما ذهبنا ا ليه تلك الا بيات التي قالتها"ا م حسام "بعبد االله بن ا سحاق الجعفري" فنقلت من البادية وتشتاق للمكان الا ول البادية ا قول لا دنى صاحبي ا سر ه فهي تقول : لما " ا لى المدينة فظلت بذلك تقارن بين المكانين وللعين دمع يجدر الكحل ساكبه لعمري لنهي باللوى نازح القذى نقي النواحي غير طرف مشاربه با جراع ممراع كا ن رياحه سحاب من الكافور والمسك شاي به ا حب ا لينا من صهاريج ملي ت لل عب فلم تملح لد ي ملاعبه فيا حب ذا نجد وطيب ترابه ا ذا هضبته بالعيش هواضبه ومما لا شك فيه ا ا وجدت عوامل عديدة ساهمت في خلق الاغتراب في ذلك العصر كالعامل الاقتصادي» مثلا- حيث انطلق الشعراء للتعبير عن اغترا م الناتج عن الا سباب الاقتصادية ولكن بطريقة ا يجابية فا ذا كان المغترب سلبيا يعاني من العجز وانعدام القوة وفقدان المعايير والعزلة فا ن بعض الشعراء في هذا العصر استطاعوا مواجهة الواقع عن طريق الرحلة ا لى الخليفة وا ولي الا مر برسم صورة حقيقية للواقع السيي الذي يعاني منه رعيتهم يقول "جرير": ا لا هل للخليفة في نزار وتدعوك الا رامل واليتامى وتشكو الماشيات ا ليك جهدا وا كثر زادهن وهن سف ع فقد ا مسوا وا كثرهم كلول ومن ا مسى وليس به خويل ولا صعب لهن ولا ذلول حطام الجلد والعصب المليل وعلى الرغم من ا ن الشاعر كان من شعراء البلاط الا موي ا لاا نه اكتوى بنار التجربة وعانى من الاغتراب الاقتصادي الذي دفع به دفعا شديدا ا لى اتخاذ الرحلة وسيلة ونمطا يعالج به اغترابه وكان ا ن قصد الخليفة "سليمان بن عبد الملك" ليصف له تجربته الخاصة والمعاناة العامة التي اجتاحت المسلمين : ا شكو ا ليك فا شكني ذرية لا يشبعون وا مهم لا تشبع كثروا علي فما يموت كبيرهم حتى الحساب ولا الصغير المرضع وا ذا نظرت يريبني من ا مهم عين مهجج ة وخد ا سف ع وا ذا تقسمت العيال غبوقها كثر الا نين وفاض منها المدمع ينظرفاطمة حميد السويدي: الاغتراب في الشعر الا موي ص 17. ينظر:سميرة سلامي:الاغتراب في الشعر العب اسي القرن الرابع الهجري ص : فاطمة حميد السويدي: الاغتراب في الشعر الا موي ص: 05-06

24 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. ونجد الرحيل يقول : "الفرزدق" ا يضا يكتوي بنفس وساقنا من قسا ي زجي ركاي بنا وجاي حات ثلاث ما تركن لنا ثنتان لم تتركا لحما وحاطمة فقلت: كيف با هلي حين عض م عام ا تى قبله عامان ما تركا ت ق» ول لم ا را تني وهي طي بة كا ن ني طالب قوما بجاي حة ا صدر همومك لا يقتلك واردها لم ا تفرق هم ي جمعت له وا ذا كانت التجربة حيث تدفعه الظروف الاقتصادية القاهرة ا ليك منتجع الحاجات والقدر مالا به بعدهن الغيث ينتظر بالعظم حمراء حتى اجتيحت ال غرر عام له كل مال معنق جزر مالا ولا بل عودا فيهما مطر على الفراش وفيها الدل والخفا ر كضربة الفتك لا تبقي ولا تذر فكل واردة لها صدر صريمة لم يكن في عزمها خ و ر ا لى الظروف الاقتصادية القاسية دافعا ملحا لاتخاذ الرحلة وسيلة لتبديد الشعور بالاغتراب الناتج عن القهر الاقتصادي فا ن النمط الاغترابي يختلف عند بعض الشعراء الذين اتخذوا من الرحلة وسيلة للكسب المادي وتحقيق المكانة الاجتماعية المتميزة غير ا ن المقام يطول م والشوق يزداد في النفس والقلب وتظهر ا لفاظ البكاء والحنين والاشتياق كبديل يحل محل العلاقة المفتقدة وتظهر صيغ الاستفهام لتوحي بمدى الا لحاح في العودة ا لى الا هل والوطن: متى راكب من ا هل مصر وا هله بمكة من مصر العشية راجع ا لى جانب العامل الاقتصادي هناك العوامل الاجتماعية والتي من ا هم ا سباب ظهور الاغتراب فيها هو النبذ والرفض» فيه فالاغتراب على ا ثره هو ويكون الن بذ والرفض للن اس في ا تمع وكذا لمحتلف العادات المتوارثة والمكتسبة» شعور عام يشعر به الا قليات في ا تمعات العنصرية ا و العرقية ويكون الاغتراب من ا نواع النفي ا و الطرد من عالم الا هداف والدفء العاطفي والمغزى الاجتماعي» علي فاعور:ديوان الفرزدق دار الكتب العلمية بيروت لبنان (د ط د ت) ص: فاطمة حميد السويدي: الاغتراب في الشعر الا موي ص: قيس النوري:الاغتراب اصطلاحا ومفهوما مجلة عالم الفكر الكويت ع الا ول 1979 ص: 33.

25 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. وا ذا كان الاغتراب هو وعي الفرد بالصراع القاي م بين ذاته والبيي ة المحيطة به بصورة تتجسد في الشعور بعدم الانتماء لهذا الواقع وتجربته مع "الوليد بن يزيد بن عبد الملك" فيقول : وتزايد القلق فا ن ذلك يتحقق في قول "طريح بن اسماعيل الثقفي" مالي ا حلا عن حياضك مفردا يرد الظ ماء فيشربون و ا قدع وتتعمق تجربته في القصيدة التي يوجهها والا لم الناتج عن الرفض المستمر لذاته يقول: يابن الخلاي ف مالي بعد تقربة مالي ا زاد و ا قصى حين ا قصدكم كا ن ني لم يكن بيني وبينكم لو كان بالود ي دني منك ا زلفني وكنت دون رجال قد جعلتهم ا لى لقد تحولت رحلته التي كانت رحلة اختيارية والاغتراب عن مجتمعه الجديد يقول: فلا ا راني با خلاصي وتنقيتي قد كنت ا حسبني غير الغريب فقد "الوليد بن يزيد" مصورا فيها مشاعره المفعمة بالحزن ا ليك ا قصى وفي حاليك لي عجب كما ت وق ي من ذي ال عر ة الجرب ا ل ولا خل ة ترعى ولا نسب بقربك الود والا شفاق وا لح د ب دوني ا ذا ما را وني مقبلا قطبوا ا لى بو رة تتجمع فيها كل مشاعر الانفصال لك الثناء وقربي منك ا قترب ا صبحت ا علن ا ن ي اليوم مغترب» وعلى الرغم من ا ننا نعلم ا ن الا نسان العربي يحيا في كنف قبيلته التي ينتمي ا ليها وي عرف من خلالها فا ن ذلك لم يقف حاي لا دون ظهور ا لوان من التمرد الفردي فقد يرفض الفرد مجتمعه الذي ينتمي ا ليه ويهجره ا لى مجتمعات ا خرى تحت ضغوط اجتماعية يمارسها هذا ا تمع حتى يصل هذا عدم الرغبة في الانتماء ا ليه ويحاول جاهدا الانفصال عنه وهذا ما يتحقق في تجربة القشيري" ا لى "الص مة بن عبد االله الذي واجه غربته بين ا هله وعجزه في السيطرة على الظروف التي تواجهها باغتراب ا خر ولكن ما ا ن تخطت قدماه ربى بينه وبين نوازعه: (نجد) ا قول لصاحبي والعيس وى تمت ع من شميم عرار نجد حتى التهبت في نفسه نوازع الشوق والندم ولكن كبرياءه حال بنا بين المنيفة فالض مار فما بعد العشية من ع رار فاطمة حميد السويدي: الاغتراب في الشعر الا موي ص : بدر ضيف: شعر طريح بن ا سماعيل الثقفي دار الوفاء ط ص : 94. بدر ضيف: شعر طريح بن ا سماعيل الثقفي ص: 95.

26 الفصل الا و ل: مفهوم الاغتراب وأنواعه وجذوره في الشعر العربي القديم. ا لا يا حبذا نفحات نجد 31 وريا روضه بعد القطار لقد كان غضبه وتمرده مشاعر مو قتة ا لا ا ن هجرته كانت داي مة منذ ا ن استقر في المناطق المفتوحة وظل ارتباطه (بنجد) موطنه الا صلي قويا متصلا مفعما بمشاعر الحب والتلاحم. فا ن ي ا حب النير والبرق التي العاملين ا لى ا ضافة الاقتصادي والاجتماعي ا ال ن ي ر ح با خالط اللحم والدما «. اللذان كان لهما الدور الكبير في ا براز ظاهرة الاغتراب في العصر الا موي نجد عوامل ا خرى ساهمت في ظهور هذه الظاهرة كالعامل البيي ي ا و الحضاري وكذا العامل السياسي. ونتيجة لهذه العوامل ظهرت ا لوان كثيرة للاغتراب العاطفي والاغتراب السياسي. هذا الا خير الذي كان» كالاغتراب الاجتماعي والاغتراب ( 2) له الدور الا ساسي في تشكيل الحياة السياسية لذلك العصر» خاصة وا ن ه في ا واخر هذا العصر ظهرت بعض الخلافات حول الحكم مم ا عز ز هذا الن وع من الاغتراب.. «ا ما في العصر العباسي فقد تغير الحال فظفرت الثورة العباسية فيه بالبيت الا موي الذي كانت نفوس الرعية تمتلي سخطا وحفيظة عليه لما ا ذاقهم من الظلم ولما حرمهم من الا نصاف والعدل الاجتماعي ولما ازدرى من الحق والواجب ومن ثم «سقطت دولة بني ا مية واستولى ا بو السفاح عليها بذلك فعمل «على ا بادة الا مويين وا خذ يتعقبهم تعذيبا وتنكيلا وا عمل الس يف فيهم حتى ا تى عليهم ولم ينج منهم ا حد ا لا من هام على وجهه وهرب معاوية بن هشام بن عبد الملك ا لى شمالي ا لى مصر الشام " ا فريقيا ثم ا لى ا صقاع الا رض ومن ا برز هو لاء كان الا مير" عبد الرحمان بن الذي ل قب بال داخل فقد ا فلت من يد بني العباس وفر متخفيا من ا لى المغرب في رحلة شاقة مليي ة بالمغامرة والمخاطرة» بالت ا كيد- بحثا عن الموطن الا من والعيش الهاني فوجد ما كان يطلبه في بلد المغرب دولة ا موية جديدة ظلت نحو ثلاثماي ة عام» فيها: لكن - - التي كانت «حيث ا سس ا استقراره بالمغرب لم ينسه وطنه الشام وا هله الذين تعرضوا للمحن والا هوال والويلات التي تركت في نفس عبد الرحمان الد اخل ا ثرا كبيرا فحاول ا ن ينفس عن معاناته با بيات شعرية تصو ر اغترابه العميق وشوقه الكبير الى موطنه كهذه الا بيات التي فاطمة حميد السويدي: الاغتراب في الشعر الا موي ص : سميرة سلامي: الاغتراب في الشعر العباسي القرن الرابع الهجري ص: شوقي ضيف:تاريخ الا دب العربي العصر العب اسي الا و ل ص: سميرة سلامي:الاغتراب في الشعر العب اسي القرن الرابع الهجري ص: شوقي ضيف:تاريخ الا دب العربي العصر العب اسي الا و ل ص: 14. يقول